جدل بشأن مقتل زعيم ‘القاعدة’ بالساحل بضربة جوية شمالي مالي.. وواشنطن ترجح وباريس تتريث
الجزائر ـ ‘القدس العربي’ :
قالت مصادر قريبة من المتشددين الإسلاميين وزعماء القبائل في شمالي مالي الجمعة إنه ما من شك في أن عبد الحميد أبو زيد وهو أحد أبرز زعماء القاعدة في افريقيا قتل في ضربات جوية فرنسية رغم عدم صدور تأكيد رسمي حتى الآن.
وذكرت المصادر أن أبو زيد كان بين 40 متشددا قتلوا قبل نحو أربعة أيام في سفوح جبال ايفوغاس حيث خاضت القوات الفرنسية قتالا عنيفا مع المتمردين الإسلاميين.
جاء ذلك فيما فضلت السلطات الفرنسية التريث في تأكيد الأنباء التي وردت بخصوص مقتل أبي زيد زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الساحل، فيما يتواصل الجدل بخصوص مقتله أو بقائه على قيد الحياة، كما لم يتأكد بعد إن كانت السلطات الأمنية في الجزائر قد استدعت أفرادا من عائلته من أجل إجراء تحاليل الحمض النووي أم لا.
ويأتي هذا الجدل عقب الخبر الذي أذاعه تلفزيون ‘النهار’ الجزائري ‘خاص’ والذي ذكر الخميس أن أبي زيد واسمه الحقيقي محمد غدير قد قضى في قصف للجيش الفرنسي في شمال مالي، وذلك إلى جانب أربعين من رجاله الذي قتلوا في ذات القصف، فيما ذكرت صحف جزائرية أخرى أن أفراد من العائلة تم استدعاؤهم من طرف أجهزة الأمن الجزائرية من أجل أخذ عينات لإجراء تحاليل للحمض النووي، وهو نفس ما ذهبت إليه إذاعة ‘آر اف اي’ الفرنسية التي ذكرت أن عينات أخذت من الجثة التي يشتبه في أنها تعود لأبي زيد وأرسلتها إلى نظيرتها الجزائرية من أجل التحقق من مدى مطابقتها مع العينات التي أخذت من أفراد عائلته، دون أن تؤكد السلطات الجزائرية إن كانت قد شرعت في عملية التحقق من هوية الجثة التي تم العثور عليها بعد القصف.
من جهته اعلن مسؤول امريكي الجمعة لوكالة ‘فرانس برس’ ان المعلومات المتعلقة بمقتل ابو زيد ‘جديرة جدا بالثقة’.
واضاف هذا المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ‘نعتبر ان هذه المعلومات جديرة جدا بالثقة’، مضيفا ‘في حال كان ذلك صحيحا فانها ستكون ضربة كبيرة للقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي’.
من جهتها، قالت صحيفة ‘الخبر’ الجزائرية الجمعة ان اجهزة الامن اخضعت قريبين للقيادي في القاعدة عبد الحميد ابوزيد لفحص الحمض النووي الذي اعلنت بعض المصادر مقتله في المعارك في مالي، وذلك بهدف التاكد من هويته.
وكتبت الصحيفة ‘اخضعت مصالح الامن اثنين من أقارب القائد العسكري للقاعدة في الساحل، عبد الحميد أبو زيد، لفحص الحمض النووي، بعد تلقي اخبارية امنية تفيد بوفاة امير القاعدة محمد غدير المدعو أبو زيد، في عملية عسكرية قرب الحدود الجزائرية، وتجري حاليا عملية مطابقة الحمض النووي مع عينة من بقايا جثة سلمتها القوات الفرنسية لمصالح الامن الجزائرية’.
ويعتبر أبو زيد الرقم الثاني في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وقد كان من الأوائل الذين حملوا السلاح في مطلع التسعينات، وقد برز كقائد في الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وكان إلى جانب الإسلامي عماري صايفي المعروف باسم عبد الرزاق البارا الذي تورط في عمليات اختطاف لرهائن أجانب في الساحل، والذي تم توقيفه وتسليمه إلى السلطات الجزائرية، والذي يقبع في السجن في انتظار محاكمته، وتمكن أبو زيد من فرض نفسه كقائد للتنظيم في المنطقة بسبب العلاقات التي نسجها مع المهربين ومع الجماعات الجهادية والإرهابية في شمال مالي، كما أن عمليات الاختطاف التي نفذها والفدى التي تكون بعض الدول الغربية قد دفعتها مقابل الإفراج عن رعاياها منحت له مبالغ مالية ضخمة مكنته من تعزيز مكانته في التنظيم، وتأمين نفسه من الانقلابات الداخلية، علما وأن صراعا كبيرا كان قائما بينه وبين مختار بلمختار المعروف باسم ‘الأعور’، قائد كتيبة الموقعون بالدماء.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الجمعة عن مصدر فرنسي قوله إن أبو زيد لقي حتفه.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم إنها لا تستطيع تأكيد أو نفي نبأ مقتل أبو زيد بينما قال متحدث رسمي باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد إن الحركة المتمردة ليس لديها دليل على مقتله.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في كلمة الجمعة إن العملية العسكرية في مالي وصلت إلى المرحلة النهائية وإنه ليس ملزما بتأكيد مقتل أبو زيد. وأضاف ‘لجأت الجماعات الإرهابية إلى منطقة وعرة وتختبئ فيها. هناك معلومات. ولست مضطرا لتأكيدها لأننا يجب أن نصل إلى نهاية العملية.’