جعجع دورية إستطلاع وإشتباك
جريدة البناء اللبنانية-
حمزة البشتاوي*:
تعرف الدورية في العلوم العسكرية بأنها عبارة عن مجموعة تتحرك بأوامر للقيام بعمليات استطلاع تتعلق بجمع المعلومات ودراسة المواقع والقدرات وخصائص الأرض والعمل خلف الخطوط وخلخلتها، أما دورية الاشتباك فتقوم بمهمات قتالية محدّدة حسب الأوامر والتوجيهات.
وكمن يرقص حول خنجره ويلعقه يقوم سمير جعجع ومجموعاته الخاصة والمدرّبة والمجهّزة بمكرمات مالية شهرية بلعب دور أكبر من حجمه الداخلي والإقليمي، كونه لا يجيد مهنة سوى تنفيذ المهمات المدفوعة الأجر ومن هذه المهمات:
1- محاولة إلهاء المقاومة من خلال زرع الشكوك لدى بعض الناس في موضوع انفجار مرفأ بيروت وحرف التحقيق القضائي عن مساره الطبيعي وصولاً إلى إصدار قرار ظني مسيّس تريده (إسرائيل) كردّ استباقي على احتمال قيام حزب الله بحال وقوع حرب باستهداف منطقة الصناعات الإستراتيجية في مرفأ حيفا حيث توجد كميات كبيرة من المواد الخطرة.
2- زرع الفتن والاضطرابات داخل البيئة السياسية والإجتماعية السنية التي تقف تاريخياً مع فلسطين والمقاومة بهدف إضعافها وإبعادها في ظلّ وجود أفراد يلتقون بلا خجل مع جعجع وهنا أتذكر ما قاله الدكتور خلدون الشريف بأنه كسياسي شمالي يلتقي مع الجميع إلا مع جعجع بسبب تاريخه الإجرامي الخطير.
3- إشغال المقاومة عبر إرسال دوريات إشتباك معها كما حصل في الطيونة وهذه مصلحة «إسرائيلية» عليا مرتبطة بعدم اليقين بقدرة الجيش «الإسرائيلي» على إلحاق أيّ هزيمة بحزب الله في أيّ حرب مقبلة وكذلك العمل على إعادة عقارب الساعة للوراء والإضرار بمصالح المسيحيين وحياة اللبنانيين عموماً كي ينعم الإسرائيلي بالهدوء.
4- توجيه السهام نحو اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين ما زالوا يتذكرون بوسطة عين الرمانة ومجازر تل الزعتر وصبرا وشاتيلا، ويتذكرون أنه حتى في ظل جائحة كورونا كيف طلب من أجهزة الدولة محاصرة المخيمات ومنع الدخول والخروج منها والمهمة المطلوبة منه هي دفعهم للهجرة وتوطين عدد منهم بشرط التنازل عن حق العودة.
وإذا كانت هذه المهمات أكبر بكثير من حجمه فإنّ «الإسرائيليين» ما زالوا يعتقدون بأنه الوحيد المؤهّل للعب دور في مجال الإستطلاع والإشتباك دون أيّ اعتبار لمصالح اللبنانيين مقدمين له ضمانات بأنّ ما حصل له سابقاً لن يتكرّر ولن يصيبه ما أصاب أنطوان لحد ويعدونه بالحماية والأموال له ولأفراد مجموعاته الخاصة الذين يحملون أكثر من جنسية.
في المقابل فإنّ إفشال تلك الدوريات يكون بالحفاظ على سيادة لبنان ووحدته واستقراره وسلمه الأهلي وتعزيز معادلة الجيش والشعب والمقاومة ولو كره الكارهون.
*كاتب وإعلامي