تقرير أوروبي يعتبر الاستيطان تهديدا للدولة
اعتبر تقرير صدر عن قناصل الدول الأوروبية في القدس أن الاستيطان الإسرائيلي يمثل أخطر تهديد لإقامة دولة فلسطينية، وحثوا أوروبا على عدم تمويل أي أنشطة استيطانية.
وجاء في الوثيقة، التي أعدها دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي في القدس الشرقية والضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، أنه يجب على دول الاتحاد بذل مزيد من الجهد لضمان استبعاد المستوطنات من المزايا التجارية التي تتمتع بها إسرائيل.
وجاء في التقرير الداخلي الذي يصدر سنويا وأرسل إلى بروكسل للدراسة في وقت سابق الشهر الحالي، “لا يزال بناء المستوطنات هو أكبر تهديد لحل الدولتين، فهو ممنهج ومتعمد واستفزازي”.
وندد التقرير -الذي تسرب إلى الصحافة الأربعاء- بمعاملة إسرائيل للفلسطينيين في القدس الشرقية، كما أوصى الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بـ”ألا تدعم التعاون في مجالات البحوث والتعليم والتكنولوجيا” وأن تعمل على الحد من الاستثمارات المالية في قطاع الأعمال الإسرائيلي الذي يعمل في الأراضي المحتلة.
واعتبر التقرير غير الملزم لأعضاء الاتحاد، أنه يتعين على الدول الأوروبية بحث منع “من يعرفون بأنهم مستوطنون يتبنون العنف” من دخول أراضيها.
وقال مبعوثو الاتحاد في التقرير المسمى “تقرير القدس 2012” إن الفلسطينيين يواجهون مشاكل مستمرة في المدينة من بينها أعمال الهدم والطرد والتخطيط “المقيد” و”التمييز في الدخول” إلى الأماكن المقدسة والتعليم “غير المنصف” و”صعوبة الحصول” على الرعاية الصحية.
مستوطنات خاصرة القدس
وحدد التقرير البناء في مستوطنات كبيرة تقع بين القدس ومدينة بيت لحم الفلسطينية بالضفة الغربية على أنها “أهم وأكثر الخطط إثارة للمشاكل” التي تتجه نحوها إسرائيل حاليا.
وحذر من أن “البناء تحديدا في ثلاث مستوطنات حول القدس هو جزء من إستراتيجية سياسية هدفها أن تجعل من المستحيل للقدس أن تصبح عاصمة لدولتين”.
وتابع التقرير “إذا ما استمر تطبيق السياسة الإسرائيلية الحالية وعلى الأخص الاستيطان في خاصرة القدس الجنوبية، فقد تنشأ عمليا منطقة عازلة بين القدس الشرقية وبيت لحم بحلول نهاية 2013، مما سيجعل في غاية الصعوبة إن لم يكن من المستحيل تحقيق حل الدولتين القابلتين للاستمرار”.
وتناول التقرير خصوصا ثلاث مستوطنات هي هارحوما وجيلو وجفعات هاماتوس، مشيرا إلى أنها “الخطط الأبرز والأكثر إشكالية”.
ترحيب فلسطيني
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمر التقرير بأنه لا يساعد جهود إقرار السلام في المنطقة. وقال “مهمة الدبلوماسي هي بناء الجسور والجمع بين الناس لا تشجيع المواجهة، ومن الواضح أن قناصل الاتحاد الأوروبي فشلوا في مهمتهم”.
في المقابل رحبت السلطة الفلسطينية بالتقرير، وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن موقف الاتحاد “خطوة مهمة”، وأكد أن الاستيطان غير شرعي وأنه “أكبر خطر على حل الدولتين”.
وطالب أبو ردينة الاتحاد الأوروبي “بمزيد من الإجراءات التي تساهم في الحفاظ على حل الدولتين وتنهي الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين”.