حزب الله لن يقع في خطأ 2008 والقبول بتسوية سليمان
صحيفة الديار اللبنانية ـ
كمال ذبيان:
في خطابين له، لم يفصل بينهما سوى اسبوعين، تحدث الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصرالله، عن الاستحقاق الرئاسي فاعلن من دون ان يسمي المرشح المدعوم من الحزب لرئاسة الجمهورية، وهو الذي له حيثية وطنية ويمثل في بيئته المسيحية وله ثقل شعبي فيها، ولا تنطبق هذه المواصفات الا على العماد ميشال عون، الذي اعلنت كل قوى 8 آذار تأييدها له، وفي طليعة الداعمين رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، وهو المرشح المفترض ايضاً لقوى 8 اذار.
و«حزب الله» لا يريد ان يقع في خطأ 2008، عندما وافق على قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، من ضمن تسوية انتجها اتفاق الدوحة، واقنع حليفه العماد عون التساهل والتنازل في هذه الانتخابات، لان قواعد اللعبة الداخلية والاقليمية والدولية تفرض السير بحل للازمة اللبنانية، كان الشغور في رئاسة الجهمورية احدها، كما تقول مصادر مقربة من الحزب، التي تكشف امام زوار لها، عن ان «حزب الله» سيكون وفياً في هذه الدورة مع العماد عون لانتخابه رئيساً للجمهورية، وان الظروف ملائمة له، وهي تستجيب لما يطلبه المسيحيون عموماً والموارنة خصوصاً، فهو يمثل «كتلة نيابية» من 25 نائبا من بينها 19 نائبا مارونياً، وكاثوليكيين وارثوذكسي وارمني وشيعي ودرزي.
وهذه الكتلة النيابية، يلتف حولها تحالف مسيحي عريض وآخر وطني يشمل كل لبنان في كل مناطقه وطوائفه، ولا يمكن اهماله، كما حصل في العام 2005، عندما استثني من «التحالف الرباعي» وقد اخطأنا معه، تقول المصادر، واقصي من الحكومة، وعوّضنا عن ذلك في ورقة التفاهم التي وقعها العماد عون والسيد نصرالله في 6 شباط 2006 في كنيسة مار مخايل في الشياح.
لذلك فان عون هو اهل ليكون رئيساً للجمهورية، لان اي اسم غيره، يعني شطب التمثيل المسيحي من المعادلة الوطنية الداخلية، وهذه مسؤولية بقدر ما تقع على المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً، في تقديم مرشحهم القوي الذي يمثل، فان مسؤولية وطنية تقع ايضا على الاطراف المسلمة، في ان تشكل اداة ضغط على القوى المسيحية للاتفاق على المرشح الممثل الحقيقي لهم، اما ان نضع ثلاثة مرشحين، دون ان يتمكن اي منهم الحصول على الاكثرية النيابية المطلقة فمعنى ذلك ان الانتخابات الرئاسية ستبقى تدور في حلقة مفرغة بسبب التوازن القائم بين اصوات 8 و14 آذار، الا اذا انحازت ما يسمى «الكتلة الوسطية» لأي من الطرفين، وفق ما تقول المصادر التي لا تستبعد في ظل هذه المراوحة، ان تؤجل انتخابات رئاسة الجمهورية الى ما بعد الانتخابات النيابية التي قد تعزز تحالفات جديدة وخارطة نيابية لتوزيع الكتل.
فلبننة الاستحقاق الرئاسي ما زالت قائمة وفق المصادر، ولم تخرج الكرة بعد من ملعب اللبنانيين، ولا يمكنهم انتظار التطورات الخارجية، ويمكن للحوار الجاري بين «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» الذي ارساه كل من زعيميهما سعد الحريري وعون، ان يتوصلا الى اتفاق او تفاهم، وتحصل الانتخابات وفق ما تقول المصادر، وتكون الشراكة في الحكم، ويقوم وفاق وطني داخلي بين مكونات المجتمع، قد يبدأ ثلاثيا بين الحريري وعون والسيد نصرالله، بما يمثلون، ويتوسع حكما الى النائب وليد جنبلاط، والى مسيحيي 14 آذار، الذين يجب ان يؤيدوا وبشكل طبيعي من لديه اكبر كتلة نيابية مسيحية، كما تقول المصادر التي ترى في تلميحات السيد نصرالله الى شخصية المرشح الرئاسي، انها رسالة لمن يريد ان يقرأ موقف «حزب الله» الذي لا يخالفه الرئيس نبيه بري الرأي، وهو كان مشجعا للحوار بين الحريري وعون، وان زيارة الاخير له في عين التينة اشارة ايجابية، وتأكيد ان عون مرشح وفاقي لـ 8 آذار.