حسم السوريين يُربك غرف العمليات في الداخل والخارج …
لم يستفق أعداء سورية من الضربة الأولى التي وجهها الجيش للعصابات المسلحة في الجنوب حتى استيقظوا على بداية المرحلة الثانية من العملية بعد توقف قصير اختلفت الأراء حوله بين مهلة غير معلنة اعطاها الجيش للمسلحين وبين حالة الطقس الشتوية القاسية التي مرت على المنطقة في الأونه الأخيرة ولكن المحصله أن الجيش استكمل عملياتة بضربات سريعة حققت نتائج مبهره للسوريين ومؤلمة لأعدائهم . وعلى وقع الضربات الموجعه والتقدم الميداني الذي لم تستفق اسرائيل منه وهي اول المستفيدين من وجود العصابات الإرهابية على طول الحدود السورية والخط الفاصل مع الجولان المحتل . فانهيار المسلحين السريع جعل من غرف العمليات وخصوصا الموجوده في عمان والتي تدير العمليات العسكرية ضد الجيش السوري لتأمين جيب فاصل يبعد الجيش السوري عن حدود الجولان المحتل ويضمن تهديد طويل الامد للعاصمة دمشق ، ولكن المرحلة الثانية كما يطلق عليها العسكريون ادخلت تلك الغرف في حالة إرباك سيدفعها قريبا للبحث عن غطاء دولي تجد فيه مخرج لدعم من تبقى من مرتزقتها على خط النار . فمن يعرف جغرافيا المنطقة الجنوبية يدرك انه لا مفر امام العصابات المسلحه وخصوصا من غير السوريين فأمكانية ايجاد ملجئ يحميهم اصبح أمر صعب والأمر الأكثر صعوبة أن تسمح لهم اسرائيل ان يدخلوا ضمن الأراضي المحتله فهذا سيشكل عبئ لا طاقة للكيان فيه أما إنساحابهم نحو الأردن المصدر الرئيسي للعصابات العاملة في الجنوب فهو أمر لا أعتقد أن الأردن سيكون قادر على إحتماله وخصوصا أن عمان لديها الكثير من الملفات الشائكة بهذا الخصوص ولا طاقة للاردن باحتمال فتح معسكرات سوف يتوقف التمويل عنها عاجلا أم أجلا . ان هذا الأرباك الذي تعاني منه غرف عمليات (( أعداء سورية )) رافقة إرباك سياسي أخر حيث أعطت دمشق للموفد الدولي الضوء الأخضر لتجميد القتال في حلب ، لكن التقارير تشير أن ما يسمى محاور معارضة ترفض خطة دي ميستورا وتجد فيها إعلان هزيمة أخرى على محور الشمال فالمناطق التي يشرف عليها الجيش لا تعطي فرصة للمسلحين بإعادة التمركز أو التجمع من جديد ، وهذا الإرباك السياسي وعدم وجود هامش كبير للمعارضة للتفاوض كشف دور المشغلين الذين لا يهمهم وقف القتال من عدمة بقدر ما يعنيهم استمرار الحرب على سورية ، فمازالت الملفات الدولية التي تم ربطها بالحرب على سورية عالقة من اوكرانيا الى الملف النووي الايراني الى اليمن حيث تغيرت الخارطة السياسية الى مصر التي تقف على مفترق طرق بين كسب ود الممولين من جهة ومحاربة الإرهاب الذي يهددها من الداخل والارهاب القادم من دول الجوار واخطره الموجود في ليبيا اليوم من جهة اخرى . وما يحدث على الجبهات السورية أنعكس على جبهات العراق المفتوحة ضد الارهاب وعصابات داعش وأربك القرار الامريكي المتردد في دعم فكرة تحرير الموصل من يد داعش ، في وقت تشعر فيه الادارة الأمريكية بالفشل وعلى كل الصعد حيث تتباين الأراء اتجاه القضايا المصيريه للمصالح (( الاسرائيلية )) والمصالح الغربية ، هذا التباين الذي سيدفع بالعلاقات العربية الاسرائيلية الى السطح أكثر وخصوصا ان بعض العرب من المعادين لطهران ودمشق يجدون في اسرائيل قارب النجاة لهم من طوفان انهيار العصابات المسلحة هذا الإنهيار سوف يكشف للعالم الدور الذي لعبتة تلك الأنظمة في محاولة تدمير سورية وتشريد شعبها . أن المعارضة السورية والغارقين في وهم كسر دمشق يعيشون اليوم اسوء حالات التشرذم والصراع فالنتائج التي يحققها الجيش السوري على الأرض مازالت تحير القائمين على مشروع تدمير الدولة السورية وتفكيكها ، ومن اعتقد أن إشتراك المقاومة في الدفاع عن سورية سيضعفها ويشغلها عن العدو الأساسي للمنطقة (( اسرائيل )) أكتشف متاخر أن المقاومة تزداد خبرة وقوة وأن السنوات الأربعة الماضة أو أقل بقليل أعطت المقاتلين خبره سوف تستخدم في الحرب القادمة التي مازالت اسرائيل تفكر باشعالها وخصوصا أن عصابات التكفيرين لم ولن تحقق لاسرائيل ما كانت تحلم فيه في خلق جيب عميل يخدمها ويحميها لعقد من الزمن على الأقل . كتب محمد مهدي الجواهري : دمشقُ يا أمَّةً حَطَّتْ بها أُممُ *** مِنها إذا نُكَّسَتْ أعلامُها عَلَمُ كأنَّما هيَ عنْ أوزارِ جِيرَتِها *** كفَّارَةٌ، وعنِ الساعِي بِها نَدَمُ يا هِمَّةً باسمِها تُسْتَنْهِضُ الهِمَمُ *** يا قِمَّةً تتهاوَى عِندَها القِمَمُ دمشقُ، إنَّ وجوهَ الغدرِ سافِرَةً *** أَخَفُّ مِنها شُروراً وهيَ تَلْتَثِمُ وارتدَّ عنكِ وأحلافٌ لهُ خدمٌ *** مُغْبَرَّ وجهٍ على خَيشُومِهِ رَغَمُ