حرب تموز في عيون التونسيين: ذكرى انتصارات بطولية
موقع العهد الإخباري-
روعة قاسم:
لا تزال ذكرى حرب تموز حاضرة بكل تفاصيلها وسياقاتها في أذهان التونسيين؛ فهي أسست لمعادلات جديدة في المنطقة وكسرت هيبة جيش العدو الصهيوني، وبعثت برسائل كبيرة لعل أهمها ان المقاومة هي أفضل خيار لمواجهة الكيان الصهيوني. أريد لهذه الحرب أن تكون المدخل لإعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد بصناعة أمريكية، ولكن نتائجها فاجأت الخصوم والأعداء وخسر خلالها جيش الاحتلال هيبته أمام قوة المقاومة وانتصاراتها.
الخلفيات الإستراتيجية
وعن الخلفيات الإستراتيجية لعدوان تموز 2006 يوضح الباحث في علم الاجتماع التونسي ممدوح عز الدين لـ”العهد”: “لقد كان هذا العدوان ضروريًا بالنسبة للصهاينة إثر هزيمة عام 2000 والرغبة في نقل لبنان من محور الممانعة والرفض إلى محور التبعية للمحور الصهيو – أمريكي بمباركة من الرجعيات العربية المطبّعة سرًا وجهرًا مع الكيان الصهيوني”.
دروس وعبر
بحسب عز الدين، فإن أهم الدروس المستقاة من الحرب هي أن “”إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت. فهذه الحرب التي أرادت أن تضرب المقاومة، كانت “اسرائيل” أكبر المتضررين منها، فقد هزّت صورتها الاعتبارية لدى شعبها، وبات راسخًا أن خيار المقاومة الشعبية هو الأفضل لردع الكيان الصهيوني، وهذا ما طبقته المقاومة الفلسطينية بحكمة في كل الاعتداءات الصهيونية على غزة بعد حرب تموز. فكل هذه الاعتداءات فشلت وخرجت المقاومة منتصرة وهذا درس من دروس حرب تموز . إضافة الى نجاح معادلة الشعب والجيش والمقاومة والتي تمّ اعتمادها في الحرب.
سوسيولوجيا النجاح والأمل
ويرى عز الدين أنه منذ انتصار تموز هناك تغير من سوسيولوجيا الفشل الى سوسيولوجيا النجاح، ويضيف “قبل حرب 2006 كانت هناك نزعة تشاؤمية طاغية بمستوى الخطاب ولكن هذه الحرب وقبلها تحرير جنوب لبنان عام 2000 وانتصارات المقاومة، أدت كلها الى تغير المعادلة وفشل كل محاولات التقسيم، وأعطت جرعة من الأمل للشعوب العربية ترتبط بسوسيولوجيا الأمل والانتصار”.
الباحث والدكتور والاكاديمي التونسي رافع طبيب أكد من جهته لـ”العهد” أنه “منذ 2006 وحتى اليوم لا يزال الصهاينة وحلفاؤهم يناورون لتحقيق مشروعهم ولكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب قوة المقاومة وتطور آلياتها”، مضيفا إن معركة 2006 لا تزال متواصلة ولكن بأدوات أخرى وفي ظل موازين أخرى جديدة وإن مشروع المقاومة يمتد على الساحتين العربية والإسلامية.
وأكد محدثنا أن ما يعيشه لبنان هو محاولات تجويع وتركيع وتعدٍّ على أمنه القومي في مرفأ بيروت ومحاولة إرباك الوضع اللبناني الداخلي، من أجل إسقاط لبنان من الداخل حتى تتمكن منه القوى التي عجزت عن تحقيق أي نوع من الأهداف الإستراتيجية في حرب 2006.