حتى لا يتحوّل الوجود السوري في لبنان إلى قنبلة موقوتة
جريدة البناء اللبنانية-
عمر عبد القادر غندور:
لطالما كان الوجود السوري في لبنان متلازماً بحكم الجغرافيا المتداخلة والعلاقات الاجتماعية بين العديد من العائلات في البلدين، ولكن ليس بالحجم الحالي الذي يؤشر لأكثر من مليوني نازح سوري وصلوا تباعاً منذ العام 2011 وسكنوا في تجمعات ومخيمات يقارب عددها الثلاثة آلاف مخيم عشوائي بالإضافة الى ثلاثة آلاف سجين يشكلون 40% من مجموع النزلاء في السجون اللبنانية، والأعداد الى تزايد مع كلّ يوم جديد!
وباتت هذه الأعداد تقارب عدد اللبنانيين أنفسهم الذين يعانون اوضاعاً اقتصادية مزرية وغير مسبوقة، في حين أنّ المساعدات الاجتماعية والحياتية التي يتقاضاها السوريون من منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالدولار الأميركي (فريش)، جعلتهم أكثر بحبوحة واستقراراً بشرط ان يبقوا في أماكنهم وإقفال طريق سورية أمامهم، ما جعل هذا الوجود السوري المحمي من الولايات المتحدة وأوروبا قنبلة موقوتة يجري استخدامها في الداخل اللبناني بعد فشل “الحروب” التي استهدفت في مدى السنوات الماضية المقاومة وبيئتها وتجويعها وجميع اللبنانيين حالياً، بانتظار الوقت المناسب الذي لم يعد بعيداً، وتوريط جهات محلية في جحيم التوترات التي يُراد منها إحداث فتنة مذهبية بين المسلمين في المقام الأول، وهو ما رصدنا إرهاصاته في المعسكر المعادي لخط المقاومة من بينهم النواب أشرف ريفي وميشال معوض وفؤاد مخزومي ووضاح الصادق وكميل شمعون والعديد من الوجوه الموغلة في الفتنة أمثال خلدون عريمط وغيره من الذين ضلّ سعيهم فاصمهم الله وأعمى أبصارهم “ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ﴿١٤﴾ الاحزاب”
وعلى السوريين النازحين ان يعوا حقيقة ما يجري، وانّ العودة الطوعية الى سورية ما هي إلا كذبة يقبضون ثمنها والبقاء حيث هم وتحويلهم الى أدوات “غب الطلب”.
ومن يفكر بإشعال الفتنة في لبنان فلن يحصد إلا الخيبة والخسران لأنّ المسلمين خاصة لا يمزحون في مثل هذه الحالة لانّ “وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ (١٩١) البقرة”، أما الذين يريدون الفتنة خاصة بين المسلمين فحسبهم قول الله “وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (١٩٣) البقرة”
“انها تذكرة فمن شآء اتخذ الى ربه سبيلا (٢٩) الانسان”