حكومة وحدة وطنية أم تعديل وزاري؟! وإلى أين؟
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
بعيدا عن غسل الدماغ الذي يمارسه كل فريق للشعب الفلسطيني، فيمكن المتابع لأي فريق استخلاص العسل من الفسيخ نتيجة هذا الغسل!
من بعد آلاف الأميال، لكن بروح المجاهدات الجزائريات الشهيدة حسيبة بن بوعلي وجميلة بوحيرد، لاحظت الأستاذة مالكة سلمى من الجزائر جوهر ما يسمى بالمصالحة الوطنية واختصرت ذلك في فقرة واحدة فقط لا غير.
“لم يبق لحماس أي خيار، ولا للسلطة أيضا! من فاوض وصل إلى الطريق المسدود، ومن ادعى المقاومة برهن على انعدام الوعي وعدم وضوح الاستراتيجية. أخطاؤهم كبيرة جدا! فمن ينقذ من؟!”
وهو وصف بالفعل ينطبق على الحاصل على أرض فلسطين. فالطنطنة بأنها وحدة وطنية حتى يحسبها الناس أنها إنجاز، إنجاز جسمين فاشلين! ومن لا يقبل وصف الفاشل فعليه أن يقبل وصف العميل أو الخائن!
ما يسمى بالإنجاز والوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام ما هو إلا تفويض لعباس وعصابته بالتصرف بالشأن الفلسطيني، وإعطاء التنازلات التي تريدها إسرائيل باسم كل الفلسطينيين، على الأقل من الناحية الشكلية! وهذه الحقيقة تعني أن الأمر لا يستحق تأليف وزارة جديدة، فقط تعديل وزاري. وهذا ما جرى. وهو كف عملي لحماس من عباس، فيا حماس أنت لا تستحقين أكثر من ذلك حتى لو كانت معك الأغلبية البرلمانية!
في انتخابات 2005 حصل الحزب الإشتراكي الديمقراطي الحاكم بقيادة المستشار الألماني شرودر على 222 مقعدا، بينما الحزب الديمقراطي المسيحي برئاسة انجيل ميركل حصل على 226 مقعدا، واراد أن يشكل المستشار الألماني شرودر الحكومة ويبقى في منصب المستشارية، فرفضت المستشارة انجيلا ميركل ذلك وقالت نحن مقاعدنا أكثر فمنصب المستشارية لنا واصرت على ذلك وأزاحت المستشار شرودر وأخذته! وعندنا جهل (أو خيانة) حماس عندهم بمفردهم الأغلبية، فيتركون الجمل بما حمل؛ ليترأس الحكومة من طرف عباس، بل يعطيهم بضع مقاعد وزارية هامشية. إذن لماذا يطلبون من الشعب الفلسطيني أن ينتخبهم مرة أخرى، وقد أعطاهم التفويض ولم يعملوا شيئاً!
أمر غريب ما يحدث على أرض فلسطين؛ إنه خارج عن المألوف الإنساني في العلوم السياسية! هل هذا نتيجة فهلوة عباس مع غباء حماس؟! أم أنه جزء من طبخة خيانية للقضية الفلسطينية بدأت تظهر ملامحها! فالقضية الفلسطينية قضية محورية؛ فهي تعيش في وجدان الأمة، لذا فيتم ضخ شلال من العملاء والخونة الملمعين على أنهم وطنيون. فمن مصطفى البرغوثي إلى منيب المصري في الوسطاء إلى خالد مشعل وأبي مرزوق في حماس إلى سلام فياض ورامي حمدالله! الله يعين!
وأنا اسأل حماس ما رأيها في التنسيق الأمني الذي شكت منه كثيرا في أنه يستهدف رجالها؟ أم تكفي كلمات جوفاء ومخنوقة يطلقها أبومرزوق بتردد، “إقرأوا الاتفاقات جيدا”؟! مجرد تبرئة عتب!
أنا أبشر حماس والشعب الفلسطيني أن حكومتنا العتيدة انتقلت من مرحلة التعاون الأمني إلى مرحلة التعاون الاستخباراتي! نعم التعاون الاستخباراتي وأول علاماته طلب معلومات لا علاقة لها بالمعاملة التي تريد انجازها لكن لها أهمية استخباراتية لدى الموساد الإسرائيلي أو المخابرات الأردنية، كأن تريد أن تشتري قطعة أرض أو شقة ويسألونك ما اسم زوجات أبيك ومن هم أولاد كل واحدة من الزوجات؟! هذا ما بدات به حكومة رام الله! ما أرحم التنسيق الأمني إذاما قورن بالتنسيق الاستخباراتي! فماذا أنت قائلة يا حماس؟!
والحل للقضية الفلسطينية هو كيان مسخ ملحق بالأردن، عليه واجبات تجاه الأردن ولا حقوق له! وعليه واجبات اتفاق السلطة مع إسرائيل مضافا إليها واجبات اتفاق الأردن مع إسرائيل، لا حقوق للفسطينيين عند إسرائيل! ها أنذا أقولها لكم من اليوم قلا تقولوا لم نكن نعلم! بالطبع لم يأتني وحي ليخبرني، ولم تقل لي العصفورة ذلك! واضح أن أهل غزة في الغالب لا يريدون الالتحاق بالأردن، ويفضلون أن يكونوا مستقلين أو مع مصر على أن يكونوا مع الأردن، لذلك لا بد من كتم اصواتهم في الهيئة التنفيذية. فخمسة وزراء من غزة، مقابل اثني عشر وزيرا من الضفة الغربية. كما أن معظم وزراء غزة مربوطون، يعني بطريقة أو بأخرى، ليصوتوا إلى هذه التبعية! من اليوم رئيس السلطة سي عباس يستثمر في الأردن؛ ألم يشتر فندق الفورسيزونز بحوالي ثلاثين مليون دينار؟! أليس من المفروض أن يستثمر رئيس السلطة في كيان السلطة، خاصة وأن القيوط الصهيوني راض عنه! ووضع رئيس السلطة حوله خدم النظام الأردني وعلى رأسهم رامي الحمد الله، إرجعوا لسيرته وعائلته!
إسرائيل وإن كذبت لتضحك على ذقون الفلسطينيين، إلا أن هذا الحل هو ما تريده! لأنه على الأقل من الناحية الشكلية عباس ولو أنه منتهي الولاية الا أنه يمكن وصفه بأنه يمثل كل الفلسطينيين، وأنه أخذ تفويضاً من حماس للبت في الشأن الفلسطيني. فهلوة عباس وغباء حماس أعطونا حكومة يرئسها، ومعظم أعضائها من حزب الأقلية وحزب الأغلبية فقط يقعد يهرش … ! ثم لا توجد آليه للاعتراض على أي قرار إلا طريقة أبي مرزوق بالصوت المخنوق لمجرد رفع العتب!
فإلى متى سيظل الشعب الفلسطيني غافلا عن الاخطار المحدقة به؟!
فالله المستعان