حوار الأقطاب في عين التينة: ترحيب بمبادرة السيد نصر الله وشبه اتفاق على حلّ أزمة النفايات

 

موقع العهد الإخباري ـ
لطيفة الحسيني
انسحبت الأجواء الإيجابية التي تُخيّم على الساحة الداخلية منذ ما بعد وقوع تفجيري برج البراجنة على جلسة الحوار اليوم في عين التينة. الغياب “الكتائبي” الثالث والمقاطعة القواتية لم يؤثّرا على اجتماع أقطاب السياسية الذين استفادوا من “لمّتهم” شبه الأسبوعية للتطرّق الى الملفات الراهنة.

على طاولة البحث حضرت مواصفات رئيس الجمهورية العتيد وكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخير حول سلّة التسوية الشاملة وقانون الانتخاب والأوضاع الأمنية المتردّية وملفّ النفايات. في البداية، وقف المتحاورون دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء تفجيري برج البراجنة، ثمّ جدّدوا استنكارهم للجريمة الإرهابية، معربين عن تقديرهم للالتفاف الوطني الجامع على إدانتها والتضامن الذي عبّرت عنه مختلف القوى السياسية في مواجهة الإرهاب.

كذلك قدّر المتحارون عاليًا جهود الأجهزة الامنية التي استطاعت بسرعة قياسية كشف كل تفاصيل هذه الجريمة وتوقيف المتورّطين فيها، مشدّدين على أهمية استمرار التنسيق فيما بينها للحفاظ على الاستقرار وضبط أيّة محاولات إرهابية، وأجمعوا بعد النقاش على ضرورة تفعيل عمل المؤسسات وفي مقدمتها عمل مجلس الوزراء لمعالجة القضايا الملحّة.

حوار الأقطاب في عين التينة: ترحيب بمبادرة السيد نصر الله وشبه اتفاق على حلّ أزمة النفايات

جلسة الحوار اليوم انعقدت في عين التينة بدلًا من ساحة النجمة لعدم عرقلة الدورة الإقتصادية وسط بيروت

هذا الإجماع يتضّح أكثر من خلال ما تسرّبه مصادر مشاركة في الجلسة، فهي تقول لـ”العهد” إن الإجماع الذي حصل اليوم حول خيار ترحيل النفايات الى الخارج قد يُطلق العنان لرئيس الحكومة تمام سلام من أجل الدعوة قريبًا إلى جلسة لمجلس الوزراء، ولا سيّما أنه يعتبر أن الأولوية اليوم هي لحلّ هذه الأزمة وعند التوافق على هذا الموضوع بشكل نهائي يُصار حكمًا إلى الدعوة لجلسة وزارية تُترجم الاتفاق حوله. غير أن المصادر تقول إن الاتفاق على خيار الترحيل لم يحدّد الوجهة أو البلد الذي ستُصدّر إليه نفايات لبنان.

وعُلم أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون وافق على تفصيل عمل الحكومة في الأمور الملحّة كعقد جلسة مخصّصة لحلّ أزمة النفايات.

المتحاورون توقّفوا عند مبادرة السيد نصر الله التي لاحقت ترحيبًا من قبل جميع الحاضرين. وهنا تشير مصادر خاصة لـ”العهد” الى أن فريق 14 آذار تحدّث بإيجابية عن مباردة الأمين العام لحزب الله. وحسب المعطيات، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أمام الجميع أن هذه المبادرة هي ترجمة لكلّ السياسات المعتمدة من قبل حزب الله”، لافتًا إلى أن كلام سماحته يخلق دينامية.

بدوره، تحدّث رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية عن إيجابية الحوار، داعيًا إلى وضع الأمور الخلافية جانبًا والبحث بالأمور التي يُجمع اللبنانيون عليها.

قانون الانتخاب حضر أيضًا على طاولة النقاش، وفي هذا السياق، توضح المصادر أنه كان هناك دعوة لأن تُعطى العناوين العريضة للجنة الانتخابية التي سيتمّ تأليفها غدًا إثر اجتماع هيئة مكتب المجلس في عين التينة كما وعد الرئيس نبيه بري في الجلسة التشريعية الأسبوع الماضي، حتى تُنتج الاجتماعات التي ستعقدها، متحدّثة عن اتجاه لتصغير اللجنة بعكس ما كانت عليه في جولاتها السابقة. وهنا اعتبر العماد عون أن مواصفات القانون التي يجب اعتمادها هي العدالة والتمثيل الصحيح وتصحيح الخلل القائم من دون مواربة.

هذا وكانت مداخلة للعماد عون رأى فيها أن “حرب الارهاب عالمية”، مشيرًا الى أن مواجهتها تكون من خلال خطة شاملة وليس جزئيات أبرز عناصرها تحقيق تقارب من دون التسليم للأمر الواقع.

يشار إلى أن الرئيس بري حدّد موعدًا جديدًا لجلسة الحوار الأربعاء المقبل.

وبعد خروج المتحاورين، صرّح رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال إرسلان بأن “الجميع أثنى على مبادرة السيد نصر الله وملتزم ببنود الحوار”، واصفًا أجواء اليوم بـ”الممتازة”.

من جانبه، أكد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أن الجلسة كانت مفيدة والنقاط محددة، غير أنه قال “بدها طولة بال”، في إشارة إلى الاتفاق حول ملفّي الرئاسة والنفايات.

من ناحيته، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض إن “جميع المشاركين في الحوار أشادوا بكلام السيد نصر الله”، مضيفًا إن “جدول الأعمال وبناء على طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري كان له علاقة بتفعيل عمل الحكومة وهناك إجماع على ذلك، وتحول البحث بعدها الى تفعيل عمل كافة المؤسسات وسيستكمل البحث في الجلسات المقبلة”، موضحًا أن “هيئة مكتب مجلس النواب ستعقد غدا لتقرير من هم المشاركون في لجنة قانون الانتخاب لبحث التفاصيل التقنية”، وتابع أن “رئيس الحكومة يستكمل إعداد الخطة التي تتعلق بملف النفايات وهناك اتجاه لنقلها الى الخارج”.

كما لفت رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الى أن “هناك مراوحة في الأمور، غير أن الاجواء الإيجابية هي التي تسيطر”، وأردف “الرئيس سلام عرض خيار ترحيل النفايات وهذا سيكون محور بحث في اليومين القادمين تمهيدا لعقد جلسة حكومية لبتّ الخيار”.

وقبل مغادرة المتحاورين عين التينة، استبقى الرئيس بري الفرقاء على مائدة الغداء المكوّنة من وجبات سمك وأرز ودجاج وقريدس و”فريكة”.

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.