تقارير تؤكد أن ما تم إستهدافه في العراق تابع لإسرائيل
وكالة أنباء آسيا-
شيماء أحمد:
بدا لافتاً تزامن استنكار معظم الجهات المعنية بالمجلس القومي الأمريكي للضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت أحد المقرات الاستراتيجية التابعة للموساد في أربيل بكردستان العراق مع إجماعها (كل على طريقتها) على نفي أن تكون الضربة موجهة لأي هدف أمريكي.
فيما أكد بعض تلك الجهات في تسريبات للإعلام الأمريكي المعلومات عن أن المبنى المستهدف هو مقر قيادي إقليمي تابع للموساد. وفي رده على سؤال عن تبعية الهدف الذي استهدفته الضربة الصاروخية الايرانية في أربيل كشف المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي: “الحرس الثوري الإيراني أعلن عن المستهدَف”.
وعلى واقع تلك التطورات، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ “الحرب بين إيران وإسرائيل انتقلت إلى مساراتٍ علنية”، وخصوصاً بعد تبني حرس الثورة الإيرانية هجوماً صاروخياً طال مقراً تابعاً للموساد الإسرائيلي في مدينة أربيل في إقليم كردستان – العراق.
وتأتي تلك الواقعة عقب اعتداءات إسرائيلية على إيرانيين، ثم تلاحقت التطورات، منها المعلومات حول إحباط تجنيد عناصر للموساد الإسرائيلي بهدف تخريب منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، إضافةً إلى هجوم “سايبر” واسع ضد مواقع إنترنت حكومية في “إسرائيل”، وتسريب معلومات شخصية عن رئيس الموساد الإسرائيلي.
وكان الحرس الثوري الإيراني تبنى الأحد الماضي هجوماً، بصواريخ “بالستية” على أهداف في أربيل في كردستان العراق، وقال إنه استهدف “مركزاً استراتيجياً اسرائيلياً”، في حين نفت سلطات الإقليم الواقع في شمال العراق وجود أي مواقع إسرائيلية على أراضيها.
وقال مسؤول أميركي كبير اطلع على الضربات إن المبنى الذي قصف في أربيل كان بمثابة موقع استخباراتي ومنشأة تدريب إسرائيلية. لكن مسؤولا كبيرا آخر في إدارة بايدن نفى هذا التقييم، قائلا إن الإدارة تعتقد أن المبنى الذي تعرض للقصف كان سكنًا مدنيًا فقط ولم يكن بمثابة موقع تدريب إسرائيلي.
وبحسب تقارير صحفية، أكد مسؤولان أميركيان أن إسرائيل نفذت عمليات استخباراتية ضد إيران من كردستان، لكنهما امتنعا عن ذكر تفاصيل محددة
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس في بيان الأحد، إنه لم تتضرر أي منشآت أميركية ولم يصب أي فرد أميركي في هذا الهجوم، مضيفا أنه “ليس لدينا ما يشير إلى أن الهجوم كان موجها ضد الولايات المتحدة”.
وعلى الرغم من النفي العراقي والأمريكي والإسرائيلي الرسمي، لكون ما تم قصفه في أربيل قاعدة أمنية إسرائيلية، لكن في المقابل عدد من التقارير الصحفية أكدت على صدق بيان حرس الثورة الإيراني.
حيث قالت “نيويورك تايمز”، التي نقل خبرَها راديو جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن مصدر أميركي، ومفاده أن الهجوم الإيراني استهدف مركزاً إسرائيلياً، وكذلك تقارير عبرية التي أكدت أن الهجوم الإيراني في أربيل كان ضد أهداف إسرائيلية وليس أميركية. واستنكرت “الإتجاه في إسرائيل إلى التقليل من شأن الهجوم الإيراني في العراق، فإسرائيل تعمل في كردستان، وهذه ليست المرة الأولى”، وهو ما صرّح به وزراء سابقون في الكيان العبري، مثل وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، حاييم رامون، الذي قال صراحة إن “الإيرانيين، كما يبدو، هاجموا فعلاً بعثة إسرائيلية، وليست أميركية في أربيل”، وهو ما جاء في صحيفتَي “إسرائيل هيوم” و”مكور ريشون”.
وتأتي تلك الواقعة تزامنا مع عودة الحديث عن الاتفاق النووي، وفي الآونة الأخيرة، بلغت المباحثات مرحلة نهائية بحسب تقارير صحفية، التي أشارت إلى أنّ التفاوض واجه تعقيدات مستجدة، تمثلت خصوصاً بمماطلة اتخاذ الولايات المتحدة الأميركية قراراً سياسياً.