حزب الله أنجز خطة «الحماية والتنظيم والأمن»
موقع سلاب نيوز ـ
حسين طليس:
بعد موجة التفجيرات التي شهدها لبنان، وفي ظل الانكشاف والفراغ الامني الذي يشهده البلد، يتابع حزب الله مهمة تأمين الحماية في المناطق المعرضة لخطر الإستهداف، وفي سياق ذلك يعكف الحزب حاليا على رفع مستوى الجهوزية الفنية، التقنية والبشرية حيث بدأ بتنفيذ خطة متكاملة بالتنسيق مع البلديات لإنجاز تصور أمني جديد اكثر فعالية.
الخطة المزمع تنفيذها وضعت بناء على دراسات مكثفة، واستشارات واسعة لخبراء ومهندسين ومختصين، تم استخلاص الأفضل من بينها، خاصة ما يتلاءم منها مع جغرافية وديموغرافية المناطق المعنية للبدء بتنفذه بشكل فوري. وفي أولى الخطوات بدأ حزب الله بالتعاقد مع آلاف الشبان (هناك توجه لتأطيرهم في شركات أمنية محددة الوظيفة والمهام)، لتدريبهم على مهمة حفظ الأمن والطرق الإحترافية للتفتيش، البحث، الرصد واستخدام الأدوات اللازمة لكشف الاجسام الغريبة ومراقبة مداخل ومخارج المناطق، وتتضمن الدورات التدريبية برامج مكثقة ومتخصصة في التعامل مع أجهزة بالغة التطور بات يملكها ويستخدمها الحزب لكشف المواد المتفجرة والاجسام الغريبة.
وفي ثاني الخطوات كشف مصدر مطلع من داخل الحزب، عن نية لتنظيم الحركة المرورية في الضاحية، تقوم أساساً على تنظيم حركة المرور وإشاراته وأماكن التوقف والمواقف، واعتماد معايير وشروط واضحة لتحديد المداخل والمخارج أحادية الخطوط، وثنائية الخطوط، حيث سيتم حصر حركة الدخول والخروج في الضاحية على سبيل المثال بعدد محدد من الطرقات، وتكون خاضعة لرقابة أمنية مشددة، يتخللها نشر كاميرات مراقبة متطورة إضافية، وأجهزة كشف المواد المتفجرة والاجسام الغريبة من شأنها تأمين مراقبة واسعة على مساحة جغرافية كبيرة، وفي المقابل سيتم اغلاق عدد كبير من الطرقات الفرعية التي لا تعتبر أساسية في حركة المواطنين لمحاولة لضبط اوسع وأشمل لحركة التنقل في المناطق التي ستشملها الخطة.
المصدر أكد أن الحزب استفاد إلى حد كبير من تجارب سابقة في العديد من الدول، لا سيما التي تشهد تفجيرات شبه يومية، وأنه عمل على استبعاد الخيارات التقنية التي أثبتت فشلها، وركز الجهود على دراسة وتجربة أجهزة ومعدات أثبتت فعاليتها مستفيداً من الخبرات الداخلية للوحدات المتخصصة بالمتفجرات في جهاز المقاومة العسكري والأمني. معظم هذه الإجراءات ستكون ملحوظة ومرئية، لكن العمل الأكثر فاعلية، يبقى في الجانب غير المرئي من الصورة، ولن يتم الإفصاح عن طبيعته لكنه كما يجزم المصدر يتضمن إجراءات عملية سيكون لها الأثر الفاعل في الحد من خطر وقدرات المتربصين بلبنان واللبنانيين، لأن أي إجراء برأيه في هذا الإتجاه ستعم آثاره الإيجابية كافة المناطق اللبنانية.
الخطة المقرر البدء بتنفيذها في وقت قريب، لا تقتصر على الضاحية فقط، بل تشمل مناطق اخرى في الجنوب والبقاع بالتنسيق مع البلديات في المناطق، إجراءات امنية مشددة خوفا من عمليات قد تستهدف تلك المناطق التي تعتبر بيئة خاضنة للحزب والمقاومة، وكان لمدينتي بعلبك في البقاع و النبطية في الجنوب النصيب الاكبر من الاهتمام، حيث وضعت المدينتين على جدول الخطة التي ينفذها الحزب بإعتبارهما الاكثر عرضة لإمكانية تنفيذ هجمات فيهما بعد الضاحية.
اما على صعيد البلدات و القرى وبعض المناطق المحسوبة على الحزب فـأكد المصدر انه يتم العمل حاليا على تطوير عمل اللجان الشعبية المؤلفة من ابناء البلدات والمناطق، لمراقبة اي تحركات مشبوهة او اجسام غريبة كل ضمن نطاقه. الخطة والتي تجري بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بالإضافة الى البلديات، تعتبر الامثل لضبط الوضع وتفادي اي اعتداء أو هجوم يستهدف بيئة الحزب ومؤيديه، للوصول الى شبه سيطرة تامة على الارض في كافة المناطق، خاصة مع اقتراب ذكرى عاشوراء، التي يتم احياؤها بتجمعات حاشدة يخشى ان تصبح هدفاً لأعمال ارهابية كالتي استهدفت منطقتي بئر العبد والرويس في الضاحية، وجامعي التقوى والسلام في طرابلس.