‘جليلي معدل’ يكشف وجه اوباما الاسرائيلي!
انتهت ثلاثة ايام من العمل الديبلوماسي الاحترافي الشاق لفريقنا الوطني النووي المفاوض مع ممثلي الدول الكبرى مفضية الى ما كنا توقعناه .
حزم وصرامة في موقف فريقنا المفاوض الذي مثل ثوابت الشهداء ومن ينتظر من ابناء الامة وقيادتها الحازمة والراسخة رسوخ الجبال !
وعناد ومكابرة من الاشقياء وناهبي ثروات الامم والشعوب والطامعين بالمزيد منها !
وخسران وانكسار وفشل وهوان وذلة لمن اراد اللعب على الحبال وخداع الرأي العام بسراب يبيعه للامة باسم الدين او الثورة او الوطنية !
لا وقف لبرنامج ايران النووي ولو بمقدار لحظة زمنية واحدة !
ولا تراجع عن اي انجاز في مجال التخصيب النووي بكل مقاديره ودرجاته واحجامه !
ولا تعطيل او تأجيل او ارجاء او تخفيض لاي من انواع واشكال او مستويات النشاط النووي باجهزة الطرد المركزي كانت ام بالماء الخفيف او الثقيل !
وبالعربي الفصيح لا تخفيض لعدد اجهزة الطرد المركزي، ولا تخفيض لنسبة التخصيب، ولا تحويل لكمية اليورانيوم المخصب الى اي شكل من اشكال الاكسدة، ولا تصديرها لاي خارج كان، ولا اغلاق لاي منشأة من منشآت النشاط النووي !
احدث كل هذا ارباكا واضحا لدى مجموعة الخمسه زائد واحد وجعلها تتصارع فيما بينها !
على الجانب الاخر من الروايه جنون بقر لدى الكيان الصهيوني !
واضطراب وتخبط لدى الادارة الامريكية !
وحيرة وضياع بوصلة واهتزاز صورة لدى بعض من كان يفترض بهم ان يكونوا جزءا من معركة الامة لكنهم فضلوا قلب الصورة فقرروا التحالف مع العدو ‘جكارة’ ضد جارتهم ايران !
انها الفرصة الذهبية التي كانت ولا تزال تعرضها طهران امام اللاعبين الكبار للخروج من ازمتهم التي يعيشونها منذ عقد من الزمان معها بسبب ربط عيون احصنتهم بالعين الاسرائيلية !
ورغم بقاء جدار انعدام الثقة المرتفع بيننا وبين واشنطن، فان طهران لا زالت تنتظر لاغتنام فرصة قد لا تطول مدتها !
نحن من جهتنا كجهات اهلية او مدنية او رأي عام مراقب لما يجري من مناقشات على مستوى الاقليم الاسلامي العربي المشرقي مع الغرب المكابر لكنه المنكسر والمهزومة جنده على بوابات عواصمنا كنا ولا نزال غير متفائلين باي صفقة او تسوية عادلة يمكن ان تخرج من جعبة الذئب الامريكي الجريح !
ونعتقد جازمين بان امامنا ونحن نفاوض هذا الذئب الجريح ومن موقع القوة، المزيد من امكانيات تحقيق الانجاز تلو الانجاز والدفع بهذا الخصم المعاند والمكابر الى محطات جديدة من التنازل والانكسار والهزائم على شاكلة ما حصل له مع اسوار دمشق المحصنة بالممانعة وبيروت المدججة بالمقاومة وطهران المسلحة بالصبر الاستراتيجي والمرونة الثورية البطولية !
في هذه الاثناء نثق بفريقنا الديبلوماسي المفاوض مع الغرب حول الملف النووي نعم ! ونثق بانه لن يفرط بثوابتنا الوطنية والدينية والثورية نعم ايضا !
ونقف الى جانبه وندعمه في معركة التفاوض الحامية الوطيس تماما كما في كل المعارك التي يخوضها الشعب الايراني وحكومته موحدين بوجه الغرب الاستعماري الطامع بثرواتنا ومقدراتنا والطامع كذلك بامكانية تمزيقنا وتفتيتنا وشق صفوفنا نعم ايضا وايضا !
لكنه والى جانب ذلك لابد للعالم كله ان يعرف ايضا باننا شعب وحكومة وفريق ديبلوماسي مفاوض موحدين تحت راية قيادة عليا واحدة في رؤيتنا الى مقولات الحوار والمفاوضات وامكانية ابرام اي شكل من اشكال التفاهمات او التوافقات او التسويات !
هذا الكلام مطلوب ان يفهمه كل من فكر او بصدد التفكير في التدثر بعباءة الرئيس روحاني او تقمص بعض مقولات الانفتاح او الوسطية او الاعتدال لغاية في نفس يعقوب كما سبق وحاولوا مرارا في زمن الرئيس الاسبق محمد خاتمي وافتضحوا شر فضيحة وخسروا الرهان !
انهم المرجفون في المدينة انفسهم ممن لم يؤمنوا يوما بارادة الشعب او نزلوا من قطار الثورة متعبين ومنهكين فارادوا النيل من الثوار القابضين على دينهم كالقابض على الجمر او ممن تسللوا في لحظة ‘استراحة محارب ‘ فظنوا ان المدينة لا سور لها ولا حارس ولا مرصد ثاقب !
ابدا لسنا قلقين من تشعب او اتساع دائرة المفاوضات، ولا مترددين في منح الفرصة لمن قرر الاذعان بفشله ويريد البحث عن تسوية مشرفه تحفظ له بعض ماء وجهه لكنها مشروطة بضمان حقوقنا الوطنية والثورية والدينية الثابتة والمشروعة البتة !
ونحن واعوان كل الوعي ومتيقظون كل اليقظة ايضا لاساليب خداع العدو وتوزعه الادوار فيما بين اعضاء فريقه ظنا منه ان بامكانه النفوذ الى داخل صفوفنا لاحداث ثغرة داخل جدارنا الفولاذي الصلب!
وعليه لا ابتسامته المخادعة تغرينا ولا صلافته او مكابرته وعناده يخيفنا !
نعرف كذلك بان الذعر الذي يدب في صفوف العدو الاسرائيلي يمكن ان يدفعه الى حماقة تضييع الفرصة على اسياده، وان اسياده قد يدخلون في حرب اعلامية تضليليلة مع الرأي العام العالمي في محاولة للهروب الى الامام والقاء اللوم علينا بالقول مثلا باننا لم نقدم جديد فيما هم جاءوا الى منتصف الطريق !
لكن بامكاننا ان نكشف زيفهم من جديد تماما كما فعلنا من قبل في زمن لاريجاني وجليلي ومن هو قبلهما او بينهما ممن فاوضهم على نفس ارضية محمد جواد ظريف وكيف كانوا يخدعون العالم بالكذب على الناس ويصورون انفسهم بانهم المفاوضون والمحاورون ونحن المتصلبون والمعاندون ! كذبا صريحا هو ما روجوا له طوال عقد من الزمان واليوم يعاودون تكراره !
فرغم اننا لم نبدل ولم نغير، وما ظريف بالنسبة لنا الا لاريجاني او ‘جليلي معدل’ كما هو الكلاشنكوف المعدل !
الا ان العالم اليوم لم يعد يغفر لهم تضييع فرصة قالواهم قبل غيرهم بانها جاءت اليهم بفضل انتخاب الشعب الايراني لروحاني وانها دعمت بانتخاب روحاني لظريف ! فماذا يقولون اليوم بعد ان فشلوا في الاتفاق معنا على تسوية ربيبتهم وصفتها بصفقة القرن، ونحن قبلنا بها ‘اتفاق اطار’ يمكن ان يخرج العالم من خداع عيون اسرائيل الزائغه ؟ !
فهل ثمة من يدق الجرس في الغرب وينبه الراي العام هناك بان الزمن لم يعد زمنا اسرائيليا بعد انكسار تل ابيب وسيدها الامريكي على بوابات فارس الاسلاميه الفولاذية وبلاد الشام العربية الممانعه؟!
محمد صادق الحسيني / صحيفة القدس العربي