جاويش أوغلو: الأتراك أكثر تشكيكاً من أي وقت مضى بجدوى التحالف مع واشنطن
قال وزير الخارجية التركي إن الأتراك أكثر تشكيكاً من أي وقت مضى بجدوى التحالف مع الولايات المتحدة معتبراً أن على واشنطن في حال أرادت إعادة بناء الثقة مع حلفائها أن تبدأ من تركيا التي تشكّل جبهة أمامية في مواجهة التهديدات في العالم لا سيما نمو الإرهاب والتطرف ومشكلة اللاجئين.
وفي مقالة له في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية كتب مولود جاويش أوغلو “من المؤسف تعرّض العلاقات الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة لهذا الضغط الشديد” لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تتعرض فيه تركيا لضغوطات داخلية وخارجية، وجهت لها انتقادات وجرى تجاهلها في مسائل حيوية.
ورأى أوغلو أنه لمواجهة التحديات الماثلة يجب صياغة تركيبة صحيحة من الحلول وتطبيقها بحزم، معتبراً أن ذلك يتطلب خطة يجب التمسك بها. وقال “يجب علينا أولاً إعادة تنشيط التضامن والوحدة وبناء الثقة بين الحلفاء والشركاء فهذا أمر بالغ الأهمية في حال أردنا الاستفادة من الزخم لهزيمة داعش” ومعالجة الديناميات التي تمزّق سوريا والعراق، وكبح جماح تدفق الهجرة غير الشرعية”.
وقال وزير الخارجية التركية إن السبب الرئيسي في ما وصلت إليه العلاقات بين أنقرة وواشنطن هو إصرار الأخيرة على “العمل في سوريا مع “تنظيم إرهابي” هو حزب الاتحاد الديمقراطي المعروف كما توأمه “حزب العمال الكردستاني” بدعمه وتنفيذه الهجمات الإرهابية المتواصلة في تركيا” على حد تعبيره، منتقداً من جهة أخرى الولايات المتحدة لإيوائها فتح الله غولن، الذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو 2016.
أوغلو قال إنه توجد حالة من المشاعر المعادية لأميركا في تركيا، مضيفاً إن الأتراك أصبحوا أكثر تشكيكاً من أي وقت مضى بجدوى التحالف مع الولايات المتحدة نظراً لعدم تركيز الأخيرة على القضايا التي تسمّم العلاقات بين البلدين. وأضاف إن “تركيا التي تقف اليوم حصناً منيعاً ضد التهديدات الجدية الكثيرة التي تواجه الحلف الأطلسي بحاجة في المقابل إلى رؤية التضامن والتماسك بين الحلفاء حين يتعلق الأمر بالتهديدات التي تواجهها هي”، مشيراً إلى “أن تركيا عملت مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار في سوريا بهدف إعادة الاستقرار إليها”. وتمنى في هذا الإطار “صمود الهدنة ومساعدة كل الأطراف بما فيها حلفاء تركيا في تطبيقها”.
وزير الخارجية التركي وقبل أيام من تنصيب دونالد ترامب قال في مقالته إن “تركيا والولايات المتحدة اللتين تمكنتا مع الحلفاء في الأطلسي من التغلب على العديد من التهديدات لأمننا الجماعي يمكنهما القيام بذلك مجدداً شرط استماع كل منهما للآخر ومراعاة كل طرف الحساسيات لدى الطرف الآخر وإظهار الدعم حيث تقتضى الضرورة وبذل الجهود من أجل إحداث تغيير ذي معنى”.
وخلص جاويش أوغلو إلى أن خطة إعادة ضبط العلاقات بين الحلفاء الذين لا غنى عنهم لتلبية احتياجات البيئة الاستراتيجية المتغيرة باستمرار يمكن تطبيقها على نطاق واسع كما يمكن أن تشكّل خارطة طريق لتصحيح المسار بما يمكن أن يحقق أهداف ومصالح الدول الكبرى، على حد تعبيره.