“حزب الله” يستبعد عملا عسكريا أميركيا وشيكا في سورية
صحيفة الغد الأردنية:
قال مسؤول العلاقات العربية في “حزب الله” الشيخ حسن عز الدين إن “التصعيد العسكري الأميركي الأخير يستهدف الضغط على النظام السوري وليس تجهيزاً لعمل عسكري” يستبعد “حدوثه قريباً على الأقل”.
وأضاف إن التعزيزات العسكرية الأمنية الأميركية في البحر المتوسط مؤخراً والمتزامنة مع تصريحات واجتماعات ذات علاقة، تؤشر إلى “مأزق واشنطن وبداية النهاية للأزمة السورية، وليس عملاً عسكرياً قريب الحدوث”.
ورأى في حديثه لـ”الغد” من بيروت، أن هذا التحرك الأميركي الذي وصفه بـ”العبثي” لن يغير موازين القوى العسكرية الأمنية القائمة على الأرض السورية، وإنما “سيدفع تجاه الجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد مخرج للأزمة السورية في ضوء قرار الشعب السوري وإرادته الحرّة”.
وأوضح أن “المشهد السياسي سيتحدد من الآن وحتى نهاية 2013 بتسوية الأزمة السورية في ضوء موازين القوى القائمة على الأرض والمرجحة لصالح النظام السوري”، بحسبه.
وجزم بأن “التسوية ستكون سيدّة الموقف عند بلوغ ساعة الصفر”، معتبراً أن “مؤتمر “جنيف 2″ ما يزال قائماً ولن يتجاوز عقده آخر العام الحالي”.
واعتبر أن “واشنطن تكثف ضغوطها على النظام السوري، ظناً منها بإرهابه”، ولكنها “لا تستطيع تغطية أي عمل عسكري طالما تقف كل من روسيا والصين ضدّه”.
وقدّر بخطأ المقارنة بين حال سورية اليوم والوضع العراقي العام 2003، وذلك عند الإحالة إلى المزاعم الغربية والإقليمية باستخدام النظام للأسلحة الكيماوية، والتي كانت إحدى ذرائع الاحتلال الأميركي للأراضي العراقية.
وتوقف عند اختلاف نسق النظام الدولي في كلا الحالين، إزاء “مأزق الولايات المتحدة حالياً في العراق وأفغانستان، وهزيمتها مع الكيان الصهيوني في لبنان العام 2006 وقطاع غزة عامي 2008/2009 و2012، فضلاً عن انكماش وضعها الاقتصادي”.
ويزيد من ذلك، بحسب الشيخ عز الدين، “البناء على الموقفين الروسي والصيني من الأزمة السورية، ومطالبتهما بالشراكة الحقيقية أو رفض التفرد الأميركي مهما كلف الثمن”.
واعتبر أن “كل ما يجري اليوم يصبّ في مصلحة خيار المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني ومشاريع التفتيت والعنف والفتنة في المنطقة”.
وربط الشيخ عز الدين بين “التفجيرات الدموية التي وقعت مؤخراً في لبنان”، وما قدّره “بإخفاق الأطراف المناوئة للنظام في سورية إيذاناً ببداية نهاية الأزمة السورية”.
وأدان ما وصفه “بجرائم القتل العبثي” للمدنيين في تفجيرات الضاحية الجنوبية وإطلاق الصواريخ ضد الكيان الصهيوني، والتفجيرين الدمويين في مدينة طرابلس، الجمعة الماضي، اللذين أوقعا 42 شهيداً.
وكشف عن أن “الأدلة والقرائن التي توصلت إليها الأجهزة اللبنانية المختصة تثبت وقوف نفس الجهة، كفاعل ومخطط ومنفذ، وراء التفجيرات الأخيرة”، بالإحالة إلى “نفس البصمات والأدوات التقنية والعبوات المستخدمة والأدلة التي وجدت في مسرح العمليات”.
واستطرد قائلاً إن “التحريات والأدلة التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية العسكرية اللبنانية بشأن تفجيري الضاحية الجنوبية والخيوط التي تمكنت من التقاطها وتعرفها على بعض المتورطين بها المنتسبين لشبكة تضم مجموعة من الأشخاص، كشفت عن الجهة التي تقف وراءها بالتعاون مع التكفيريين الذين باتوا أداة طيعة على المستويين الإقليمي واللبناني الداخلي”.
وأرجع مغزى فعلها إلى “استهداف استقرار لبنان والنيل من أمنه، وتأجيج مناخات الفتنة بين المسلمين والقوى السياسية في الساحة اللبنانية، في ظل قوى سياسية داخلية ذات امتداد إقليمي قد تنخرط سريعاً ودون وعي وإدراك ضمن هذا المشروع”.
بينما يعدّ “الكيان الصهيوني المستفيد الأكبر مما يجري من اقتتال داخل القطر العربي الواحد، لاسيما إذا كان محاذياً له، لما يؤدي ذلك إلى الالتفات عنه نحو الانشغال بالقضايا الداخلية”.
وأكد ثبات “حزب الله” على “موقفه من الأزمة السورية ومقاومته للاحتلال الصهيوني”، مستبعداً تأثير ما يجري “في مساره وموقفه من الأزمة السورية وأحداث المنطقة، ومقاومته ضدّ الكيان الصهيوني وأدائه السياسي داخلياً وخارجياً”.