توقيتات تصب لصالح #داعش
حسين شريعتمداري – صحيفة كيهان الايرانية
لايمكننا فصل ما يجري هذه الايام حولنا، لاسيما ملتقى باريس لجماعة خلق الارهابية بمباركة رئيس المخابرات السعودية السابق “تركي الفيصل” والحض على القيام بعمليات ارهابية في الداخل الايراني لايمكن فصله عن ما قام به احمد منتظري مؤخرا بنشر شريط صوتي منسوب لوالده الشيخ المنتظري.
واذا ما اعتبرنا تنظيم داعش من افرازات اميركا، وهو ما صرحت به هيلاري كلنتون في كتابها “HARD CHOICES”، وتعهد آل سعود بتمويل التنظيم ماليا ولوجستيا، وهو ما تدعمه كل الوثائق، وما تقوم به اسرائيل بتدريب الارهابيين، وهو ما اقره نتنياهو صراحة، وتبنى معالجة الجرحى من داعش في مشافي تل ابيب وحيفا، ونشره صورا لعيادته لهؤلاء الارهابيين، واذا ما اضفنا عشرات الشواهد الاخرى كتماهي اصحاب ورؤوس الفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009 مع هذا التنظيم الارهابي و… فاذا ما قاربنا ما بين هذه الاحداث، نصل الى نتيجة قطعية، بان ما بادر به احمد منتظري يصب في افرازات داعش. واذا ما عدنا الى يوميات الثورة الاسلامية نتذكر جيدا معارضة سماحةالامام الخميني (ره) لانتخاب الشيخ المنتظري نائبا لقيادة الثورة عام 1985 ، فيما اعلنت جميع التيارات المناهضة للثورة في الداخل والخارج والمحافل السياسية الغربية والعربية والعبرية، بالثناء على هذا الانتخاب معتبرين هذا الحدث بداية نهاية عمر الثورة الاسلامية. فكان “احمد انوار” احد اعضاء الجبهة الوطنية والمعروف بعلاقاته بـ ( MI6) واجير صدام، اول من عبر عن صريح مكنون التيارات المعادية للثورة قبال هذا الانتخاب بنشره بعد اسابيع مقالا في مجلة “الجبهة الوطنية الايرانية” يقول فيه: “ان انتخاب منتظري بمثابة المقص الذي قطع الحبل السري للنظام الاسلامي الايراني بالخميني”. واشار “احمد انوار” في مقاله الى عقم الهجمات الارهابية المباشرة لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية، مطالبا من جميع اطياف المعارضة ان يستثمروا الحدث، بان المنتظري هو الشخصية المرغوبة التي ان تسنمت قيادة ايران ستنهي قواعد الثورة والنظام الاسلامي الايراني. ومن حينها تقاطرت الشخصيات القلقة من التيارات المعادية للثورة، والاعداء البارزين للامام الراحل (ره)، على عائلة المنتظري عن طريق مهدي الهاشمي الرجل المتنفذ في بيت الشيخ المنتظري.
ولكن بمرور سريع على جرائم هذه الفئة المنافقة من قتل واغتيالات لم يسلم منها حتى الاطفال، وكذلك الانخراط في فرق موت صدام والجيش البعثي لمحاربة الجمهورية الاسلامية وضرب المعارضة العراقية في الداخل العراقي بامر مباشر من صدام و… نصل الى ان جرائم زمرة المنافقين ليست باقل من جرائم تنظيم داعش.
من جانب آخر كانت عصابة مهدي الهاشمي متهمة بجرائم مماثلة. على سبيل المثال؛ حين يتم خطف المرحوم “حشمت” يتم نقل نجلي المرحوم مع والدهما، فيأمر مهدي الهاشمي بذبح الطفلين كي لايشهدا على الجريمة، ومن ثم يعترف الهاشمي بهذه الجريمة الى جانب سائر الجرائم والتي بثت من تلفزيون الجمهورية الاسلامية. حينها ينبري الشيخ المنتظري ليرد على احد المسؤولين في السلطة القضائية بغضب؛ لم تبثون هذه الاعترافات لقد اخذتم ماء وجه مهدي الهاشمي! في الوقت الذي صريح اقرار الهاشمي انه يستحق الاعدام على جرائمه.
وهنا يطرح هذا السؤال نفسه:
هل نستغرب من تماهي العصابة المتبقية من مهدي الهاشمي ومنتظري مع ارهابي داعش؟!
والجدير ذكره ان منظمة المنافقين اضحت جماعة ارهابية منحلة لاسيما بعد هلاك رئيسها ــ وهو ما يشير اليه تركي الفيصل في ملتقى باريس فيما تغاضى المترجم عن ذكره ــ.
ولكن لم تم حشر المنافقين في هذه الحادثة؟ وليست الاجابة صعبة. اذ للمنافقين دور تغطية في هذا المشروع، هذا الدور بالنظر للماضي الارهابي، وعمالتهم الواضحة للخارج وخصوصا جرائمهم البشعة التي ارتكبوها. ولكن لم؟!
وذلك؛ الف: ان المشروع الجديد للعدو يهدف لخلق الخوف والرهبة بين الشعب، والا فالعدو يعلم جيدا عدم امكان القيام بعمليات ارهابية في ايران كما يحدث في العراق وسورية، وان جميع محاولاتهم الى الان باءت بالفشل لاسيما وهواضعف واهون مما ان يقوم بذلك.
باء: ان الاعداء ولاجل خلق الخوف بحاجة الى تيار بماض ملؤه الجرائم المروعة، وقد عرفت زمرة المنافقين من بين سائر التيارات بهذه الخصيصة، ولذا تم انتخابها.
وينبغي ان لا نتوهم بان الاختلافات الظاهرية للتيارات المناهضة للثورة واعداء الشعب تحول دون ائتلافهم ضد ايران الاسلامية، فهذا التحالف مصداق “الكفر ملة واحدة”. فحرب الاحزاب في صدر الاسلام مصداق بارز لذلك، بجميع التيارات المناهضة للاسلام وضعت خلافاتها جانبا لتتحد ضد الاسلام حديث العهد ولهذا السبب سميت معركة الخندق بحرب الاحزاب.
ونشهد طوال التاريخ العديد من هذه التحالفات، اقربها، كان اتحاد جميع الاعداء الكبار والصغار في الداخل والخارج في فتنة عام 2009 ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية. فقد تحالف في الفتنة الاميركية الاسرائيلية؛ ادعياء الاصلاح، والوطنيون، والمنافقون، والبهائيون، وانصار الملكية، والماركسيون، وحتى عبدالمالك ريغي.
في مخطط احمد منتظري انيطت به دور بيدق للحكومة البريطانية، بدأ مشواره بارسال شريط صوتي للبي بي سي، واطلاق عدة تصريحات ولقاءات. فيما سبق هذا المشروع ملتقى باريس الذي حضره “تركي الفيصل”، واحمد غزال رئيس وزراء الجزائر سابقا، و”صالح القلاب” وزير الاعلام الاردني الاسبق، و”محمد العرابي” وزير خارجية مصر السابق، و”عزام الاحمد” من اعضاء حركة فتح ومن المقربين من “محمود عباس ـ البهائي من اصل ايراني” ـ و “برنارد كوشنر” وزيرخارجية فرنسا السابق، و”خوزيه لويس” رئيس وزراء اسبانيا السابق، و”نوت غينكريج” المتحدث السابق باسم البرلمان الاميركي، و”جون بولتن” ممثل اميركا الاسبق في الامم المتحدة، و”رودي جوليائي” عمدة نيويورك السابق و…
ان نظرة الى لائحة المشاركين تدلل على:
الف: ان جميع هؤلاء يمثلون الزعانف الاساسية للمخابرات الاميركية والاوروبية والعربية.
باء: ان جميع هؤلاء من المسؤولين السابقين لاجهزة امن دولهم كي لا يعتبر حضورهم في الملتقى الارهابي تدخلا مباشرا لبلدانهم!
جيم: ان حضور هكذا مسؤولين رفيعي المستوى لاينسجم ومستوى منظمة ارهابية فاشلة، مما يعكس ان الملتقى باسم زمرة المنافقين هي ذريعة ليس الا. وما اشبه هذا بما حصل في فتنة عام 2009. اذ دعم هذه الفتنة بشكل مباشر كل من؛ اوباما، وتوني بلير، وآخرون من قادة اميركا واوروبا.
وكان فشل الفتنة ضربة موجعة لهؤلاء. ولهذا السبب حضر في المشروع الاخير مسؤولون سابقون الى الساحة!
وبالتالي، ونظرا للشواهد والادلة التي تمت الاشارة اليها لا تبقى ادنى شبهة حتى لاقل الناس فطنة، بان ما قام به احمد منتظري سواء عن بصيرة ام عن جهل، تصب في المصالح التي ينافح لاجلها التكفيريون، ومماهاة للجوقة المتبقية من دعاة الفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009؛ اذناب بريطانيا واميركا والسعودية.