جرود عرسال آمنة من إرهاب “النصرة”.. المقاومة تنتصر عسكرياً وتفرض شروط التفاوض
إلى إدلب، مسقطُ رأسِ هزائم المجموعات المسلحة، سيتوجه مسلحو جرود عرسال مع عائلاتهم. إتفاقٌ، خطته كلمات الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله الأخيرة، ووقعت عليه “جبهة النصرة” في الجرود مرغمةً، معلنةً استسلامها أمام التقدم السريع للمقاومة.
العمليات النوعية للمقاومة والجيش اللبناني، أفضت إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في جرود عرسال، بعد انعدام أي أفقٍ امام مسلحي “النصرة”، الذين انحصر تواجدهم في بؤرٍ ضيقة، مع سيطرة المقاومة على أكثر من 90 بالمئة من مساحة الجرود، التي كانت خاضعة لسيطرة “جبهة النصرة” سابقًا.
الإعلام الحربي أعلن أن سريان وقف اطلاق النار في جرود عرسال بدأ رسمياً، ودخل حيز التنفيذ، الساعة السادسة صباح يوم الخميس. مصادر إعلامية أشارت، إلى أن الإتفاق الذي أشرف على إتمامه المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء عباس ابراهيم، شاركت فيها جهات إقليمية ومحلية، على أن يتم ترحيل ما تبقى من المسلحين الى إدلب، مقابل حصول حزب الله على طلب إنساني يتعلق بإطلاق سراح عدد من مقاوميه الأسرى لدى “جبهة النصرة” وحلفائها.
قيادة عمليات المقاومة، أكدت أن الاتفاق كتب تحت النار. المقاومة حددت موقع أبو مالك التلي أمير “النصرة” في جرود عرسال، وهذا ما دفعها إلى تسريع الاتفاق.
الإنتصار الذي حققته المقاومة عبر التفاوض، والذي جاء كنتيحةٍ لانتصارٍ عسكريٍ حاسم، يأتي ليبدد أحلام دولٍ إقليمية، سعت إلى نقل لبنان نحو الفوضى وإغراقه في الإرهاب.
تلك الدول غارقة الآن في صراعاتها. الأزمة الخليجية الأخيرة، انعكست بشكلٍ واضح على الميدان، المعارك التي اندلعت سابقًا بين “جبهة النصرة” و”داعش” في جرود عرسال وفليطة، وتقاسم الفصيلين لمناطق نفوذ، يفصل بينهما خطوط تماس، تعود بالدرجة الأولى، لصراع الداعمين، السعودية وقطر، وهو ما كان مقدمة لعمليات المقاومة في الجرود.
قيادة المقاومة، إختارت التوقيت الذي يتناسب مع ضمان الإستقرار الداخلي بالدرجة الأولى. أطرافٌ عديدة سياسية لبنانية موالية للسعودية، حاولت اللعب على الوتر الطائفي، بضوءٍ أخضر خارجي، بيد أن وضوح الرؤية لمعظم الشعب اللبناني في الإرهاب وداعميه، أفشل تلك المخططات.. فكانت المقاومة، وبالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني، سيدة الميدان والقرار بتفويضٍ من الشعب.