حرفية أمنية واستخباراتية عملانية سورية وحليفة
صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح:
الهجوم الصهيوني الذي نفذته طائرات عسكرية صُنعت في الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت خلاله صواريخ حرارية متقدمة كان بمباركة أوبامية مُبَاشِرة، ويَعني صراحة ومُبَاشرة التالي: تناغم أهداف المنظمات الإرهابية التي تشن حرباً شعواء على سورية منذ سنتين ومصالح وأهداف الكيان الاسرائيلي بتفكيك سورية النظام والدولة والمؤسسات والشعب وإلحاقها به.
إسرائيل تحوّلت الى دويلة غبية بأمتياز ويُضرب المَثل بِغبَائها الذي حقّق رقماً قياسياً عالمياً بين الأرقام القياسية التي تضربها عادة الدول المتخلّفة وحكوماتها التي صارت خارج التاريخ منذ أمد بعيد؛ أكدت الاستخبارات والأجهزة الأمنية الصهيونية ومن ضمنها الخارجية بالطبع، عدم كفاءتها وعدم مهنية” عملائها في الداخل السوري من العسكريين السوريين المتورطين والمدنيين وعناصر الجيش الحر” والتخريبيين على حد سواء مما أدى الى فضح شبكة تجسس عملانية خطيرة في سورية وتفكيكها.
وضاعة وتدني مستوى التقديرات الأمنية الاسرائيلية قياساً بالمهنية الأمنية السورية الرفيعة التي أوقعت قادة اسرائيل المنتفخين إثماً وأجهزتهم كافة في مستنقع استخباري وأمني خطير وخلقت في الكيان هوّة أمنية وفراغاً يدلّل على فشل المدرسة الامنية الغربية ومستقبل الكيان ونجاح المدرسة الأمنية الشرقية وتقدمها المُطّرد في سوح المعارك الفاصلة؛ عَرَضَت الغارة الصهيونية رغبات القادة الإسرائيليين المتأصلة لإشباع غرائزهم الحيوانية التوسعية والانتقامية التاريخية من سورية، وهي الى ذلك أيضاً مؤشّر خطير على رغبة تل أبيب توسيع عملياتها العسكرية على مساحات تتسع أفقياً على المساحات التي يقاتل عليها الارهابيون لدعمهم عملانياً في سورية إضعافاً للجيش السوري، وميدانياً كذلك رغبة صهيونية بالتوسّع في ساحة المعركة وصولاً الى الانتقام أيضاً من جمهورية إيران الاسلامية في ظرف قادم مناسب للعدو؛ محاولة من قادة العدو إعادة الهيبة الى القرار السياسي الاسرائيلي وفعاليته في المنطقة والإبقاء على الكيان مُمسِكاً بزمام الأمور و رقبة” المنطقة الأوسطية ودولها واستمراره فاعلاً ومنفِّذاً أوامر الإمبرياليات الخارجية التي لم ولن تتخلَ عن إمبرياليتها تجاه الامتين العربية والاسلامية.
كشفت العملية الصهيونية الأخيرة على سورية صعوبة تدخّل واشنطن عسكرياً ضد سورية التي تتمتع بغطاء روسي وصيني وإيراني، وتفضيلها الاعتماد على الأقل في الزمن الراهن على ذراع محلي في المنطقة للقيام بمهامها العدوانية والاستراتيجية الإقليمية لـ “تقليم أظافر” بلدان المنطقة وقادتها العرب.
بقاء الطبيعة العدوانية هي هي متأصلة ولا يمكن تغييرها في كيان العدو وكمُونها الأبدي في جوهر النظام الصهيوني وتواصل معاداته المطلقة للتطلعات العربية والاسلامية الحقيقية التحررية منها والاستقلالية، وصداقة تل أبيب الحميمة والثابتة التي لا مجال لأن تتزعزع مع الإرهابيين والمتدخلين الأجانب وتنفيذهم لمخططات العدو بصور شتى؛ وفي العملية العدوانية الأخيرة على سورية فقد تكشفت نوايا التحالف الأطلسي والغرب أوروبي وبعض دول شرقي أوروبا الذين لم يستنكروا العملية الهجومية على سيادة الدولة السورية وشعبها وبالتالي افتضحت نواياهم الجمعية العدوانية ومشاركتهم العدوان ومعرفتهم المسبقة به؛ تكشّف باطنية السياسة العدوانية للتحالف الاسرائيلي العالمي لمحو سورية الدولة والجيش والشعب مِن على الخارطة، كما النوايا الأمريكية المتصلة لمحو العراق الشقيق والجزائر ومصر ولبنان واليمن وموريتانيا وتفتيت الأمة قاطبة ورسالتها الإنسانية الخالدة.
النجاح السوري في التكتيك والمناورة وإيهام العدو الاسرائيلي والعناصر العملية له والارهابيين وتضليلهم وإيقاعهم يومياً في مطبّات أمنية وعسكرية وسياسية يُشير الى احترافية سورية رفيعة المستوى قلّما نجدها لدى الدول المواجِهة للتدخل الأجنبي، تجهد إسرائيل للتخلص منها؛ الى ذلك أكد العدوان الصهيوني الأخير على شعب سورية الأبي رغبة متأصلة ليس بمحو النظام السوري بمؤسساته وثقافته وحضارته القومية العربية المُتّصِلةِ عِبر التاريخ وضم الجولان والاسكندرونة أبدياً لمن استحوذا عليها فحسب، بل أيضاً محو شعب سورية وقتله بالكامل بداية بمحاولة محو نصف مليون سوري في دمشق وضواحيها من خلال ضرب ما اعتقد العدو وأزلامه وجوده من أسلحة كيماوية سورية مُخزّنة مما لا يدع مجالاً للشك بأن الأمة العربية بأكلمها مستهدفة وجودياً من جانب العدو الصهيوني والعدو الأمريكي وحلفائه أيضاً.
أكسب العدوان الأمريكي والإسرائيلي والأعرابي والإرهابي على سورية القيادة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية السورية خبرات عملانية سريعة في خضم المعارك ومراكمتها وتوظيفها اليومي والآني، والى تمتع هذه كلها ببُعد بصيرة أمنية وانتشار عناصر الأمن السوري في صفوف العدو حتى وتمكّنهم منه، ودقّة في التشخيص الأمني السوري وتحليل المعلومة والتنبؤ والتنفيذ والكتمان، وتناغم الأذرع الأمنية والاستخبارية والعسكرية السورية والصديقة والحليفة مع تلك السورية المثيلة لتنفيذ المهام الآنية ساعة بساعة، وإخلاصها جميعاً للقضية المصيرية والاممية والانسانية التي تواجهها.
*رئيس المجلس العربي لمناصرة سورية والتضامن مع الشعب السوري، والاتحاد الدولي للصحفيين أصدقاء الصين.