حملة عامود السماء: اختبار آخر لصلابة المقاومة.. والمدنيون الهدف الاول للعدوان الصهيوني على غزة
موقع الانتقاد الإخباري ـ
غزة ـ فادي عبيد:
“عامود السماء”؛ هو الاسم الذي اختاره قادة الحرب الصهاينة للحملة العسكرية العدوانية الجديدة على قطاع غزة؛ واضعين بذلك حداً للتضليل الذي مارسته ماكينة الدعاية “الإسرائيلية” على مدار يومين عبر الحديث عن إرساء “تهدئة” غير مباشرة بوساطة مصرية.
“رئيس هيئة أركان حركة حماس” كما ـ يُصفه كيان الاحتلال ـ أحمد الجعبري ؛ تصدّر المُستهَدَفِين من هذه الحملة؛ حيث جرى اغتياله برفقة مساعده محمد الهمص ؛ بعد قصف السيارة التي كانت تقلهما في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة.
وعقب استهدافهما بدقائق معدودة؛ جرت محاولة لتصفية القيادي البارز في كتائب القسام ـ الجناح العسكري لـ”حماس” رائد العطار؛ إلا أنه نجا بحسب ما أكد مقربون منه.
وطاولت الغارات الجوية ـ التي شنتها طائرات حربية من طراز إف 16 وأباتشي إلى جانب الطيران التجسسي – مختلف المناطق في القطاع ، كما أنها أصابت بشكل مباشر عدداً من المنازل السكنية، وهو ما تسبب في ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى.
ووفقاً للمتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية د. أشرف القدرة ؛ فإن من بين الشهداء أطفال لم يكملوا عامهم الأول، وكذلك نساء مسنات. وناشد “القدرة” الدول العربية والإسلامية والهيئات المعنية ضرورة التحرك العاجل لإمداد مشافي القطاع بالأدوية والمستهلكات الطبية؛ لتمكينها من مواجهة الأعداد المتزايدة في المصابين.
وحولتّ صواريخ المقاومة مدينة “بئر السبع” -التي تعتبر عاصمة الجنوب لدى الصهاينة -إلى مدينة أشباح ؛ بعدما ألحقت أضراراً مادية في بعض محالها التجارية والمركبات ، وقد تبنت كل من “كتائب القسام” و”سرايا القدس” المسؤولية.
ولحقت أضرار بالغة في أحد المنازل بمدينة “أسدود” التي تبعد عشرات الكيلومترات عن القطاع؛ إثر إصابته مباشرة بصاروخ ، في وقت تحدثت فيه تقارير صهيونية عن نجاة وزير “الجبهة الداخلية” آفي ديختر من شظايا صاروخ آخر سقط على مقربة منه أثناء تفقده لذات المدينة.
وللمرة الأولى ؛ ضربت صواريخ “الغراد” منطقة “ديمونا” الاستراتيجية، بحسب ما ذكرت القناة “الإسرائيلية” الأولى ؛ لكنها تكتمت عن إيضاح الخسائر التي سبّبها قصف “القسام”.
كما ضربت مطار “هاتزور” العسكري على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، وأعلنت كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني العملية. وثمنت الحكومة في غزة قرار الرئيس المصري محمد مرسي سحب سفير بلاده من “تل أبيب” ؛ احتجاجاً على الجرائم المتلاحقة بحق الشعب الفلسطيني. ودعت الحكومة على لسان الناطق باسمها طاهر النونو الزعماء والقادة العرب إلى ضرورة اتخاذ مواقف حاسمة بشأن الاحتلال؛ لردعه وثنيه عن مواصلة عدوانه ضد المدنيين.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية دعا في وقت سابق إلى عقد قمة عربية عاجلة للتصدي لهذا العدوان ، مؤكداً في تصريح مكتوب له ” ألا خوف على شعبنا ومقاومتنا أمام هذه الهجمة الشرسة”.
ومن جهته طالب مركز الميزان لحقوق الإنسان الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك السريع وبذل الجهود السياسية والدبلوماسية المكثفة لوقف التصعيد “الإسرائيلي” بالغ الخطورة، والذي يثير المخاوف من ارتكاب قوات الاحتلال جرائم حرب واسعة النطاق على غرار تلك التي ارتكبتها أواخر العام 2008.
وشدد المركز على أن ممارسات قوات الاحتلال تشير إلى تعمدها انتهاك قواعد القانون الدولي التي تحظر استهداف المدنيين وممتلكاتهم أثناء حالات الاحتلال أو النزاع المسلح، بما في ذلك ممارسة الاغتيال خارج نطاق القضاء.
وزعم وزير الحرب الصهيوني “إيهود باراك” خلال مؤتمر صحفي مقتضب عقده برفقة رئيس حكومته “بنيامين نتنياهو” أن سلاح الجو تمكن في بداية هذه الحملة من إصابة كل صواريخ “فجر” بعيدة المدى، والبنى التحتية لحركتي “حماس و”الجهاد الإسلامي ، وأن ما يجري الآن هو رد على ما دعاه بـ”الاستفزاز” المتمثل بتكثيف عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه المستعمرات، واستهداف “الجيب” العسكري قبل أيام شرق غزة.
ولخصّ “باراك” أهداف العدوان الحالي بتعزيز “قوة الردع” لدى الجيش “الإسرائيلي”، وتسديد ضربات قوية للمقاومة ، والمس بقدراتها الصاروخية ، واستعادة الهدوء في جنوب الكيان.