توقيت إسرائيلي لاتهام بلغاري
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
تأكدت كمية من المعلومات والمعطيات التي تشير إلى أن الاتهام البلغاري بحق حزب الله كان من صنع المخابرات الإسرائيلية وبناء على طلب إسرائيلي وهذا هو في الواقع ما كشفته المعارضة البلغارية قبل أي جهة أخرى.
أولا: من الواضح أن للتوقيت علاقة مباشرة بالسعي الإسرائيلي الأميركي المحموم لفرض إدراج حزب الله على لوائح الإرهاب الأوروبية ويبدو كذلك إن لهذا التوقيت علاقة مباشرة بالفشل الاستراتيجي الذي مني به المخطط الأميركي الإسرائيلي لتدمير القوة السورية وهو مخطط قامت عليه أوهام وحسابات في واشنطن وتل أبيب تستتبع التخلص من القوة السورية الداعمة للمقاومة بالعمل لشطب المقاومة اللبنانية سواء عبر شن حرب إسرائيلية على لبنان يتوعد بها الجنرالات الإسرائيليون أو من خلال الرهان على تفجير حرب أهلية داخل لبنان بالجمع بين قدرات تحالف 14 آذار وخصوصا ميليشيا المستقبل والقوات اللبنانية والجماعات الإرهابية السورية التي صرح زعماؤها علنا عن نيتهم الانتقال إلى لبنان للنيل من حزب الله إذا ما تحققت أهدافهم في سورية وهذا ما تردد في كلام مباشر لبرهان غليون وغيره من مجلس اسطنبول وائتلاف الدوحة ولأمراء فرق التكفير الإرهابي في سورية في آن معا مما يشير إلى انه كلام جاء تلبية لأوامر وطلبات مشغلي الإرهابيين السوريين الذين باتت جماعات كبيرة منهم تتواجد على الأرض اللبنانية وخصوصا في مناطق نفوذ تيار المستقبل.
ثانيا: مع ظهور مؤشرات الفشل في سورية ودخول الكيان الصهيوني على الخط مباشرة لمحاولة اقحام العلاقة بين سورية وحزب الله على جدول أعمال التفاوض الدولي المرتقب بعد قمة بوتين اوباما المتوقعة يبدو الإسرائيليون في حالة من الارتباك الشديد، فنهوض القوة السورية من جديد هو نذير تأكيد معادلات الردع الاستراتيجي التي أقامتها منظومة المقاومة والتقدم الذي يحرزه الجيش السوري على الأرض وما حصده هذا الجيش من خبرات وقدرات مضافة يخشى الإسرائيليون مفاعيلها تدفع إسرائيل إلى التركيز من جديد على محاولة تقييد تنامي قوة حزب الله وبناء وقائع سياسية وقانونية تلجم قدرة الحزب على الحركة السياسية والمالية والعسكرية في اطار تعزيز مقومات قدرته الرادعة ومن الواضح ان الحملات السياسية التي تستهدف الحزب داخل لبنان وموجات التشهير الإعلامية ومحاولة أميركا وإسرائيل إدراج الحزب على لوائح الإرهاب الأوروبية هي حلقات متصلة لصالح الأمن الإسرائيلي في ظل اعتقاد القادة الصهاينة بأن قطر وتركيا وتنظيم الاخوان حققوا نجاحا في احتواء قيادة حماس وسحبها من منظومة المقاومة وبالتالي فان كل ضغط إضافي لمحاصرة حزب الله يعزز هذا الانجاز المفترض ويحد من حجم المخاطر الوجودية التي تقلق إسرائيل وتحكم سلوكها السياسي والأمني.