حقد الأعراب
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
في العام 1973 قام العدو الصهيوني بعملية إنزال بحرية ليلاً على شاطئ بيروت، وتسلل جنود النخبة من جيشه، وكان على رأسهم إيهود باراك الذي أصبح لاحقاً وزيراً للحرب إلى منطقة فردان القريبة من منطقة الرملة البيضاء الساحلية واقتحموا منازل القياديين الفلسطينيين كمال ناصر وكمال عدوان ومحمد يوسف النجار وقاموا باغتيالهم بعدد كبير من رصاصات الحقد عبر أسلحة كاتمة للصوت.
واللافت كان أن إحدى الرصاصات وُضعت بالفم في إشارة إلى عقاب لأصوات المناضلين “ناصر وعدوان والنجار”.
وفي العام 1980 خُطف المعارض والكاتب السعودي ناصر السعيد صاحب كتاب تاريخ آل سعود من بيروت على أيدي عناصر من المخابرات الفلسطينيه برئاسة عطالله
عطالله (أبو الزعيم)، وسُلّم إلى السفارة السعودية لينقل سراً إلى أقبية سجون النظام ومن ثم يعاقب برميه في (صحراء حفر الباطن) حياً بعد ربطه، وحيث تصل درجة الحرارة هناك إلى أكثر من 60 درجه مئوية حسبما سرب نقلاً عن مدير مكتب أبو الزعيم.
أثناء العدوان الصهيوني على غزة المستمر منذ العام 2008 من خلال الحصار وإغلاق المعابر تارة أو القصف الجوي تارة أخرى، وقتل المدنيين كما حصل في عدوان العام 2006 على لبنان، كان العدو الصهيوني يلجأ إلى رمي منشورات تطالب السكان بالرحيل عن منازلهم وتحديد مهلة زمنية يعرف تماماً أنها غير كافية لعملية نزوح جماعي، وكل ذلك لتبرير عملية القتل وهدم البيوت على رؤوس قاطنيها، وهذا ما كان يحصل بالفعل، وقد أثبت من خلال تقارير جمعيات حقوق الانسان الدولية وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
من جهة ثانية، يخرج علينا المتحدث بإسم التحالف الغربي – السعودي ليقول: “لدينا معلومات مؤكدة أن الأسلحة التي تُستخدم في قصف الحدود السعودية موجودة في بعض المنشآت الحكومية والمدارس والمستشفيات “، وأضاف: “إن المجال ليس للتهدئة ولكن للعقاب”.
إذاً إنه العقاب!!
وفي بيان آخر أعلنت قيادة التحالف صباحاً عن إسقاط منشورات على الأهالي في محافظة صعدة تدعوهم إلى المغادرة قبل غروب الشمس.
وجغرافياً، من المعروف أن صعدة تقع شمال غرب اليمن وتبعد عن العاصمة صنعاء مسافة 240 كيلومتراً ويبلغ عدد سكانها ما يزيد عن ال 700 ألف نسمة. وتأتي هذه الدعوة وسط قصف مكثف للمحافظة استهدف جميع أنواع وسائل الاتصال بالعالم الخارجي ما أدى إلى عزلها كلياً تمهيداً لارتكاب جرائم موصوفة، معتبراً أنه قام بواجبه حيث أعلن أن محافظة صعدة أصبحت منطقة عسكرية والقصف لن يستثني أي بقعة منها.
وهنا السؤال: كيف سيخرج أكثر من 700 ألفاً من المدنيين تحت القصف خلال 12 ساعة فقط !!!؟ والجميع يعلم علم اليقين أن هناك إنعداماً للمشتقات النفطية ما يحول دون تحرك السيارات ووسائل النقل الأخرى، ما يعني أن الإبادة بمعنى القتل الجماعي ستتحقق تحت عنوان العقاب.
من جهة ثانية نجد أن عقاب القصف الجوي طال الأموات في قبورهم، حيث أعلن التحالف عن قصف ضريح الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، وهو من قادة حركة أنصار الله ب 11 غارة !! الأمر الذي نراه حاليا في ليبيا والعراق وسوريا من هدم للأضرحة والمساجد وشاهدناه بالصور لهدم أضرحة الائمة والصحابة الأجلاء قبل عشرات السنين في بلاد الحجاز.
وسط كل هذا نشاهد وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية (جون كيري) يتوسط حلقة من مريديه من رجال دين ونساء محجبات في صدر مسجد سلمان الفارسي في العاصمة جيبوتي. وقالت صحيفة ذا إندبندنت البريطانية إن الحديث دار حول سماحة الاسلام!!.
إنه العقاب يا عرب المقاومة، يُمارس ضد كل من وقف وقال لا للهيمنة ولا للتسلط ولا للاحتلال، ابتداءً من فلسطين، مروراً بالعراق وسوريا، وصولاً إلى اليمن.
وصدقت الشخصية اللبنانية الكبيرة، ذات الاطلاع الواسع والحكمة، عندما قالت لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: “إن العرب سيدفّعوننا ثمناً غالياً جداً بسبب انتصارنا على اسرائيل”.
* عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين