جدل داخل تيار “المستقبل”: نحن ضحايا التطرف لا داعموه
موقع النشرة الإخباري ـ
ماهر الخطيب:
يتابع تيار “المستقبل” التطورات على الساحتين الإقليمية والمحلية، لا سيما على الصعيد الأمني بشكل دقيق، ويطرح فرضيات لا تصل إلاّ إلى نتيجة واحدة، فحواها أنه سيكون الضحية الأولى لموجة التطرف التي تغزو المنطقة، على عكس الإتهامات التي توجه له بأنه داعم لها أو على الأقل مستفيد منها.
وعلى الرغم من وجود صوتين يرتفعان بشكل متوازن داخل التيار، الأول يبدو متعصباً يتماهى مع التطورات العراقية والسورية على نحو كبير، في حين يُصر الثاني على الحفاظ على لغة الإعتدال التي يعتبرها “المستقبل” سمة أساسية له، تؤكد مصادر قيادية في التيار بأن الغلبة في نهاية المطاف ستكون لأصحاب الخيار الثاني، خصوصاً أن القيادات الأساسية متمسكة به إلى حد بعيد.
في هذا السياق، لا ينفي أحد نواب كتلة “المستقبل وجود تباين في وجهات النظر في بعض الأحيان بين أعضاء الكتلة، بالنسبة إلى الكثير من الملفات، لكنه يؤكد أن جميع الأعضاء لا يمثلون بالضرورة رأي التيار الرسمي، خصوصاً أن هناك من هو حليف له لا عضو فيه، ويعطي مثالاً على ذلك موقف النائب محمد كبارة بالنسبة إلى ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، حيث رفض نائب طرابلس دعم موقف الكتلة الرسمي بسبب الخصوصية التي لدى مدينته من هذا الترشيح.
ويشير النائب “المستقبلي”، في حديث لـ”النشرة”، إلى أن بعض زملائه يلجأون إلى التعبير بطريقة صادمة عن مواقفهم بسبب حاجتهم إلى التماهي مع مواقف القاعدة الشعبية التي يمثلونها، خصوصاً أن مناصري التيار في بعض المناطق باتوا بعيدين عنه، لا سيما في تلك البعيدة عن العاصمة بيروت، حيث هناك تيارات وشخصيات ذات توجه إسلامي تأكل من الصحن “المستقبلي”.
من وجهة نظر النائب نفسه، هناك ضرورة في بعض الأحيان للتجاوب مع الموجة التي تكون طاغية في الأوساط الشعبية، لأن الوقوف بوجهها قد يكون أمراً خطيراً، لكنه يوضح أن ذلك لا يعني ضرورة أن تكون هي صاحب القرار، ويذكر بالمواقف المتباينة التي عبّر عنها أعضاء الكتلة خلال أحداث عبرا على سبيل المثال، ويشير إلى أن الحسم جاء في ذلك الوقت على لسان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي أكد دعم المؤسسة العسكرية وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في تلك المعركة.
على صعيد متصل، توضح مصادر قيادية في التيار أن التعامل مع هذه الأمور ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، خصوصاً أن الفريق المقابل لا يساعد في إحتواء الحالة القائمة، وتشير إلى أن هناك أفعالا تبرر ردة الفعل التي تحصل، لا سيما بعد أحداث السابع من أيار التي تم التحذير منها، ومن ثم عملية إسقاط حكومة سعد الحريري وإقصائه عن المشهد السياسي، ومن ثم التدخل عسكرياً في الأحداث السورية التي أخذت منحًى مذهبيًّا خطيرًا جداً، واليوم من خلال التهديد بالإنقلاب على إتفاق الطائف عبر إستهداف صلاحيات رئيس الحكومة.
وتلفت مصادر رفيعة المستوى، في حديث لـ”النشرة”، إلى أن قيادة التيار تجد نفسها في المرحلة الراهنة مسؤولة عن حماية خط الإعتدال داخل الطائفة السنيّة، عبر منعه من الإنجرار عاطفياً وراء خطابات تقوده إلى المجهول، لكنها في الوقت نفسه ترى أن هذه مسؤولية وطنية على جميع الأفرقاء مساعدتها في تحملها، وتنفي الإتهامات عن تورط “المستقبل” بشكل مباشر بدعم بعض التيارات أو الشخصيات الإسلامية المتطرفة، وتضيف: “نحن على لائحة المستهدفين بالنسبة لها، وهذا الأمر واضح ومعروف من قبل الجميع”.
في المحصلة، يرى تيار “المستقبل” اليوم نفسه محارباً لظاهرة التطرف لا داعماً لها، ويؤكد أن ممثليه في الحكومة يؤكدون على هذا الأمر من خلال نشاطهم، ويشدد على أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أكبر مثال على ذلك.