تفاصيل جديدة عن انقاذ ابنة الـ7 سنوات: كنت خائفة من ان يعتدي عليّ أحد الخاطفين!
صحيفة الديار اللبنانية:
صالحة علي كتوع طفلة سورية في السابعة من العمر، كان يفترض أن تكون، الخميس في 22 شباط 2018، في المدرسة. إلا أن ملثماً اعترض طريقها تحت منزل والديها في برالياس بعيد السابعة والنصف صباحاً، بينما كانت متجهة إلى حافلة المدرسة، ليخطفها من بين شقيقيها البالغين أربع وخمس سنوات، وتحت نظر والدتها التي كانت تراقب أولادها من شرفة المنزل حتى مغادرتهم، ويفر بها بسيارة من نوع شيروكي فضية اللون إلى جهة مجهولة.
ركض شقيقا صالحة إلى الحافلة، كما يروي أشقاء والدهم علي، ولم ينتبه سائق الحافلة إلى غياب صالحة رغم بكاء شقيقيها، إلا بعدما وصل إلى المدرسة، حيث جرى استدعاؤه للاستماع إلى افادته حول حادثة الخطف.
واستيقظ الحي على صراخ الوالدة المرعوبة، ظناً منهم أن حادث سير قد وقع تحت منزل الحاج محمد كتوع المشيد منذ نحو عام، خصوصاً أنهم، كما يقولون، لم يسبق لهم أن شهدوا حتى في أصعب الظروف التي مر بها لبنان عملية خطف طفلة.
قبل أن تستوعب عائلة صالحة ما حصل، كان والدها علي يتلقى بعد خمس دقائق من عملية الخطف اتصالاً من خاطفي ابنته، يطلبون فيه فدية قيمتها 250 ألف دولار، سامحين له بسماع صوتها.
في هذه الأثناء كانت الأجهزة الأمنية قد تحركت لتحليل داتا كاميرات المراقبة المجهزة في بعض المنازل، حيث تم رصد السيارة التي استخدمها الخاطفون، والتي يرجح أن يكون فيها شخصان، أحدهما السائق، وهما ملثمان كما يروي شهود، وقد سلكا الطريق المعاكسة للطريق التي تسلكها حافلة المدرسة.
ووفق المعلومات، فإن علي كتوع وعائلته حضروا إلى البقاع منذ خمس سنوات، مع بداية موجة الهجرة من سوريا، وأسسوا محلات كبرى لبيع الثياب في منطقة برالياس، تحت اسم “شركة مخازن الحنين الكبرى”، ليشيدوا منذ نحو عام منزلهم في حي تقطنه عائلات برالياس التقليدية، ظناً منهم أنهم يوفرون لعائلاتهم بيئة آمنة بعيدة من المشاكل.
جيران علي يعرفون مدى تعلقه بابنته صالحة، التي يميزها بمحبته عن شقيقيها، كما يقولون. ويعتبرون أن الخاطفين لا بد أنهم كانوا يراقبونه لفترة، ويعرفون تفاصيل حياتهم وحياة أولاده، حتى يتجرؤوا على تنفيذ مخططهم في وسط حي سكني، يعج بالأطفال. وهم مزودون برقم هاتف علي الخاص، الذي يقول حتى المقربون إليه من جيرانه إنهم لا يملكونه. بالتالي، يفترضون أن الخاطف على معرفة تامة بعلي وقدراته المالية.
وتمكنت بعد ذلك شعبة المعلومات من تحرير الطفلة في منطقة راشيا من خلال عملية نوعية وخاطفة وقامت بتوقيف الخاطفَين من دون دفع فدية.
وقالت الطفلة المخطوفة بعد تحريرها من قبل شعبة المعلومات “كنت خائفة من ان يعتدي علي أحد الخاطفين”.