جولة في وسائل الاعلام الصينية ليوم الأربعاء 26 أيلول 2012
صحيفة غلوبال تايمز الصينية ـ ترجمة خاصة بـ “موقع الصين بعيون عربية”:
حاملة الطائرات الصينية الأولى تظهر القوة الوطنية، والصين تكشف النقاب عن “كتاب أبيض” حول جزر دياويو
حاملة الطائرات الصينية الأولى تظهر القوة الوطنية
تسلمت البحرية الصينية يوم الثلاثاء 25 أيلول سبتمبر أول حاملة طائرات، أُطلق عليها اسم لياونينغ، بحضور كبار القادة الصينيين، وذلك في مدينة داليان في مقاطعة لياونينغ، بعد سلسلة من الاختبارات البحرية.
حفل التسليم كان مثار تعليقات من وسائل الإعلام الصينية، التي اعتبرت الحدث استعراضاً للقوة البحرية من الصين، البلد الذي يتمسك بسياسة دفاع وطني تقوم على الدفاع، حتى في خضم الخلاف على جزر دياويو.
ورأت صحيفة جيش التحرير الشعبي الصيني، الصحيفة الرئيسية للقوات المسلحة الصينية، في تعليق لها إن الصين تتمسك بطريق التنمية السلمية وسياسة وطنية دفاعية، وهذه سياسة لن تتغير فقط لأن بكين تطلق حاملة طائرات، مضيفة أنه، ومع ذلك، لا يعني أنه يمكن للدول الأخرى أن تعتبر أن هذه السياسة هي علامة على ضعف الصين.
وقال التقرير: الصين اليوم ليست ما كانت عليه في الماضي، عندما كان يداس عليها عندما يريد الآخرون. وبالمثل، فإن الجيش الصيني ليس ما كان عليه خلال الحرب الصينية اليابانية الأولى (1894-1895)، عندما كان أضعف من أن يصمد أمام قتال، مؤكداً أن الحكومة الصينية لديها تصميم قوي لحراسة مصالحها في الأرض والأمن والتنمية.
من جانبها، قالت صحيفة جلوبال تايمز إن الصين تواجه فرصة تاريخية. ومع ذلك، في الوقت نفسه، فإنها تواجه أيضا ضغوطا متزايدة، ليس على الدول والأمم العادية أن تواجهها. هذا يبدو وكأنه مصيرنا أكثر مما هو خيارنا.
أضافت: حالياً، من الأفضل بالنسبة لنا الاستفادة من هذه الفرصة بدل من أن نتردد. يجب علينا إدراك مصيرنا بأنفسنا.
وتابعت الصحيفة: نحن نواجه وضعاً معقداً في ظل التقدم الذي أحرزناه، ولذلك الهدوء والثقة في موقفنا يحمل أهمية قصوى. نحن بحاجة الى مزيد من الإلهام والقوة الروحية.
حاملة الطائرات هي علامة فارقة في بناء قوة الصين. ونأمل أن تكون أيضا علامة فارقة نفسية بالنسبة للشعب الصيني. ينبغي أن نقول وداعا لعقدة النقص لدينا.
وختمت بالقول: دخلت الصين عصر حاملات الطائرات. ليس من السهل معرفة كيفية استخدام حاملة الطائرات فضلاً عن تصنيعها. ونأمل أن تكون الصين مؤهلة لتكون مالكة حاملة طائرات.
صحيفة ساوث متروبوليس اليومية قالت في افتتاحيتها يوم 26 سبتمبر إن ما أوصلنا لياونينغ ينبغي أن يكون أكثر من مجرد استعراض لقوتنا. وصول حاملة طائرات بعد طول انتظار لا يعود الى غياب الوعي الاستراتيجي لدى الصين ولكن بسبب التخلف النسبي للتكنولوجيا الصناعية في البلد.
وقالت الافتتاحية: ينبغي لنا أن ننظر للاحتفال اللافت بالسفينة، باعتبارها إنجازاً عظيماً، تنبيهاً للصينيين إلى أهمية تطوير القطاعات الصناعية بدلاً من اعتبارها مجرد فرصة للتعبير عن حبنا للوطن.
واعتبرت أن تسليم حاملة الطائرات في خضم أزمة جزر دياويو أدى إلى ارتفاع منسوب المخاوف العامة. وأضافت: أن حلاً سلمياً لقضية جزر دياويو لا يزال ينتظر موافقة الأطراف ذات العلاقة على تبنيه.
وقالت الصحيفة: الصين تمتلك حقوق الملكية الفكرية لقدر كبير من المعدات التي يتم تركيبها على لياونينغ، بما في ذلك مرافق التوجيه، والرادار، وشبكات الاتصالات اللاسلكية والمدفعية على متن السفن، وأضافت أن إطلاق السفينة يدل على أن تحديث الصناعة الصين قد دخل مرحلة جديدة .
من جانبها، اعتبرت صحيفة بكين نيوز في افتتاحيتها أن دخول حاملة الطائرات الخدمة سيكثّف قوة الخطاب الصيني في التعامل مع النزاعات البحرية من خلال وسائل “غير الحرب”.
وقالت الصحيفة إن هذا يدل على أن الصين انتقلت خطوة كبيرة إلى الأمام، من “قوة أرضية” إلى عملاق هائل قادر على حراسة مصالحه في الأراضي والمياه، وحثت على ضرورة الاستفادة الكاملة من السفينة في أقرب وقت ممكن، على الرغم من القوة البحرية الصينية لا يوجد لديها خبرة سابقة في كيفية تشغيل حاملة الطائرات.
الصين تكشف النقاب عن كتاب أبيض على جزر دياويو
أصدر مجلس الدولة الصيني كتاباً أبيض حول جزيرة دياويو يوم 25 سبتمبر، مؤكدا أن سيادة الأمة على الجزيرة والجزر التابعة لها لا جدال حولها.
مع أحدث تحرك رسمي لحماية السيادة على الجزر، بدأت وسائل الإعلام الصينية في إصدار مواقف حول الموضوع.
صحيفة غلوبال تايمز (الطبعة الصينية) ترى أن إصدار كتاب أبيض هو بنفسه أمر جيد يواجه التحدي الياباني الإقليمي في جزر دياويو. إنه يمكن أن يساعد المواطنين الصينيين كي يعرفوا بشكل أفضل الأسباب التي تحمل دولتهم على ادعاء السيادة على الجزر.
ورأت الصحيفة أن نشر الكتاب الأبيض للعالم سيلعب دوراً إيجابياً في تحذير العالم من سلوك “العصابات” الياباني في غزو الجزر، وفي تذكير الجمهور بضرورة الحفاظ على الإنجازات التي تحققت خلال الحرب العالمية الثانية.
إن إطلاق الكتاب الأبيض باللغات الصينية والإنكليزية واليابانية هو مجرد بداية لتأكيد السيادة على الجزر، ما يدفع وسائل الإعلام الرئيسية في الداخل والخارج إلى تعزيز الترويج لموقفنا في جميع أنحاء العالم من خلال سرد الحقائق التاريخية ذات الصلة
الصحيفة تقترح أيضاً أن تقيم السفارات الصينية في الدول الأجنبية معارض للآثار التاريخية المتعلقة بجزر دياويو، وأن تنظم اجتماعات ودية للخبراء والعلماء لمناقشة القضية، من بين إجراءات أخرى.
وعلّقت وكالة انباء شينخوا يوم 26 سبتمبر بالقول إن الكتاب الأبيض يظهر موقف الصين صارماً وواضحاً ومفاده أن الصين لن توقف الصراع طالما لم تصحّح اليابان أخطاءها.
واعتبرت الوكالة أن الصين تعتقد أنه عندما تنتهك مصالح الأمة كلها، فإن البر الرئيسي الصيني وتايوان سيتعاونان ضمنياً، الأمر الذي سوف يعزز الثقة السياسية والوحدة بين الطرفين، كما يرى وانغ يينجين، وهو أستاذ من كلية الدراسات الدولية في جامعة الشعب الصينية.