جنرال إسرائيلي: وحدة الحرب الإلكترونية التابعة للجيش السوري تعمل ضد إسرائيل وهاجمت منظومة المياه في مدينة حيفا
صحيفة القدس العربي من لندن ـ
الناصرة ـ زهير أندراوس:
ما زال الغموض يكتنف الهجمة الالكترونية التي تعرضت لها مدينة حيفا في الأيام الأخيرة، وتم خلالها تعطيل الحواسيب المركزية في المدينة الثالثة من حيث عدد السكان في الدولة العبرية، وقالت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ في عددها الصادر أمس الأحد إن رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف نفى نفيًا قاطعًا علمه بمثل هذا الهجوم، وفي الوقت نفسه اعتبر حيفا كرمز للشمال هدفا إستراتيجيًا للأعداء، على حد وصفه. علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة عن نور إلدان المدير العام لشركة (مي كرمل) ومعناها بالعربية، مياه الكرمل البلدية المسؤولة عن المياه في حيفا، قوله إنه لم يتلق أية معلومات تشير إلى حصول هجمات إلكترونية على مدينة حيفا.
وتحت عنوان لغز الهجوم الالكتروني على مدينة حيفا، نقلت الصحيفة عن رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني للأبحاث والتطوير الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط البروفيسور يتسحاك بن يسرائيل قوله السبت في بئر السبع، إن منظمة سورية حاولت قبل أسبوعين شن هجوم إلكتروني (سايبر) على منظومة المياه في حيفا، ولكن الهجوم فشل، لافتًا في سياق حديثه إلى أن الهجوم الالكتروني كان على ما يبدو كان ردًا على الهجوم الإٍسرائيلي على دمشق قبل نحو الشهر، وتابع النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي قائلاً إنه يتحتم على الدولة العبرية أن تفكر في كل لحظة بالتهديدات القادمة، مضيفًا أن هناك وحدة حرب إلكترونية تابعة للجيش السوري تعمل ضد إسرائيل، وأنها قامت بمهاجمة منظومة المياه في مدينة حيفا، ولكنه أكد على أن الهجوم السوري قد فشل.
وتابع بن يتسحاك قائلاً إن هناك العديد من الطرق والوسائل لتنفيذ هجمات إلكترونية، وأن أسهلها هو مهاجمة منظومات مرتبطة بالشبكة بأنظمة أخرى، لافتًا إلى أن غالبية المنظومات المدنية مرتبطة بالشبكة لزيادة نجاعتها، على حد تعبيره.
وأضاف البروفيسور الإسرائيلي المختص في الأسلحة غير التقليدية قائلاً إن عدد الهجمات الإلكترونية كبير جدا، مشيرا إلى أن الحديث عن هجوم في كل لحظة، وساق قائلاً إن الدولة العبرية تقوم بمراقبة منظومات البنى التحتية الحيوية، مثل الكهرباء والمياه والبورصة والقطارات، حيث يحصل مئات الهجمات في كل دقيقة، على حد قوله.
علاوة على ذلك، تطرق بن يتسحاك إلى البرنامج النووي الإيراني وقال إنه لا يوجد خط أحمر من هذه الناحية، لافتًا إلى أن الإيرانيين يبنون دوائر الطرد المركزية بأنفسهم، ما يستوجب تدمير المنشأة النووية، ولكنهم سيعيدون بناءها من جديد خلال سنتين أو ثلاث سنوات، على حد قوله، وزاد قائلاً في معرض رده على أسئلة الجمهور في مدينة بئر السبع إنه لا يوجد شيء يُمكن تسميته نقطة اللا عودة، ذلك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تملك القدرة على تخصيب يورانيوم بمستويات عسكرية.
كما نقلت عنه الصحيفة قوله إن طهران لا تقوم بتصنيع القنبلة النووية لأنها تعلم بأن العالم يقف لهما بالمرصاد، وأن إسرائيل والولايات المتحدة ستقصفان المنشآت النووية في حال اتجهت إيران باتجاه التخصيب الكامل.
وتابع أنه من الممكن أن يكون الفيروس الذي أدخل إلى المنشآت النووية الإيرانية قد منع الهجوم الإسرائيلي عليها، منوهًا إلى أن أحدًا لا يضمن أن يكون الفيروس الأخير، مشيرًا إلى أن الوضع في إيران لا يتقدم منذ ثلاث سنوات، وصرح أيضا أن الدولة العبرية لا تملك القدرة على خوض حرب طويلة الأمد ضد إيران، بينما تتوفر مثل هذه القدرة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفًا أن. الولايات المتحدة قادرة على قصف إيران من الجو أفضل من إسرائيل بسبب وجود قوات جوية لها في محيط إيران.
وفي سياق ذي صلة، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تتهم إيران بأنها تُمارس الإرهاب الالكتروني ضد شركات أمريكية حكومية وخاصة، وتحديدًا في مجال الطاقة والبنوك.
يُشار إلى أنه بعد قيام تل أبيب بإطلاق قمر التجسس الصناعي الإسرائيلي (أوفيك 9) إلى الفضاء بنجاح قال بن يسرائيل إنه لا يوجد أي دولة تستطيع أن تقوم بعمليات سرية في الشرق الأوسط عقب إطلاق (أوفيك 9) مشيرا إلى أن إيران لن تستطيع أن تقوم بنقل مواد ممنوعة من دون أن يتم تصوير ذلك. وأوضح أن أوفيك 9 يتركز أساسًا في الشرق الأوسط وفي النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، والبيانات الرسمية تتحدث عن إمكانية تصوير أجسام بطول 70 سنتمترا، ولكن على أرض الواقع فإن قدرات أوفيك 9 أعلى بكثير، وأنه يمكن معاينة أغراض يحملها أشخاص، وردًا على سؤال عما إذا كان بمقدور فمر التجسس الإسرائيلي رصد الرئيس الإيراني احمدي نجاد جالسا في منزله أو مكتبه قال بن يسرائيل على سبيل المزاح: باستطاعة قمر التجسس (أوفيك 9) رصد أحمدي نجاد وهو يحتسي قهوة تركية، موضحًا في هذا السياق أن (أوفيك 9) مزود بكاميرا رادارية قادرة على التصوير من خلف السحب والشبكات والتقاط صور بنفس نوعية وجودة الصور التي تعرضها شاشات التلفاز المتطورة.