جرحى التفجير الإرهابي: لن ينالوا من عزيمتنا والمقاومة سرنا
هم شهداء أحياء لم يزدهم التفجير الإرهابي إلا صلابة وإرداة على إكمال مسيرة المقاومة. هم أبناء الضاحية الجنوبية لبيروت. تلك البقعة التي ألف شعبها النصر وعشق الشهادة. يتحدثون كأن لم يُصابون بأي أذى. هم أقوى من الأمس وأكثر إيماناً بضرورة اجتتثاث منابع الإرهاب. يوجهون التحايا للمقاومة وسيدها، ويقسمون أن التفجيرات الإرهابية لن تنل من إرداتهم وعنفوانهم. إنهم جرحى تفجير برج البراجنة الإرهابي.
في الطابق الثاني بمستشفى الرسول الأعظم (ص) ترقد زينب كرشت. تلك السيدة التي اختارها الإرهابيون هدفاً لذنب واحد. شراء الحاجيات لأطفالها. لا تتذكر زينب سوى مشهد واحد. ابنتها (13 عاماً) مدماة على الطريق. تعلم المرأة الأربعينة أن الهدف الوحيد من هذا التفجير هو العمل على كسر إرداة المقاومة ولكن “هيهات منا الذلة” تقولها بفم ملآن.
السيدة زينب كرشت
لا يتغيّر المشهد لدى السيد أحمد مكي. الجريح الذي يرقد في الغرفة 319 يؤمن أنّ الهدف الأول والأخير من التفجير الإرهابي كسر “شوكة المقاومة” وإضعاف معنوياتنا. لكنه أمر صعب المنال، وفق مكي. يؤمن الرجل الثلاثيني اننا مهما قدمنا الشهداء سننتصر، وما حصل دليل واضح على فشل محور الارهاب وأوليائه الذين لم يستطيعوا النيل من المقاومين، فتوجهوا الى الأحياء، حيث يعيش أشرف الناس. يختم بلهجة ممزوجة بالكرامة ” كلنا مقاومة واي نقطة دم تسيل تهتف مقاومة”.
في الطابق الرابع ترقد السيدة منال. هي ليست جريحة، لكنها تجلس بجانب ابنها الجريح بعد أن فقدت أغلى ما تملك، زوجها. تُفتش منال عن كلمة تقال في رحاب ما حصل. تتلعثم قليلاً، اعذروني. هول الفاجعة كبير. لكنها تسأل، ما السبب الذي استهدفت عائلتها لأجله. “الله لا يوفقهن” تقولها بحسرة، وتكرّرها.
هؤلاء هم جرحى التفجير الإرهابي. هم أقوى من أن يكسرهم انفجار أو يهز عزيمتهم وإرادتهم. من تحت الأنقاض يخرجون أقوى مما كانوا، والمقاومة سر صمودهم.