حرب تشويه جديدة ضد الهلال الأحمر السوري
موقع الخنادق:
تواجه منظمة الهلال الأحمر السورية، معركة تشويه وتضليل من قبل بعض الأشخاص والجهات الذين يدّعون الصفة الحقوقية، ويعادون بلدهم ويحاولون الحاق الضرر به، أين ما استطاعوا ذلك، دون التأثر والاكتراث، بما تعانيه سوريا من تبعات خطيرة ما بعد كارثة الزلزال الأخير.
فهناك معلومات تتحدث عن قيام حقوقيين سوريين مقيمين في فرنسا، على حشد دعم لإرسال مذكرة قانونية جماعية، إلى البرلمان الفرنسي والأوروبي والمفوضية الأوروبية، يحذرون فيها مما يصفونه “خطورة قبول مشاركة منظمة الهلال الأحمر السورية التابعة للدولة السورية كممثل عن السوريين في مؤتمر المانحين”، المقرر عقده في بروكسل في الـ 16 من آذار / مارس الجاري. كما يحذروا من خطورة تسليم الهلال الأحمر السوري أية مساعدات مخصصة للسوريين المنكوبين، بزعم أنه يتبع “لنظام الأسد ويعمل بتوجيهات المخابرات السورية”. كما زعموا بأن هذه المنظمة الإنسانية مساهمة في “سفك دماء السوريين وفق تقارير منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش”، مرددين نفس الأضاليل التي تقوم بنشرها وسائل الإعلام التابعة للمعسكر الأمريكي والغربي، بأن الهلال الأحمر سيقوم “بسرقة المساعدات وحرمان المنكوبين وتحويلها لتمويل المجهود الحربي الذي يقوم به النظام ضد شعبه”.
ولا تقتصر عملية التشويه ضد هذه المنظمة، ما قامت به هذه المجموعة، بل هناك وسائل إعلام عربية (خاصة تلك الممولة من قطر)، تقوم بترويج نفس الإشاعات، في مسعىً واضح لاستمرار الحصار على سوريا، خاصةً بعد تأكدهم من فشل وهزيمة مشروعهم التدميري هناك. بحيث ركّزت هذه الوسائل خلال الفترة الماضية، على تسويق المزاعم التي تقول، بأن كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في الـ 6 شباط / فبراير الماضي، شكل فرصة للدولة السورية من أجل جني مكاسب اقتصادية وسياسية، وأنها تستميت من أجل استغلال هذه الفرصة لرفع العقوبات المفروضة عليها أميركياً وأوروبياً، وتلجأ إلى استخدام واجهات تتبع لها عملياً، لكنها ظاهرياً تصنف كمجتمع مدني أو مستقلة.
فهل أن قيم العدالة أو الموضوعية الإعلامية، تتيح لهذه الجهات حق توجيه التهم جزافاً دون أدلة، وإطلاق الأحكام وتنفيذ العقاب دون أدنى حق بذلك. فهل يريدون بهذه الطريقة، فرض حضور ومشاركة منظمة الخوذ البيضاء الذائعة الصيت، كممثلة عن مناطق سيطرة الجماعات والتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتهم جبهة النصرة.
وقد استشاطوا غضباً فيما اعتبروه نجاحاً للحكومة السورية، في تثبيت التعامل الدولي مع هذه الهلال الأحمر. فقد علم بأن المفوضية الأوروبية سوف توجه الدعوة إلى رئيس الهلال الأحمر السوري “خالد حبوباتي”، كممثل عن المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.
هجمات تشويه فاشلة
هذه الهجمات وهذا الأسلوب لن يستطيع ضرب مصداقية هذه المنظمة، التي استطاعت كسب ثقة العديد من الدول لتقديم المساعدة عبرها، ومنها دول في الاتحاد الأوروبي، كإيطاليا والنرويج، اللتان أرسلتا عدة قوافل إغاثية عن طريق هذه المنظمة، بالرغم من اعتراض الكثيرين. كما لا يمكن لهجمات التضليل أن تخفي بأن رئيس المنظمة حبوباتي، هو الذي كان في استقبال طائرات المساعدات وتوقيع الاتفاقيات مع منظمات إغاثية دولية، ما يعكس ثقةً كبيرة في منظمته.
بالإضافة إلى أن هذه المنظمة مُعترف بها من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف بموجب التعميم رقم 375 للعام 1946، وهي عضو في الحركة الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر في جنيف، بالإضافة للأمانة العامة العربية لجمعيات الهلال والصليب الأحمر العربية.