توتر بين الأهالي والقوات التركية واحتجاجات غاضبة في الحسكة .. ماذا يحدث؟
وكالة أنباء آسيا-
سامر الخطيب:
استقدمت القوات التركية يوم السبت الفائت آليات لحفر خندق في الأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها لأهالي قرية الراوية غرب رأس العين شمال غرب الحسكة بمنطقة “نبع السلام”، حسبما كشفت تقارير صحفية معارضة.
وفي سياق ذلك، تجمع العشرات من أهالي القرية للتعبير عن رفضهم عمليات الحفر التي تقوم بها القوات التركية على أراضيهم، حيث رشق أهالي بالحجارة القوات التركية وآلياتهم وسط حالة احتقان كبيرة بين القوات التركية والأهالي ، و تخوف الأهالي من اقتطاع أجزاء من أراضيهم.
وطلبت القوات التركية من قادة فصائل أحرار الشرقية وفصيل سلطان مراد بضرورة إبعاد الأهالي عن منطقة عمليات الحفر بالقوة.
وفي اليوم التالي جدد أهالي قريتي راوية والعزيزة، احتجاجهم بتظاهرة ، تنديداً على قيام القوات التركية بحفر الخنادق في الأراضي الزراعية التي تبعد عن الحدود التركية مسافة 300 متر وتعود ملكيتها لسكان القريتين الخاضعتين لنفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها.
واعتبر المتظاهرون ان حفر الخنادق مشروع لتقسيم الأراضي وفرض سيطرة القوات التركية وقضم مساحات واسعة لصالحها، وعلى أثر ذلك، هاجم المتظاهرون آليات تركية أيضا، وجرى رشقها بالحجارة، لمنع إتمام عملية الحفر، فيما طالبت القوات التركية بمؤازرةٍ عسكرية لتفريق التظاهرة.
ولاحقا توسعت الاحتجاجات و شملت 5 قرى هي (الدهماء ورواية والعزيزة والعدوانية ومبروكة) الواقعة قرب الشريط الحدودي التركي بريف رأس العين الغربي شمال غرب الحسكة. حيث تجمع العشرات من الرجال والنساء والأطفال أمام آليات الحفر مساء أمس، ورشق الأهالي الجنود الأتراك وآلياتهم بالحجارة، وهتفوا بشعارات مناهضة للأتراك، قائلين “المحتل يطلع برا”، رغم تهديد الجنود الأتراك بقتلهم في حال استمرارهم باعتراض آليات الحفر.
يشار إلى أن القوات التركية أنشأت قاعدة عسكرية في القرية عقب دخولها المنطقة إبان عملية “نبع السلام”، حيث كانت قاعدة سابقة للقوات الأمريكية قبل انسحابها منها عام 2019.
ووفقا للمصادر فإن القوات التركية تعمل على إقامة منطقة عسكرية تحظر على المدنيين وأصحاب الممتلكات دخولها دون إذن وتصريح موافقة، بعمق 300 متر، بحجة الحفاظ على أمن المنطقة.
وبررت “الحكومة السورية المؤقتة” عمليات حفر الخندق وإقامة منطقة محظورة، حيث أصدرت تعميما إلى جميع وحدات وتشكيلات “الجيش الوطني” بهذا الخصوص، في 14 نيسان، جاء فيه: “في سبيل الحفاظ على المصلحة العامة ولزيادة حفظ الأمن والاستقرار في منطقة عمليات نبع السلام، تقرر مايلي:
أولاً- إقامة منطقة عسكرية محظورة الدخول بعمق 300 متر بدءًا من الخط الحدودي وعلى امتداد جميع الأرياف الواقعة على طول الحدود في منطقة عمليات نبع السلام ويستثنى منها القرى والأحياء السكنية التابعة لمدينتي تل أبيض ورأس العين والتي تقع داخل هذه المنطقة.
ثانياً- تقع مهام الحفاظ على الأمن ضمن المنطقة العسكرية المحظورة على عاتق الشرطة العسكرية فقط.
ثالثاً – منح الفلاحين إذن دخول خاص إلى هذه المنطقة من قبل المجالس المحلية والمعنية بهدف متابعة الأعمال في الأراضي الزراعية الواقعة ضمن هذه المنطقة.
يشار إلى أن القوات التركية اقتطعت أراض سورية بمحاذاة الشريط الحدودي، في شمال غرب سورية، بحجة بناء الجدار الفاصل.