حاميها حراميها في مكافحة الإرهاب
صحيفة تشرين السورية ـ
محي الدين المحمد:
انضم الإعلام البريطاني إلى الإعلام الأمريكي ليؤكد أن قطر والكويت تعدان من أبرز الجهات التي تدعم «داعش» والمجموعات الإرهابية المسلحة في كل من سورية والعراق.. وقبلها أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أن شركاءها السعوديين هم الذين مولوا القاعدة والمجموعات الإرهابية خلال العقود الثلاثة الماضية.. كل ذلك بات معلوماً للقاصي والداني، لكن المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين يحاولون تجاهل هذه الحقائق ويعلنون عن تحالف دولي لمكافحة «داعش» خاصة والمجموعات الإرهابية بشكل عام على أن يضم ذلك التحالف أولئك الممولين والراعين والداعمين تاريخياً للإرهاب، فيما يستبعدون مشاركة إيران وسورية وربما روسيا والصين من ذلك الحلف، مع أن هذه الأطراف هي التي تخوض حرباً شعواء ضد الإرهاب ولم يتهمها أحد بأنها قد تحالفت مع الإرهاب أو مولته وإنما كان المواطنون فيها هم ضحية الإرهاب الذي صدرته بعض الدول التي حجزت لها مقعداً في القطار الأمريكي- البريطاني المتجه لمحاربة الإرهاب «إعلامياً حتى الآن».
إن أمريكا وحلفاءها وبعض عملائها الإقليميين يحاولون طمس جرائم الماضي التي ارتكبوها في دعمهم للإرهاب، كما يحاولون تسويق أنفسهم كطليعة تدافع عن حقوق الإنسان التي تنتهكها «داعش» و«جبهة النصرة» و«القاعدة»، فيما لا تزال أياديهم الخفية تزيد الإرهاب قوة، مالياً وعسكرياً.. ما قد يدعو إلى الشك والريبة من كل ما تفعله أمريكا تحت لافتات براقة قد لا تجلب للمنطقة إلا ما يخيب الآمال..
إن سورية وشعوب المنطقة التي تواجه الإرهاب تعتمد على جهودها الذاتية في مكافحته، وتعتبر حتى الآن أن ما تفعله واشنطن وعواصم الغرب الأخرى لا يصب في الإطار الصحيح لترجمة القرار 2170 عسكرياً وإعلامياً وسياسياً ومالياً.. وأن تركيز أمريكا على إنشاء تحالف من الدول والجهات التي دعمت ومولت الإرهاب في الماضي واستبعاد الدول التي تكافح الإرهاب من هذا التحالف لم يسهم في اجتثاث الإرهاب وإنما يسهم في توظيفه لخدمة المصالح الأمريكية- الإسرائيلية حتى يثبت العكس.