جعجع: منهاتن حتماً
موقع سلاب نيوز الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
بالتأكيد لم يشاهد سمير جعجع التقرير المصور الذي عرضته قناة المنار أمس ويتحدث عن اللبنانيين القاطنين في منطقة ريف القصير السورية. لكن المؤكد أنه يعلم – ويدعي جهله – بوجود آلاف اللبنانيين الذين أقاموا في سوريا عبر السنين متنقلين يومياً بين حدود سوريا ولبنان.
وفق تقرير المنار هناك أربعة عشر ألف لبناني على الأقل يقيمون في منطقة ريف القصير السورية، وينتخبون في لبنان. وحسب تصريح مختار قرية القرحة فإن عدد سكان هذه البلدة أربعة آلاف من الأهالي، من بينهم ثمانمائة منتخِب ينتخبون في قضاء عكار.
تحدثت في التقرير أيضاً والدة أحد الشهداء من أعضاء اللجان الشعبية التي تكونت من السكان المحليين من أجل الدفاع عن قرى الريف في وجه اعتداءات المسلحين متعددي الجنسيات.
هؤلاء الآلاف من اللبنانيين ليسوا بالتأكيد من قاطني منهاتن ونيويورك، وبالتالي هم بشر درجة ثانية – أو ليسوا بشراً في الاصل – في مفهوم بعض السياسيين الذين يرون أن سكان منهاتن ونيويورك هم المعيار المعتمد في تحديد الإنسانية الحقيقية. وهؤلاء ليسوا مواطنين درجة أولى في نظر الدولة اللبنانية التي أهملتهم منذ القِدَم، والتي لا تهتم في الأصل حتى بالمواطنين المقيمين في لبنان. كما أن هؤلاء ليس بمقدور الجيش السوري المنتشر في كل جبهات المواجهة مع المسلحين أن يرد عنهم اعتداءات هؤلاء المجرمين.
فهل يُترك هؤلاء إلى رحمة أو لا رحمة المسلحين الإرهابيين يذبحونهم ويغتصبون نساءهم وبناتهم ويدمرون قراهم ويتخذون منها قواعد لمواجهة الجيش السوري؟
لقد أتى وما زال يأتي عشرات الألوف من المسلحين والإرهابيين من أجل “الجهاد” دفاعاً عن “الثورة السورية”، مدعومين بالمال الخليجي والسلاح الأميركي والغربي وحتى الإسرائيلي في بعض الأحيان، ومدعومين بالإعلام العالمي الأعور المشترك في كل الجرائم، دون أن نسمع أية إدانة من دول العالم. أما أن يذهب شبان لبنانيون – مدفوعين بالغيرة على أهلهم وأبناء بلدهم وبالشهامة والأخلاق التي تملي عليهم نصرة أي مظلوم – إلى سوريا من أجل حماية المدنيين فهذا عمل مدان سياسياً وإعلامياً ودولياً.
وفي الختام ومهما بينا من حقائق، يبقى، بنظر جعجع وأمثاله أن إسقاط النظام يجب أن يتم، بأي ثمن كان، من الدماء البريئة اللبنانية والسورية على حد سواء.