جاهزون لتحرير تيران وصنافير.. بالقوة!
موقع راصد الخليج ـ
جاسر الدخيل:
القوات المسلحة السعودية على أتم الجهوزية.. وقوات الدفاع الجوية الملكية حاضرة، القوات البحرية الملكية مستعدة.. فقط تنتظر الأوامر العليا لتمخر عباب البحر وتعصف بالجو وتنزل المظليين على بر صنافير وتيران…
ما يؤخذ .. لا يسترد بالتفاوض… بل وكما قال زعيمهم قبل عشرات السنين “ما يؤخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة”.. وعلينا نحن أن نمشي بقول زعيمهم ونذهب الى أرضنا فنستعيدها بالقوة.
أليس الحق بالتحرير، هو حق مشروع تكفله كل القوانين والمواثيق الدولية؟ ألم تتبنَّ كل المحافل الدولية حق الناس بالعمل لتحرير أراضها.. لن نكون نحن “غلابى”.. نستعبط فيؤخذ حقنا على حين غفلة منا.. الحق يجب أن يعود الينا.. وبالقوة.
نعم.. الأرض حق.. والحق كرامة.. الحق لا يستعاد بأطنان الأرز المصري نأكل منه المفطح مع لحم الضأن، ولا يستعاد بحاويات النفط التي تمر بجوار تيران الى شواطئ مصر، والحق لا يستعاد بمليارات من الدولارات نرميها في البنوك المصرية.. حقنا لا يعود الا بالسيف..
فات وقت النصح والقلب الكبير
فات وقت الاستتابة والعتاب
حل وقت الحزم والسيف الشطير
والحرابة والأذى وقص الرقاب
أليس هذا ما يقوله كبار شعرائنا في شيلات عواصف الحروب؟
الى هنا انتهى الخطاب المستقى مما يكتبه ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، ومما قد يجود به شعراء “يوتيوب” أو مما يخطر على بال رجال متكئين في مجالسهم الوثيرة وهم يتابعون ما تتناقله المحطات التلفزيونية، أو تطبيقات الهواتف المحمولة لمقاطع فيديو تعبر عن فرحة المصريين برفض المحكمة الادارية العليا الموافقة على نقل السيادة على الجزيرتين (صنافير وتيران) الى الجانب السعودي.. حتى أظن أن مستشار وزير الدفاع اللواء الركن أحمد العسيري حدث نفسه بخطاب مشابه يتلوه عبر شاشة الاخبارية لحظة اعلان الحرب لاستعادة الجزيرتين.
مهلكم يا سادة.. أي حرب نخوض والى أي جزيرتين نمشي؟ وهل تظنون أن “دخول المولد زي خروجو” كما يقول المصريون أيضاً؟ ألا تعلمون أين نقع نحن في قائمة الاستعداد.. نحن في آخر السلم، ولا نستطيع الصعود درجة واحدة.
منذ نحو عامين بدأنا حرباً عاصفة للقضاء على جماعة الحوثي في اليمن، والى اليوم أكبر انجاز حققناه هو أن عبد ربه منصور هادي يذهب الى عدن لبضعة أيام ثم يعود الى مقر اقامته في الرياض لأشهر .. هو خائف من الموت هناك ونحن نخاف أن نخسره هناك وكأننا نخسر كل ما أنجزناه، طائراتنا الملكية تنزل صواريخها على اليمنيين وتقتلهم في المدارس والطرقات والمستشفيات، بينما رجالهم يعبرون الحدّ الجنوبي غير آبهين ويسيطرون على مواقعنا، ويهددون المنشآت السكنية.. وجنودنا هناك يتساقطون في عزّ شبابهم في حرب كانت يمكن أن تنتهي قبل أشهر، أو قل ما كانت من ضرورة لبدئها من الاساس.
كيف ننزل الى الجزيرتين في البحر الأحمر؟ هل نستدعي مئات المقاتلين الذين ذهبوا الى سوريا أو الى العراق، ونقول لهم انتهت مهمتكم هناك عودوا الى وطنكم، لديكم مهمة أخرى لتحرير صخور مرجانية؟
وماذا سيفعل المصريون؟ هل سيستقبلوننا بالورود.. أم سيقيمون لنا الموائد.. أم أنهم سيستقبلوننا كجيش غزاة، وربما يستعيدون بنا أمجادهم العسكرية.. وربما يقف الرئيس المصري في عزّ الظهيرة على صخرة في تيران، ويصرخ: “انتهى الهجوم، .. وانتصرنا”.
كفّوا عن هذه الهرطقات وعودوا الى رشدكم، فذلك الزمن الذي كنا فيه نفرض سطوتنا “بخشم الريال” (كما تقول العبارة الرائجة في مجتمعنا للتعبير عن أننا نستطيع أن نشتري ما نريد بالمال) ولّى، ليس لأن المال جفّ في خزائننا بل لأن الآخرين وعوا، وصاروا يفهمون أحاييلنا.
وأريد أن أقول.. لولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.. اصبر على هؤلاء، فلا تجعل حفنة من المعتوهين تورطك في ما ليس لنا به، لتكن صنافير وتيران مصرية، لا حاجة لنا بها اذا كانت ستكلفنا مزيداً من الهبوط الاضطراري أو بمعنى آخر الاقتراب من باب الهاوية.. ربما أنك يا سمو الأمير لا تعلم أن هاتين الجزيرتين كانتا محتلتين من اسرائيل.. وسكتنا ردحاً من الزمن عن ملكيتنا لهما، ولم نكن بحاجة الى حرب مع اسرائيل، ولم نرفع حينها لواء تحريرهما أو الثأر لكرامتنا، فنحن لم نكن بحاجة الى ذلك، فلم نذكر العالم بها اليوم؟؟.
وأيضاً اليوم نحن لسنا بحاجة لنخوض مع مصر حرباً وطنية، فقط لإرضاء حفنة من الصبية، واستجابة لتغريدات يطلقونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يا سمو وزير الدفاع هؤلاء لا رهان عليهم لا في حرية ولا تحرير. من يراهن عليهم فقط هم بعض أذكياء وزارة الداخلية، وأكبر انجازاتهم رفع الهشتاق السعودي الى مستوى “التراند” العالمي.