جلسة إنتخاب الرئيس اللبناني بعيون خليجية
موقع العهد الإخباري-
محمد باقر ياسين:
كان لافتًا تعاطي الإعلام الخليجي مع وقائع جلسة الانتخابات الرئاسية الثانية عشرة، كون مواقف الدولة الرسمية المعلنة تنأى بنفسها عن التدخّل بهذا الملف، فذهبت بعض الصحف والمواقع الخليجية إلى التعبير عن رأيها في مجريات هذه الجلسة تحديداً، في توجهٍ يستحق التوقف عنده.
الصحف والمواقع الخليجية بغالبيتها العظمى نقلت الحدث، بحيث انقسمت في التعاطي مع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الثانية عشرة، إلى أربعة أقسام:
القسم الأول من الصحف والمواقع الخليجية، ركّز على “فشل” أو “إخفاق” لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية، ومن الداعمين لهذا التوجه: صحيفة “الشرق الأوسط”، صحيفة “عكاظ”، قناة “العربية”، صحيفة “اليوم” السعودية، صحيفة “المدينة” السعودية، صحيفة “الخليج” الإماراتية، موقع “الخليج أونلاين”، قناة “الجزيرة”، صحيفة “الوطن” القطرية، صحيفة “الشرق” القطرية، صحيفة “القبس” الكويتية، صحيفة “الوطن” البحرينية، صحيفة “الأيام” البحرينية، صحيفة “أخبار الخليج” البحرينية.
فيما صوّب القسم الثاني من الصحف والمواقع الخليجية سهامه على حزب الله وحلفائه وحمّله “مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية من خلال تطيير نصاب الدورة الثانية عبر مغادرتهم لقاعة مجلس النواب”، ومن الداعمين لهذا التوجّه: صحيفة “الوطن” السعودية، صحيفة “الرياض” السعودية، موقع “إيلاف” السعودي، صحيفة “الاتحاد” الإماراتية، صحيفة “السياسة الكويتية”. واستُخدِمَت في هذا الإطار عناوين وعبارات اتهاميّة تحريضيّة ضد حزب الله والثنائي الوطني كالتالي: “حزب الله تميمة الفشل الانتخابي في لبنان”، “ثنائي الممانعة يمدد الفراغ اللبناني”، “انسحاب نواب حزب الله وحلفائه يحرم لبنان من انتخاب رئيس للجمهورية”، “حزب الله يُفشل محاولة البرلمان انتخاب رئيس لبنان”.
أما القسم الثالث من الصحف الخليجية، فاختار التركيز على سرديّة وهمية يكشف زيفها تفنيد بسيط للأرقام، مفادها أن “المرشح جهاد أزعور هزم المرشح فرنجية ومن خلفه حزب الله”، ومن الداعمين لهذا التوجّه: صحيفة “مكة” السعودية، “بوابة العين” الإماراتية، صحيفة “الأنباء” الكويتية، مستخدمةً عبارات لتدل على هذا المعنى كالتالي: “أزعور يهزم فرنجية وحزب الله”، “تفوق مرشح المعارضة جهاد أزعور على منافسه سليمان فرنجية المدعوم من حزب الله وفريقه”، “مرشح فريق “الممانعة” رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لم يخسر المعركة أمام وزير المال السابق جهاد أزعور وحسب، إنما أمام مجلس النواب الذي حجب عنه ثقة 77 نائباً”.
أما القسم الرابع من الصحف والمواقع الخليجية، فركّز على أن “نتيجة التصويت لم تعطِ غلبة لأي فريقٍ على الآخر” ومن الداعمين لهذا التوجّه: صحيفة “الجريدة” الكويتية، صحيفة “الرأي” الكويتية، موقع “24” الإماراتي. واستخدمت عبارات كالتالي: “جهاد أزعور فاز ولم ينتصر وسليمان فرنجية خسر ولم ينْكسر”، “نكسة سياسية لحزب الله وخيْبة مكتومة لمعارضيه”، “أياً من الطرفين لم ينجح في كسر الطرف الآخر، فقد تم إرساء “ستاتيكو” لا بدّ أن يبقى طويلاً”.
وقد خلصت الصحف والمواقع الخليجية إلى توقعها أن “يؤدي فشل التصويت لمرشح يصل إلى سدة الرئاسة في لبنان إلى تعميق التوترات الطائفية في لبنان، وإطالة عمر الشغور الرئاسي”، ورجحت وفقاً للمعطيات المتوافرة أن تعود الأطراف اللبنانية إلى طاولة الحوار مجدداً.
خلاصة القول، إن هذا التعاطي المستجد في الإعلام الخليجي، من خلال العودة للتركيز على الملف اللبناني من بوابة الانتخابات الرئاسية قد ينذر بأن هناك توجهًا جديدًا لدى الدول الخليجية في التعاطي مع لبنان بشكلٍ عام ومع ملف الانتخابات الرئاسية بشكلٍ خاص. وهذا ليس بجديد على هذه الدول التي رعت اتفاقين لبنانيين في السابق، اتفاق الطائف واتفاق الدوحة، لننتظر ونرَ.