حزب ’المستقبل’: بين التكفير والتحريض على الفتنة
موقع العهد الإخباري ـ
ميساء مقدم:
“نحنا شعب بجم هيدا تاريخنا وهيدا نحنا”.. هكذا ارتأى مسؤول التثقيف السياسي السابق في حزب “العلم والقلم” أن يصف نفسه وشعبه.
محمّد سلام، الرجل الذي أخرج “المارد السني من القمقم” يوم تهاوت حكومة رئيسه سعد الحريري، أفرغ أمس كل ما في ذهنه من أحقاد دفينة ضد المقاومة وجمهورها. من منبر “كلام الناس” على شاشة الـ”أل.بي.سي”، دعا سلام الى الجهاد ضد حزب الله هنا في لبنان، مخوّناً كل من “يشارك مع حزب السلاح في حكومة حتى لو كان سيدنا محمد”، على حد تعبيره.
رئيس تحرير “الوكالة الإتحادية للأنباء” محمد سلام لم يكتفِ بما سبق من فجور اعلامي، بل أكمل قائلاً “اسرائيل عدوّنا وحزب الله غريمنا وعدوّنا”. كلام وصفه الكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل بـ”المرفوض جملة وتفصيلا، فالمقاومة أسمى وأرقى من أن يتناولها محمد سلام أو غيره”، مضيفاً “يكثرون من هذا الخطاب الطائفي عندما يكونون مفلسين سياسياً، لكن حزب الله أكبر من هؤلاء جميعا، وحيث يوجد صهيوني توجد المقاومة وحزب الله”.
ولفت أبو فاضل الى أن هناك مسؤولية قانونية تترتب على هذه العبارات، لأنها تحرض على قتال حزب الله في لبنان بالتالي على المشاكل والقتل وهذا أمر يعاقب عليه القانون”، مشيراً الى أن “هناك في لبنان قنوات صهيونية فتنوية لا ترحم الناس”، وقال “كان على مقدم البرنامج أن لا يدع سلام يتابع الحديث”.
وفيما سبق كلام سلام خلال الحلقة المذكورة أمس، حديث بذيء للمدعو صالح المشنوق نجل عضو كتلة “المستقبل النيابية” نهاد المشنوق، تناول فيه المقاومة وقائدها، رد عليه أبو فاضل بالقول “في حرب تموز عندما كان صالح المشنوق صغيرا وحديثاً في ميدان السياسة، تمرمغ أنف أولمرت على يد سماحة الامين العام السيد حسن نصر الله”.
ولرئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوض موقف في هذا الاطار أيضاً “فمثل هذه التصريحات مخالفة للقانون المرئي والمسموع رقم 382 / 94، كما أنها معاكسة لمفهوم الميثاق الوطني الذي يشدد على فكرة المواطنة وعلى كون اللبنانيين ارتضوا جميعاً أن يعيشوا تحت سقف الدولة، وبالتالي فإن الدعوة الى الاثارة الطائفية من أي جهة كانت تقع تحت طائلة المسؤولية التي تحتمها القوانين اللبنانية على اختلافها”.
وأضاف محفوض “من يريد الجهاد فليصوب بندقيته باتجاه اسرائيل، أما الدعوة الى الفتنة الأهلية في لبنان فهناك اجماع على اعتبارها بمثابة خطر أشد من الخطر الاسرائيلي، لأنه في مواجهة الخطر الاسرائيلي يتوحد اللبنانيون، أما في الفتنة اللبنانية فإنهم يقتتلون وبالتالي نكون قد خلقنا حالة اسرائيلية في الداخل اللبناني”.
محفوض شدد على أن اللجوء الى هكذا مقابلات نارية تتحمل مسؤوليتها المؤسسات المرئية التي من المفترض أن تحجب مثل هذه المقابلات التي لا هدف لها سوى اثارة البلبلة في الداخل اللبناني، معتبراً أن “الكلام الذي يتناول المقاومة ورموزها يسيء الى أصحابه أولاً”، داعياً “القضاء الى أن يتحرّك تلقائياً لوأد بذور الفتنة الصادرة عن هكذا خطابات”.
بدوره، رأى الكاتب و المحلل السياسي غسان جواد أن “كلام محمد سلام يندرج في الاطار الفتنوي ويُظهر أخلاقيات هؤلاء الأشخاص، خصوصاً أنه كان مسؤول التثقيف السياسي في تيار المستقبل، وهذا يعكس نمط النخب الثقافية والسياسية لديهم، والتي هي عبارة عن أبواق للفتنة، وفي كثير من الاحيان هم يعبّرون عن قلّة في الأخلاق”.
وأضاف جواد “هذا يعبر عن أنهم أدوات في يد الخارج خصوصاً أن هذا الكلام أتى بعد الحديث عن وضع حزب الله على لوائح الارهاب والهجمة الكبيرة التي تتعرض لها المقاومة، كما يمكن أن نضعه في سياق التعبير عن الحنق والغضب نتيجة ما يحصل على صعيد معركة الحدود اللبنانية – السورية المستمرة حتى الانتهاء من تهريب السلاح من لبنان الى سوريا”.
في هذا السياق، يسأل مراقبون، كيف يمكن ان تترجم دعوة سلام الى الجهاد ضد حزب الله لدى كوادر حزب “المستقبل” مثلاً؟ أليست دعوة واضحة الى الاقتتال الداخلي والعودة الى الحرب الأهلية؟
جواد اعتبر من ناحية ثانية أن “صالح المشنوق وغيره من المتطرفين الذين يحاولون تسعير الغرائز يخدمون المشروع الاسرائيلي في لبنان”، وقال “كل دعوة من حزب الله لتجنيب لبنان النار، يقابلونها بزيادة وتيرة تحريضهم ظنا منهم أن المقاومة ضعيفة”.
وانطلاقاً من ما سبق، دعا جواد “الدولة اللبنانية أو ما تبقى منها، الى التحقيق مع مطلقي هذه الأصوات، حتى لو سجن مطلقيها، لأنها تزرع بذور الفتنة”، سائلاً “كل هذا الشحن أين يصرف؟ إنه يصرف في أمن الناس ولقمة عيشهم وأرزاقهم”.
قد لا يتفاجأ المراقب للمشهد السياسي بالمعزوفة الموحّدة ضد المقاومة، التي يطلقها نواب وقادة فريق الرابع عشر من آذار، خصوصاً عندما يستمع الى المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الذي وصف حزب الله بـ”الحزب الطائفي المقيت” منوّهاً بالخطاب الأخير للشيخ يوسف القرضاوي حيث تعرّض للمقاومة وسيّدها.
اذاً.. اذا عرف السبب بطل العجب.. فالتعليمة بتكفير قسم مهم من اللبنانيين وصلت مباشرة من المشروع الأميركي – التكفيري وكانت لها الترجمة السريعة والعملية أمس عبر برنامج كلام الناس واليوم عبر تصريحات الحزب الأزرق.