حرب سرية مفتوحة بين حزب الله وأنظمة الردة!!
صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
معروف عن قيادة حزب الله، الذي يتزعم المقاومة في الساحة العربية ومواجهة المخططات الصهيونية
الأمريكية، التمسك بالصبر والحكمة والحذر، والدراسة المتأنية لاختيار مواقع الاشتباك
وتحديد مواعيدها، والتهور في الردود غير وارد من جانبه، وغير قابل للاستفزاز، ومن العصب
ان ينجر وراء فعل، أو ينزلق الى معركة أو رد هو لم يختار موعدها.
في السنوات الأخيرة تعرضت قيادات في حزب الله لعمليات اغتيال وتفجير، ووعد بالرد، في الزمان والمكان
الذي يحددهما، وكذلك، من حيث اختيار الاهداف، وهو يدرك خطورة تطورات الأوضاع في المنطقة
وشراسة التدخلات الاقليمية والدولية، وصناعة العصابات والمجموعات الارهابية، من خلال
تحالف يضم أكثر من ثمانين دولة.
لكن، وحسب دوائر ذات اطلاع واسع، فان التعرض لقيادات مؤثرة في الحزب قد تصاعد، بهدف كسره، واجباره
على التخلي عن واجبه في التصدي للارهاب، الذي يتهدده أيضا، وليس الساحات العربية فقط،
وابضا، تسهيل الطريق أمام اسرائيل لضرب الحزب وقواعده في اية مواجهة قادمة، ومن هنا،
تجيء التحالفات في الاقليم بين دول عربية واسرائيل، لتنضم لتحالفات مقامة بين تل ابيب
من جهة والولايات المتحدة ودول اوروبية من جهة ثانية. ومن هنا، بعد بحث وتدقيق في حيثيات
كل عمليات الاغتيال التي تعرضت لها قيادات في حزب الله خلال السنوات الأخيرة، تبين
بشكل لا يقبل مجالا للشك أن أجهزة استخبارية عربية تشارك اسرائيل في ملاحقتها، لعناصر
متقدمة في الحزب وخاصة في الجناج العسكري، هذه الأجهزة تعمل لصالح أجهزة الأمن الاسرائيلية،
التي أدخلت معدات متطورة الكترونيا في هذه الحرب، والأجهزة المذكورة تدعم اسرائيل في
الميدان الاستخباراتي والمعلوماتي، وبالتالي، الصورة باتت واضحة العناصر والمعالم،
وهذا الوضوح سيضطر الحزب لخوض حرب سرية مفتوحة ليس مع اسرائيل وحدها، وانما مع أنظمة
عربية مرتدة، وضعت نفسها وأجهزتها في خدمة المخططات وأجهزة الأمن الاسرائيلية.
وتقول دوائر واسعة الاطلاع لـ (المنـار) أن الحرب المفتوحة بين الحزب والأجهزة الأمنية في أكثر
من بلد، قد فتحت، وان المرحلة القادمة سوف تشهد وضوحا من حيث الردود والعمليات واختيار
الاهداف وطبيعة هذه الحرب التي فرضت على حزب الله، خاصة بعد ان زادت الاجهزة الاستخبارية
في أكثر من بلد عربي تدخلها، ونشاطها الاستخباري ضد الحزب في أكثر من مكان، ولدى الحزب
ما يثبت تآمر أجهزة أنظمة الردة الأمنية، وتقديمها الخدمات لاسرائيل، حيث بات الحزب
والمقاومة مستهدفا ليس من جانب اسرائيل وحدها، وانما من دول عربية تقيم علاقات تحالف
متقدمة مع تل أبيب وفي مقدمتها المملكة الوهابية السعودية، التي تعيش هواجس وقلق خطورة
سياساتها وتدخلاتها وبشاعة جرائمها في اكثر من ميدان ومجال.