تنظيف سجل ’النصرة’.. لن يمر
موقع العهد الإخباري:
في إطار مشروعٍ محضّر مسبقاً من قبل بعض الأنظمة الخليجية لتقديم جبهة “النصرة” الارهابية – فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، طرفاً في المفاوضات المقبلة على طاولة فيينا، وفي سبيل نزع الصورة الذهنية التي طبعت في عقول اللبنانيين والعرب عن إرهابها، يسعى أتباع “أمراء الخليج” سياسياً وإعلامياً للسير في سياسة “أنسنة الارهاب”.
ما شاهدناه طوال نهار كامل من عملية إطلاق العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى “النصرة” على شاشتي “أم تي في” و”الجزيرة” MTV في حضن ’النصرة’: فليتكلّم الإرهابيون! لم يكن الا فصلاً في هذا السياق. ولتكتمل الصورة، كان لا بد من سياسيين يغطون الجزء الآخر من المشهد. فأمس، سأل النائب وليد جنبلاط “هل جبهة النصرة إرهابية أم لا اعتمدوا؟”. أمّا أمين السر العام في حزب “التقدمي الاشتراكي” ظافر ناصر فقد أجاد التهرب من أسئلة جورج صليبي الملحّة “هل تعتبر جبهة النصرة إرهابية؟”، والاجابة “مش هون السؤال..”.
“الطامة الكبرى” كانت مع توجيه وزير الصحة وائل أبو فاعور الشكر والتحية والتقدير لـ”أبو طاقية” لـ”جهوده المضنية في تحرير العسكريين”! أبو طاقية عينه الذي أكّد مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنه لا يزال مطلوباً للأجهزة الأمنية اللبنانية.
وكي لا يختلط الحابل بالنابل وينزلق البعض في فخ النسيان أو “غسيل الأدمغة” الذي يتم على بعض الشاشات اللبنانية، لا بد من تذكير اللبنانيين، وبعض الاعلام والسياسيين، من هي جبهة “النصرة”؟ وماذا ارتكبت داخل الأراضي اللبناني؟.
تغطية الـ”ام تي في”
– بتاريخ الخميس 16 كانون الثاني / يناير 2014 تبنّت “جبهة النصرة – فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا تفجيراً انتحارياً في مدينة الهرمل وقع ضحيّته 3 شهداء من المدنيين وعشرات الجرحى.
– بتاريخ السبت 22 شباط / فبراير 2014 تبنّت “جبهة النصرة – فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا تفجير سيارة مفخخة قرب نقطة تفتيش تابعة للجيش في منطقة الهرمل في البقاع الشمالي، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص، بينهم جنديان لبنانيان.
– بتاريخ السبت 10 كانون الثاني / يناير 2015 تبنّت “جبهة النصرة – فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا تفجيرين انتحاريين مزدوجين في مقهى “أبو عمران”، وهو يعج بالمدنيين الفقراء في جبل محسن بطرابلس. وذهب ضحيته نحو 9 شهداء وأكثر من 37 جريحاً.
– بتاريخ الثلَاثاء 21 كانون الثاني / يناير 2014 تبنّت جبهة “النصرة” – فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا تفجير سيارة مفخخة في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن سقوط 4 شهداء و46 جريحاً.
– أطلقت جبهة “النصرة” – فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا مئات الصواريخ على القرى المأهولة بالسكان في البقاع. في نيسان 2013 أدّت هذه الصواريخ التي أطلقت على بلدتي القصر وحوش السيد علي الى استشهاد شخصين هما الفتى عباس خير الدين (13عاماً) وعلي حسن قطايا، وجرح أربعة اشخاص.
– في آب 2014 احتلّت المجموعات الارهابية التكفيرية المتمثّلة بـ”داعش” و”جبهة النصرة” بلدة عرسال اللبنانية وجرودها. استباحوا وهجّروا وقتلوا عدداً من المدنيين. ثمّ اختطفوا برعاية المطلوب مصطفى الحجيري “أبو طاقية” 43 عسكرياً لبنانياً.
وفيما غابت أي معلومات عن العسكريين الذين وقعوا بقبضة تنظيم “داعش” الارهابي بعد إعدامه العسكريين علي السيد وعباس مدلج. تلاعبت جبهة “النصرة” طوال أكثر من عام بأعصاب أهالي العسكريين، ودماء بعضهم، فأعدمت بدم بارد الشهيدين: محمد حمية، علي البزال. لم تكتف المجموعات الارهابية بذلك، قامت بتصوير كل عمليات الاعدام، وبثّتها على مرأى الأهالي في محاولة قذرة للضغط على الدولة اللبنانية. فالشهيد علي البزال ظهر في أكثر من فيديو قبل استشهاده وهو يتوسل قاتليه الرحمة. بعد أن تم قتل رفيقه محمد حميّة أمام عينيه.
طوال 16 شهراً، أرسلت “النصرة” العديد من الفيديوهات تظهر العسكريين بمشاهد غير لائقة، قاصدة بذلك إهانة المؤسسة العسكرية اللبنانية، والحاق أكبر قدر من الايذاء لمشاعر أهالي العسكريين.
وأمام ما سبق من حقائق، لا يزال بعض اللبنانيين لأهداف مشبوهة يسأل ويشكك “بإرهابية” جبهة “النصرة”! فإذا كان مرسلو الانتحاريين والسيارات المفخخة ومحتلو المناطق اللبنانية ومعدمو العسكريين اللبنانيين وخاطفوهم والمتلاعبون بأمن وطن بأكمله ليسوا من الإرهابيين، هلّا عرّف لنا هذا البعض معنى الإرهاب؟.