جوزيف ابو فاضل: 14 آذار تريد إزاحة العماد عون
أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ لديه ملاحظاته وتحفظاته على الحراك المدني، واصفاً إياه بالمشبوه بالنظر لبعض الشخصيات التي تقوده، إلا أنّه شدّد على أنّه في المقابل مع سوق “أبو رخوصة” مئة بالمئة، منتقداً بشدّة رئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشماس، على خلفية خطابه الأخير الاستعلائي والفوقي، معتبراً أنّه يظن نفسه “شهبندر تجار لبنان”.
وفي حديث إلى تلفزيون “NBN” ضمن برنامج “حوار اليوم” أدارته الإعلامية سوسن صفا درويش، أشاد أبو فاضل في المقابل بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، واصفاً إياه بأنه ضمانة الاستقرار الاقتصادي، مشيراً إلى أنّه لا يزال ضابط إيقاع المصارف اللبنانية.
وجدّد أبو فاضل القول أنّه “لا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ولا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ولا الرئيس نبيه بري ولا الجنرال ميشال عون ولا الوزير سليمان فرنجية ولا المير طلال ارسلان ولا النائب وليد جنبلاط ولا أحد يستطيع الإتيان برئيس جمهورية في لبنان”، مشدّداً على أنّ رئيس الجمهورية يسمّى من الخارج.
وفيما أكّد أبو فاضل أنّ مظلة الاستقرار التي تحمي لبنان اليوم هي مظلة دولية إلى حدّ ما، أشار إلى أنّ طاولة الحوار تلاقي هذه المظلة بطلب من الرئيس بري وبتشجيع من الأميركيين والفرنسيين، ولفت إلى أنّ بري أطلق هذه الطاولة بعدما رأى أنّ طاولة الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل أنتجت إلى حدّ ما شيئاً من الهدوء والخطاب السياسي المقبول، وهو يعتبر أنّه إذا حصلت تسوية فإنّ المتحاورين يمكنهم ملاقاتها.
كلام الشماس لا يليق به
أبو فاضل رأى أنّ حراك الشارع في وسط بيروت يوم السبت مرحّبٌ به لأنّه جاء كردّة فعل على فعل قامت به غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان في المؤتمر الأخير الذي عقدته، مشيراً بشكل خاص إلى خطاب رئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشماس الذي وصفه بالسياسي والاستعلائي والفوقي وبطريقة تحدّ، ولفت إلى أنّه ينتقد الحراك المدني بشكلٍ كبير، إلا أنّ ما قاله نقولا الشماس غير مقبول، وبيروت التي نريدها هي التي رأيناها بالأمس.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الشماس لا يرى الوجع عند الناس، ولفت إلى أنّه كان مرشحاً على لائحة الحريرية السياسية في الأشرفية على هذا الأساس، متسائلاً عمّا إذا كان شهبندر تجار لبنان، مشدّداً على أنّ الكلام الذي أدلى به خارجٌ عن المألوف ولا يليق به قبل غيره، ملاحظاً أنّ الخليجيين لا يأتون لا إلى وسط بيروت ولا إلى غيره لأنّ هناك تعليمات من حكوماتهم تحذرهم من المجيء إلى لبنان.
حكم سليمان أوصلنا إلى هنا
واعتبر أبو فاضل أنّ حزب الله أخطأ عندما وافق على الاتيان بالعماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، مشيراً إلى أنّ أيام الرئيس ميشال سليمان كانت أياماً ماحلة في لبنان ولم يكن هناك شيء يسير كما يجب في البلد، ولفت إلى أنّ من ذهبوا إلى الدوحة قبضوا الأموال للتوقيع على ما وُصِف بالاتفاق، وقد وصلنا إلى هنا من حكم الرئيس سليمان والنأي بالنفس الذي خرب لبنان، وكذلك تراخي القوى الأمنية في ضبط الوضع والتشدّد غير المسبوق في المخيمات الفلسطينية، من دون أن ننسى أزمة اللاجئين السوريين الذين تخطى عددهم المليونين.
ورأى أبو فاضل أنّ القوى السياسية التي غطّت علي الحجيري المطلوب للقضاء ليأتي إلى بيت الوسط ويعود إلى عرسال هي نفسها التي رفعت الغطاء عن قادة المحاور في طرابلس، ولفت إلى أنّ المشاركة ساهم فيها للأسف رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، مشيراً إلى أنّه لو كان مكانه لما شارك في الحكومة، معرباً عن اعتقاده بأنّه وُعِد بالرئاسة ولم يحصل على شيء، مشدّداً على أنّ الرئيس سعد الحريري وغيره يخدعونه دائماً على هذا الصعيد.
الرئيس يسمّى من الخارج
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ هناك اختلافات واضحة في قوى الثامن من آذار، موضحاً أنّه يكفي لتأكيد ذلك أنّ العماد ميشال عون مثلاً يطرح نفسه مرشحاً لرئاسة الجمهورية وهذا حقه، في حين أنّ الرئيس نبيه بري يدعم الوزير السابق جان عبيد للرئاسة، وأشار إلى أنّ الرئيس بري لم يعلن ذلك بشكلٍ علني ولكن صداقته واتصالاته مع الوزير عبيد تؤكد ذلك، وأنّ الرئيس فؤاد السنيورة ذهب إلى بكركي والتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حيث أبلغه بسير تيار المستقبل بالوزير عبيد.
ولكنّ أبو فاضل جزم أنّه “لا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ولا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ولا الرئيس نبيه بري ولا الجنرال ميشال عون ولا الوزير سليمان فرنجية ولا المير طلال ارسلان ولا النائب وليد جنبلاط ولا أحد يستطيع الإتيان برئيس جمهورية في لبنان”، مشدّداً على أنّ رئيس الجمهورية يسمّى من الخارج، وقال: “عندما يحصل الاتفاق السني الشيعي السعودي الإيراني برعاية أميركية وروسية يركب رئيس في لبنان في خمس دقائق”.
الملف الرئاسي خارجي
وأكّد أبو فاضل أنّ الملف الرئاسي هو ملف خارجي بامتياز، وبالتالي التعويل ليس على طاولة الحوار لإنتاج تسوية تؤدي لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، وأوضح أنّ أيّ حدث يحصل إقليمي أو عربي أو لبناني كبير يطيح بطاولة الحوار، وهو ما حصل في العام 2006 عندما أطاحت حرب تموز بهذه الطاولة، وقال: “دائماً هذا البلد للأسف مفعول به ولم يكن يوماً فاعلاً بأحد”.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس نبيه بري أطلق طاولة الحوار بعدما رأى أنّ طاولة الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل أنتجت إلى حدّ ما شيئاً من الهدوء والخطاب السياسي المقبول، كما أنّه رأى أنّ هذا اللقاء يضمّه أيضًا ويضمّ النائب وليد جنبلاط نظراً للصداقة التي تربطه به، كما أنّ عند الرئيس بري قنواته مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من خلال النائب جورج عدوان، وأشار إلى أنّ الرئيس بري رأى أنّه إذا حصلت تسوية فإنّ المتحاورين يستطيعون ملاقاتها مجتمعين.
جعجع دعس “دعستين ناقصتين”
وشدّد أبو فاضل على أنّ الرئيس بري يسعى إلى تفعيل عمل الحكومة وإلى فتح مجلس النواب، إلا أنّه اعتبر أنّ الأميركيين هم من يرفضون فتح مجلس النواب منذ حصول التمديد، واعتبر أنّ النواب المسيحيين الذين يرفضون النزول إلى مجلس النواب لهم مصلحة في ذلك، وأشار إلى أنّ الدكتور سمير جعجع طالما هو خارج الحكومة فهو يسير بكلّ شيء ضدّها، بدليل رفضه المشاركة في الجلسات التشريعية. ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الدكتور جعجع طلب حوار حزب الله لكنّ الأخير هو من رفض، معتبراً أنّ حزب الله رفض لأنّ جعجع لا يستطيع فرض شروط على حزب الله.
واعتبر أبو فاضل أنّ مقاطعة القوات اللبنانية لطاولة الحوار هي “دعسة ناقصة”، ورأى أنّ الدكتور جعجع خلال هذا الشهر “دعس دعستين ناقصتين”، وأولهما كانت عندما زار قطر وهي على خلاف مع السعودية، الأمر الذي أغضب السعوديين وأزعجهم، مشيراً إلى أنّ هذا الموقف يعبّر عنه الرئيس فؤاد السنيورة بوضوح.
السعودية تبحث عن أوراق
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ السعودية تطالب بتفعيل عمل الحكومة إلى حدّ ما وهي تريد أن تمسك أوراق الحكومة ورئاسة الجمهورية وعدم وصول شخص مثل العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، كما حاولت أن تمسك أوراق القلمون وجرود عرسال ولكن منعتها تركيا وقطر، لافتاً إلى أنّ قطر في المقابل تريد أن يكون لها دورٌ أكبر في لبنان.
وقال أبو فاضل: “إيران تقاتل السعودية عبر اليمن، في حين أنّ السعودية تقاتل إيران في اليمن وفي العراق وفي سوريا وفي لبنان، وإلى حدّ ما في مصر، فالسعودية تبعد إيران عن مصر إلى حدّ ما”.
واعتبر أبو فاضل أنّ الضوء الأحمر الروسي خرج إلى العلن بالنسبة إلى الرئيس بشار الأسد وربما قد ينتج بعض المفاوضات، مشيراً إلى أنّ الأمر الأهمّ في سوريا هو التوازن، “لكنّهم لن يقدروا على الرئيس الأسد”.
قطر تحرّك الحراك المدني
من جهة ثانية، أكد أبو فاضل أنّ قطر هي التي تحرّك الحراك المدني في لبنان، وإلى جانبها الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أنّ الحراك المدني لا يمكن أن يكون مجانياً وهناك من يموّله، ولفت إلى أنّ هناك محطتين تلفزيونيتين تتمولان من قطر بالملايين، وهذا الأمر أصبح معروفاً، ورأى أنّ خراب البلد والفتنة سوف تطال الجميع.
وسأل أبو فاضل عن سبب تركيز هذا الحراك على العماد ميشال عون والسيد حسن نصر الله رغم أنّهما لم يشاركا شخصياً في أيّ حكومة، مشدّداً على أنّ شعار “كلن يعني كلن” هو استهداف لهما بشكل خاص، وهذا الفريقان هما اللذان يقاتلان، فريق يقاتل دفاعاً عن لبنان وكرامته وشرفه وعزّته ويدفن شهداءه كلّ يوم، وفريق آخر سياسياً يقاوم الفساد، وقال: “من لديه شيء ضدّ الوزير جبران باسيل فليضع له صورته لا صورة عمّه”.
أين الأجهزة الأمنية؟
وأكّد أبو فاضل رفضه أيضًا المسّ بالرئيس نبيه بري والإمام موسى الصدر كما حصل في ساحة الشهداء، معتبراً أنّ هذا الأمر غير مقبول، وأشار إلى أنّه ليس مضطراً للسماع لأمثال أسعد ذبيان وعماد بزي وغيرهما، وقال: “أنا لا أتحدّث عن شربل نحاس وحنا غريب، وهما لديهما تطلعاتهما، لكن لا أستطيع أن أؤيّد شخصًا يقف في مقدّمة الحراك ويتحدّث عن السيدة العذراء وعن يسوع المسيح ويهين الأعياد المسيحية والأعياد الإسلامية”.
وسأل: “أين وزير الداخلية؟ أين الأجهزة الأمنية؟ أين الضابطة العدلية؟ أين مدعي عام التمييز؟ أين مدير عام قوى الأمن الداخلي؟ أين مخابرات الجيش؟”
واعتبر أنّ الأجهزة الأمنية لا تتعامل مع هذا الحراك كما تعاملت مثلاً مع تحرك “التيار الوطني الحر” الأول حين تعرّضت بالضرب للشباب العونيين رغم أنّهم لم يهجموا، مشيراً إلى أنّ الوضع غير مقبول ومرفوض إطلاقاً وهو لا يجوز.
لا انتماء مع جنسية ثانية…
وفي موضوع آخر، تحدّث أبو فاضل عن الضباط وعن القضاة الذين معهم جنسية غير الجنسية اللبنانية، داعياً إياهم لمغادرة لبنان، وقال: “إذا خيّر هؤلاء بين لبنان وأميركا يذهبون إلى أميركا، بل إذا خيّروا بين لبنان والبحرين يذهبون إلى البحرين”، وشدّد على أنّ المسؤول في الدولة لا يحق له أن يحمل جنسية ثانية، رافضاً أن يصل من يحمل جنسية ثانية إلى رئاسة الحكومة أو رئاسة المجلس النيابي أو رئاسة الجمهورية.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان القانون يمنع ذلك، قال: “في المراكز الرسمية الحساسة لا يوجد قانون، ولكن يوجد مصلحة الدولة العليا”، وشدّد على أنّ مصلحة الدولة العليا تتناقض مع وصول هؤلاء إلى هذه المراكز، واعتبر أنّ المسؤول عن التدهور القائم هو تعلق اللبنانيين بالخارج بحيث لا يوجد أحد عنده قرار لبناني داخلي، وقال: “أنا أعتبر لبنان وطني الأول والأخير، وليس عندي بلد غير لبنان أخاف عليه”، وأضاف: “أنا أتحدّث عن انتماء، وكلّهم يأتمرون من الخارج وكلنا نعرفهم”.
رياض سلامة ضمانة الاستقرار الاقتصادي
وأشاد أبو فاضل بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، واصفاً إياه بأنه ضمانة الاستقرار الاقتصادي، مشيراً إلى أنّه طالما سلامة موجود فلا خطر على البلد، قائلاً أنّه ليس من فراغ تمّ استدعاؤه إلى نيويورك بعد 11 سبتمبر لافتتاح البورصة العالمية، وقال: “في لبنان لا يمكن لشيء أن يمرّ بغير التراضي”. ولفت إلى أنّ سلامة لا يزال ضابط إيقاع المصارف اللبنانية، وإلا لكانت هذه المصارف تدهورت مع الأزمة العالمية التي دهورت الوضع الاقتصادي في أهم البلدان ومنها دبي.
وفيما جدّد التأكيد أنّه مع سوق أبو رخوصة مئة بالمئة، انتقد الهيئات الاقتصادية ممثلة برئيس تجمع تجار بيروت وجبل لبنان محمد شقير ورئيس مجلس إدارة شركة سوليدير ناصر الشماع إضافة إلى رئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشماس الذي يظنّ نفسه شهبندر تجار لبنان، وهم الذين لا يوزعون أنصبة الأرباح على الذين أخذوا أملاكهم بالمجان، بدليل أنّ التشليحة مستمرّة حيث يبيعون الذراع بـ15 ألف دولار (أبراج وردم البحر..) ويقولون أنهم يخسرون، في حين أنّ السهم الواحد يساوي أكثر من خمسين دولاراً وهم يكذبون ولا يشبعون.
الراعي لا يدرك خطورة ما يجري
وشدّد أبو فاضل على أنّ الحراك المدني لن ينجح، ولفت إلى أنّ مظلة الاستقرار التي تحمي لبنان اليوم هي مظلة دولية إلى حدّ ما، وطاولة الحوار تلاقي هذه المظلة بطلب من الرئيس بري وبتشجيع من الأميركيين والفرنسيين، كما أنّ الروسي أصبح في الجو وهو يبارك هذا الوضع لكنّه لم يطلبه، أشار إلى أنّ الفرنسيين والبطريرك والفاتيكان يسعون إلى وصول العميد والسفير جورج خوري للرئاسة.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ البطريرك الراعي جزءٌ من هذا المسعى، وقال أنّه للأسف لا يدرك خطورة ما يجري في البلد، مذكّراً بأنّه في البداية جمع الأقطاب الموارنة واقترح إجراء استفتاء على أن يسير هو بمن يفوز به، متسائلاً لماذا لا يقوم بهذا الاستفتاء.
سليمان لم يكن وفياً
واعتبر أبو فاضل أننا في بلد طائفي لن ينجح فيه الحراك، والبطريرك يجب أن يكون بطريركاً والمفتي يجب أن يكون مفتياً، ولفت إلى كلامٍ للمفتي عبد اللطيف دريان يقول فيه “أننا لن ندع الذين سقطوا شهداء من الإمارات في اليمن يذهب دمهم هكذا”، ولاحظ أنّ هذا الكلام لم يقله عن الجيش اللبناني وشهداء الجيش اللبناني، وقال: “لا نستطيع أن نكون متحمّسين للخارج لأنّ فيه إسلاماً أو للفاتيكان لأنّ فيه مسيحية أكثر من بلدنا”.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس السابق ميشال سليمان لم يحضن المقاومة التي حضنته، ولم يكن وفياً للسوري ولغازي كنعان الذي أتى به قائداً للجيش وللرئيس السوري بشار الأسد الذي أتى به رئيساً للجمهورية، مذكّراً بأنّ سليمان أتى بموجب اتفاق بين قطر وسوريا، مشدّداً على أنّ سليمان لا يمكن أن يستمرّ كما هو اليوم، وهو لا يليق به كرئيس جمهورية سابق.
14 آذار تريد إزاحة عون
واستهجن أبو فاضل كيف يقول النائب مروان حمادة أنّ قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز هو في التيار الوطني الحر، مشدّداً على أنّ روكز ليس في التيار، ولو كان صهر الجنرال، لافتاً إلى أنّه كان عميداً قبل أن يصاهر العماد ميشال عون، وليس الأخير من جعله عميداً.
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ قوى 14 آذار تريد سلة متكاملة تقوم على إزاحة عون، وهو ما يرفضه الجنرال، مشيراً إلى أنّ العماد عون يعتمد التكتيك الإيراني بفصل الملفات عن بعضها البعض، بمعنى أن يكون كلّ بند على حدة.
ورأى أبو فاضل أنّ وصول عون إلى الرئاسة ممكن على طريقة “فلتة شوط في تسوية”، متحدثاً عن مفاوضات سرية بدأت في مسقط، ولكن هناك أولوية للملفات، وأشار إلى أنّ طاولة الحوار في لبنان بدات تزامناً مع هذه المفاوضات.
من سيّس القضاء؟
واعتبر أبو فاضل أنّ إخراج أحمد الأسير من جحره هو أيضًا جزءٌ من التسوية، ولفت إلى أنّ أحمد الأسير إذا حُكِم سيُحكَم فقط بالإعدام، وليس عنده أسباب تخفيفية، وقال: “نحن لو كنّا في بلد يحترم نفسه هذا يموت في السجن مخابراتياً، ولكننا في شبه دولة”، وأشار إلى أنّ الحكم عندما يصدر يذهب إلى لجنة العفو، وعندها القضاة لن يوقعوا على حكم الإعدام لأنّ أغلبهم يخصّون بيت الحريري، وقال: “أنا رجل قانون وفي هذه الفترة لا أثق بالقضاء، وهناك الكثير من القضاة مضغوط عليهم”، وأضاف: “أنا هُدّدت من داعش ولم يتحرّك أحد ولم يسألني أحد عن شيء”.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الواقع اليوم أنّ فرع المعلومات، مدّعي عام التمييز، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، وزير الداخلية ووزير العدل كلّهم يتبعون للحريري، مشيراً إلى أنّ القضاء كان قبل الطائف قوياً، في حين أنّ القضاة اليوم إذا لم يراضوا الزعيم والنائب لا يكون وضعهم جيّداً، وأكّد أنّ قوى 14 آذار “كرخنت” البلد، وأشار إلى أنّه من الممنوع أن يتظاهر أحد أمام المراكز العسكرية.
مشروع لتوطين اللاجئين
ونبّه أبو فاضل إلى أنّه إذا لم يعد اللاجئون السوريون إلى بلادهم اليوم لن يعودوا أبداً، محذراً من وجود مشروع لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان كما قال رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، واعتبر أنّ على الدولة السورية أن تستقبلهم وعلى الدولة اللبنانية أن تسعى لإخراجهم من لبنان، وقال: “أنا شخص عنصري في محبة لبنان”.
ورداً على سؤال، أقرّ أبو فاضل أنّ هذا الأمر يتطلب تنسيقاً بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وأشار إلى أنّ هذا الأمر لن يحصل نظراً لرفض الحكومة اللبنانية له، وهذا طبيعي طالما أنّ رئيسها محسوبٌ على فريقٍ سياسي وكذلك وزير الشؤون الاجتماعية من فريق معيّن.
كذبة اللعي بالنفس
ولفت أبو فاضل إلى أنّ هناك مليوني لاجئ سوري في لبنان لا يريدهم اللبنانيون وعلى الدولة السورية أن تتفضّل وتستعيدهم، وقال: “أنا أحبّ سوريا كثيرًا وأقدّر الرئيس بشار الأسد لدرجة عالية، لكنني لن أحبّ أحداً على بلدي”. ووضع ملف اللاجئين برسم رؤساء الحكومات الذين دعموا ما يسمى بالثورة السورية ومدّوها بالسلاح عبر مرفأ طرابلس وفتحوا الحدود، معتبراً أنّ هؤلاء عليهم أن يتحمّلوا ما سيحصل لهم، خصوصًا بعد كذبة ما يسمى بالنأي بالنفس أو اللعي بالنفس، على حدّ وصفه.
وفيما رأى أبو فاضل أنّ هذا المخطط الذي تسير به الحريرية السياسية، اعتبر أنّ أكبر خطأ وقع في البلد كان عندما أعاد مجلس شورى الدولة قراراً مشكواً منه من التجنيس لإصلاحه عند وزارة الداخلية، ما يعني إرسال الجبنة إلى الهرّة، باعتبار أنّ الداخلية هي التي جنّست، ولفت إلى أنّ الوزير زياد بارود أرسل لسهيل بوجي لائحة بأسماء من لا يجوز تجنيسهم، فرماها الأخير، وقال: “ما أقوله خطير، وهو يعبر عن استهداف لنا كمسيحيين وكشيعة وكسنّة وكدروز”. واعتبر أنّ النائب وليد جنبلاط يخطئ كثيراً، وقال: “كان عنده أنتين عندما كان على صداقة مع السوريين، لكن اليوم لم يعد هناك أنتينات بل دخلنا مرحلة الصحون اللاقطة”.
الحلحلة مطلع تشرين
أبو فاضل رأى أنّه إذا لم يحصل حراك اقتصادي ووعي سياسي فالأكيد أنّ البلاد متجهة نحو الانهيار، مشيراً إلى أنّ المطلوب أن تحدث حركة اقتصادية في البلد تعود وتنمّي البلد.
ورداً على سؤال، قال أبو فاضل أنّه عندما يُسلَّم عالميًا ببقاء الرئيس بشار الأسد عندها يبدأ البحث برئيس في لبنان، مؤكداً أنّ الملف اللبناني مرتبط بالملف السوري إلى حدّ كبير، ولكن أولاً هناك ارتباط فعلي بالملف اليمني، وأشار إلى أنّ هناك حديثاً سعودياً إيرانياً بالصراع السنّي الشيعي.
ولفت أبو فاضل إلى أنّه يتأمّل أن تبدأ الحلحلة في أواخر أيلول ومطلع تشرين الأول، “وربما يكون عندنا رئيس بين الكانونين”، مشيراً إلى أنّه يستند في ذلك على كون الملف اللبناني “أهون ملف” وإلى كون المجتمع الدولي بدأ يسلّم ببقاء الأسد، وهناك انعطافة أميركية لافتة على هذا الصعيد.
خلافات داخل تيار المستقبل
وأكد أبو فاضل وجود تباين وخلاف كبير داخل البيت الواحد في تيار المستقبل، مشيراً إلى أنّ الرأي داخل التيار الأزرق ليس موحّداً على الإطلاق، وربما هذا الرأي يعبر عنه السفير السعودي في لبنان أو يأتي من الخارج، لافتاً إلى أنّ الشخصين القويين في المملكة العربية السعودية اليوم هما الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان، “ولا أعرف من يخصّان اليوم داخل تيار المستقبل، لكن كلّ واحد منهما يخصّ فريقاً.
وفي موضوع النفايات، أشار أبو فاضل إلى أنّ الأزمة تعود بالدرجة الأولى إلى خلاف بين الحريرية السياسية والنائب وليد جنبلاط، لافتاً إلى أنّهم كانوا يراهنون على إبقاء مطمر الناعمة مفتوحاً، وقد حصل لقاء بين الرئيس سعد الحريري والنائب جنبلاط في باريس في 14 تموز، إلا أنّ الاتفاق لم يحصل بين الرجلين، فنشبت الأزمة.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنه يعوّل على خطة الوزير أكرم شهيب لحلّ الأزمة، مشيراً إلى أنّه يثق بالوزير شهيب في الملف البيئي، ولفت إلى أنّه لا يلوم أيضًا الوزير محمد المشنوق إلا بقدر التزامه مع الرئيس تمام سلام الذي بدوره يلتزم بدور تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري وما إلى هنالك.
موقع البلد حاضن للجميع
وأكد أبو فاضل أنّ معادلة الاستقرار مربوطة بالنفايات، مشيراً إلى أنّ تسوية قضية النفايات من شأنها أن تخفف من حدة الحراك بشكل واسع، مؤكداً تأييده للانتقال إلى بنود معيشية أخرى على غرار المياه والكهرباء، شرط أن لا توجّه اتهامات سياسية لأيّ كان، بل أن تكون مبنية على أدلة ومعطيات حسية.
وشدّد أبو فاضل على وجوب أن يكون موقع البلد حاضناً للجميع، لافتاً إلى أنّ العاصمة فيها كلّ شيء، واعتبر أنّ هذا الوسط أصبح تمثال الشهداء فيه عاراً على الشهداء الذين هم شهداؤنا، لافتاً إلى أنّ هذا الوسط لم يعد ساحة الشهداء، مذكّراً بأنّ ساحة الشهداء كان فيها كلّ شيء.
الحراك طائفي لا قيمة له
واعتبر أبو فاضل أنّ الحراك الحاصل اليوم لا قيمة له ولا ينقصه إلا أن يكون برنار هنري لويس ضمنه، مشيراً إلى أنّه حراك طائفي، مؤكداً أنه مع شارع أبو رخوصة لكنّه ليس مع الحراك الذي يضرب القوى الأمنية لإظهار أنّ لبنان بلد ليس فيها حريات ولا حقوق إنسان، ورأى أنّ أميركا تحرّك الأمور كما هي تريد.
ووصف أبو فاضل الحراك بالمشبوه طالما فيه أناس مثل أسعد ذبيان وعماد بزي من دون أن تقترب منهما القوى الأمنية، مشيراً إلى أنّه عندما يتحرّر الحراك من أمثال هؤلاء فهو يصبح معه، ولفت إلى أنّ التحركات المطلوبة هي تلك التي تشبه أبو رخوصة، وهذه هي التحركات التي تذبح الطبقة السياسية الفاسدة الغنية.
وأكد أبو فاضل أنه مع الدولة، مشيراً إلى أنّ المطلوب هو الإصلاح بالدولة ومن خلال الدولة، منبّهاً إلى أنّ انهيار الدولة ودمار الدولة لا يخدم أحداً.
“ما في نوا إذا سوا”
من جهة ثانية، شكّك أبو فاضل أن ينسحب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون من طاولة الحوار في هذه المرحلة، مشيراً إلى أنه قد ينسحب يوماً ما عندما يشعر أنّ الأمور ليست في مصلحته، ولفت إلى أنّ الوزير بطرس حرب هاجمه بالشخصي في الجلسة الأولى، وهذا غير جائز وغير مقبول، وأشار إلى أنّه إذا انسحب حرب عن طاولة الحوار فإنّها لا تتأثر، في حين أنّ الطاولة تفرط إذا انسحب العماد عون، وبالتالي فإنّ بطرس لا يمكن أن يضع نفسه في نفس المرتبة مع الجنرال.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّه بدأ يشكّك باتفاق النيات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وقال: “بعد تصريحات النائب أنطوان زهرا بدأت أرى أنّه ما في نوا إذا سوا”، ولفت إلى أنّه يعرف ماذا يدور في الكواليس.
قهوجي ليس على خلاف مع روكز
واعتبر أبو فاضل أنّ تأجيل الانتخابات كان لمصلحة تيار المستقبل كونه في أزمة مالية وبحاجة لدعم من السعودية وكذلك لمصلحة الدكتور سمير جعجع لأنّ الشارع لم يكن معه إضافة إلى حزب الكتائب، وأكد أنّ قانون انتخاب على أساس النسبية مرفوض من قبل العديد من القوى السياسية وفي مقدمهم النائب وليد جنبلاط وتيار المستقبل، وأشار إلى أنّ القانون المختلط بين الأكثري والنسبي لا قيمة له، لأنه من دون قانون نسبي لا يمكن الحديث عن شعب قادر على اختيار ممثليه الحقيقيين.
ورداً على سؤال، تساءل عن جدوى طاولة الحوار إذا لم تكن قادرة على إنتاج قانون انتخاب يؤمن عدالة التمثيل، وتحدّث عن بداية حلحلة في موضوع فتح المجلس النيابي، ولفت إلى أنّ هناك حديثاً عن ترقية ستة عمداء، علماً أنّ هناك شهراً لا يزال يفصل عن تسريح العميد شامل روكز، وبالتالي فإنّ تسوية يجب أن تبصر النور قبل هذا الوقت.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ العماد جان قهوجي يقدّر كثيراً العميد شامل روكز، وهو ليس على خلافٍ معه ولو كان على خلاف مع عون، وبالتالي فهو لن ينزعج في حال ترقية العمداء الستّة، واعتبر أنّ الاعتراض على هذا الأمر هو من الرئيس ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة، وقال أنّ الرئيس سليمان تابع لتيار المستقبل، وهو لم يكن حيادياً كما كان يدّعي.