حصيلة الانتهاكات التركية في سوريا لعام 2022
وكالة أنباء آسيا-
سامر الخطيب:
تتواصل العمليات التركية ضمن الأراضي السورية، بذريعة تأمين الحدود التركية ومواجهة حزب العمال الكردستاني، ورعاية اتفاقيات يتم التسويق لها إعلامياً “لحماية المدنيين السوريين” لاسيما بما يعرف بمناطق “بوتين-أردوغان” أي مناطق في إدلب والأرياف المتصلة بها.
ولكن للمنظمات الحقوقية رأي آخر، فبحسب وصفهم فإن التدخل التركي لم يجلب إلا الدمار لسوريا وأن عام 2022 يؤكد دموية التدخل التركي وما حمله من ويلات جديدة لأبناء الشعب السوري.
ووثقت تقارير حقوقية مقتل 74 مدنياً سورياً (16 طفلاً و6 نساء و52 رجلاً وشاباً) على يد القوات التركية سواء برصاص حرس الحدود التركي أو القصف البري أو القصف الجوي عبر الطائرات الحربية والطائرات “المسيّرة” وذلك في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية وفي مناطق انتشار القوات الكردية وقوات الجيش السوري بالإضافة لمناطق أخرى من إدلب والحسكة وحلب، كما قتل بالظروف ذاتها ما لا يقل عن 164 من العسكريين.
بينما لقي 16 جندياً تركياً مصرعهم بأعمال عنف خلال العام 2022 أيضاً.
وتشهد مناطق متفرقة خاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية شمال وشمال شرق سورية، تصعيداً تركياً مستمراً عبر قصف شبه يومي يطال مناطق متفرقة في أرياف حلب والحسكة والرقة، هذا التصعيد يتمثل باستهدافات برية من قبل المدفعية التركية ورصاص القوات التركية، واستهدافات جوية تنفذها أغلب الأحيان طائرات مسيّرة تركية وبدرجة أقل طائرات حربية تركية، في ظل الحديث المتواصل عن عملية عسكرية تركية قد تشهدها المنطقة بأي لحظة.
وقتل 45 مدنياً بينهم 12 طفلاً و3 نساء، بالإضافة لمقتل 131 من العسكريين على خلفية التصعيد التركي على مناطق الإدارة الذاتية خلال العام 2022.
كما استهدفت القوات التركية بآلاف القذائف الصاروخية والمدفعية أكثر من 88 منطقة في حلب والحسكة والرقة ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية لشمال وشمال شرق سورية، وهي: دادا عبدال وربيعات وتل أمير وكسرى والأسدية والبوبي وأم عشبة وخضراوي وتل الورد وخربة شعير والدردارة وعبوش وقبور القراجنة وأم الكيف وكوزالية وشيخ علي وتل اللبن وطويلة وأم الخير، الواقعة جميعها بريفي تل تمر وأبو رأسين.
ولبهيرة وتل حمدون وتل كيف وشورك وتل حمدوني ومزرعة عزالدين جولي ومناطق أخرى واقعة بريف عامودا، ومحركان وروكان وأوتلجة وموقع نفطي شرقي القحطانية محيط سجن جركين الذي يضم عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” بمدينة القامشلي ومزارع مركز البحوث الزراعية في قرية هيمو وهرم شيخو وهرم رش، وأكثر من 18 منطقة أخرى بمحافظة الحسكة أيضاً.
وتوخار وعود الدادات وجبل الصياد وكورهيوك والكاوكلي وقرت ويران بريف منبج، وشيوخ فوقاني وزور مغار وجيشان وخربيسان وقره موغ وكوران وآشمة وسيلم بريف عين العرب (كوباني) وأكثر من 10 مناطق أخرى بمحافظة حلب.
فضلا عن عين عيسى وأكثر من 12 منطقة واقعة بريفها ومحيطها ضمن محافظة الرقة.
وتسبب القصف البري التركي بمقتل 21 مدنياً بينهم 4 أطفال، ومقتل 8 من قسد و2 من الجيش السوري.
كما وثق التقرير ، 99 استهدافاً جوياً نفذتها طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” لشمال وشمال شرق سوريا، خلال العام 2022، تسببت بسقوط 15 قتيلاً مدنياً بينهم قيادية في الإدارة الذاتية و8 أطفال، بالإضافة لسقوط 83 قتيلاً من العسكريين بينهم طفلين اثنين و12 نساء، فضلاً عن إصابة أكثر من 128 شخصاً بجراح متفاوتة.
كما شنت المقاتلات الحربية التابعة لسلاح الجو التركي أكثر 60 غارة جوية خلال العام 2022، استهدفت خلالها آليات ونقاط ومناطق ومواقع متفرقة في كل من حلب والحسكة والرقة، متسببة بمقتل 9 مدنيين بينهم 2 نساء، ومقتل 21 من “قسد” والتشكيلات العسكرية الأخرى العاملة بالمنطقة، و17 من الجيش السوري، بالإضافة لإصابة العشرات بجراح متفاوتة.
وقتل 39 شخصاً على يد القوات التركية ممّن قضوا خلال العام 2022 سواء بالقذائف التركية البرية أو الضربات الجوية التركية، بريف حلب الشمالي.
وفي الوقت الذي تُغلق قوات حرس الحدود التركي “الجندرما” معابرها الحدودية في وجه السوريين، وتُفتح تلك المعابر أمام دخول المعدات العسكرية وآلات الحرب والقتل، لتزيد الوضع السوري دمويةً وتعقيداً، تقف أسلحة الجندرما بالمرصاد بوجه السوريين الباحثين عن بعض من الأمان أفقدتهم الحرب السورية إياه، مستهدفة كل من يقترب من الجدار أو يحاول عبوره.
وقتل خلال العام 2022، 23 مدنياً بينهم سيدة و3 أطفال على يد الجندرما التركية، أثناء محاولتهم اجتياز الحدود السورية – التركية، كما أصيب 26 مدنياً بينهم 3 أطفال برصاص “الجندرما” أيضاً.
وجددت المنظمات الحقوقية مطالبتها للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن، للضغط على الحكومة التركية بشكل جاد وفعال، بغية وقف الاعتداءات التي تُمارس بحق السوريين الفارين من ويلات الحرب إلى أراضيها كما يطالب المدنيين بتوخي الحذر من الخروج عبر طرق غير آمنة نظرًا لما تشهده الحدود السورية – التركية من تصاعد في حوادث القتل والاعتداء على المدنيين. كما دعت لإحالة ملف القتل على الشريط الحدودي مع تركيا، من قبل “الجندرما التركية” إلى المحاكم الدولية المختصّة لينال قتلة الشعب السوري عقابهم.