تعليق: مهزلة “الأسلحة الكيماوية” في سوريا تعكس حماسة وسائل الإعلام الغربية في اختلاق قصص زائفة
موقع إذاعة الصين الدولية ـ القسم العربي:
انتشرت في الآونة الأخيرة ، أخبار مثيرة بشأن سوريا على المستوى العالمي، حيث أعلن المنتج في قناة “بي بي سي” ريام دالاتي، أن تصوير مشهد إطلاق النار في المستشفى بعد الهجوم الكيميائي في مدينة الدوما السورية كان منظما.
وكتب المنتج على “تويتر”: ” بعد التحقيقيات التي استمرت ستة أشهر، أستطيع التأكيد وبدون شك، أن المشهد الذي تم تصويره في المستشفى في دوما كان منظما، ولم يسقط ضحايا في المستشفى “، مضيفا : ” الهجوم لم يتم فيه استخدام غاز السارين.”
وفي وقت سابق، كانت روسيا قد كشفت عن بعض التفاصيل حول كيفيفة إخراج الغرب هذا الفيديو.
والمعروف أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا شنت ضربات جوية ضد سوريا، على أساس أدلة الهجوم باستخدام الأسلحة الكيميائية في الدوما بعد نشر الفيديو.
ومن المذهل أنه ليس من غير المألوف اختلاق أخبار وقصص مزيفة لأغراض سياسية وعسكرية من بين وسائل الإعلام السائدة في الغرب وحتى بعض ساسة الغرب، وأكثرها شهرة هي حرب العراق عام 2003، حيث قررت الحكومة الأمريكية شن غزو مسلح ضد دولة ذات سيادة، اعتمادا على أدلة كاذبة وبدون إذن الأمم المتحدة.
وأدت الحرب إلى سقوط مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء العراقيين ونحو 10 آلاف جندي وضابط أمريكي من القتلى، إلا أنه حتى اليوم، لم يتحمل أي سياسي من الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤوليته عن أخطائه وأكاذيبه في الماضي، ولا توجد أية وسائل إعلامية أمريكية تشكك في صحة الأدلة بوجود أسلحة كيماوية في العراق.
وفي تغطية الشؤون الصينية، يعتبر أداء وسائل الإعلام الغربية السائدة ضعيفا للغاية أيضا. على سبيل المثال، نشرت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية مؤخرا تقريرا نقلت فيه عن إمرأة من القومية الويغورية الصينية اسمها “ميهريجولي تورسون” (Mihrigul Tursun) قولها إنها شهدت مقتل عدة سجناء ويغوريين في سجن بمدينة أورومتشي خلال فترة احتجازها في السجن نفسه، مضيفة أن 68 سجينا كانوا مضطرين للإقامة في غرفة تبلغ مساحتها 37 مترا مربعا فقط. وفي العام الماضي، تحدثت ميهريجولي عن خبرتها المزعومة في الكونغرس الأمريكي كشاهد. وعلى الرغم من أن شهادتها غير صحيحة ، إلا أنها أصبحت أساسًا مهمًا للسناتور الأمريكي مارك روبيو وآخرين لطرح مشروع قانون خاص لسياسة حقوق الإنسان للأبناء الويغوريين. وللأسف فإنه وبعد التأكد من أن شهادة ميهريغولي كاذبة تماماً كانت تقارير “سي إن إن” ذات صلة لا تزال موجودة على موقعها الإلكتروني، ويتم الاستشهاد بها من قبل وسائل الإعلام الأخرى بشكل دائم .واختلقت وسائل الإعلام الغربية مؤخرا قصة أخرى لتشويه سمعة الصين، إذ ذكرت أن الموسيقار المشهور من قومية الويغور عبد الرحيم حياة (Abdurehim Heyit) توفي في السجن في السنة الثانية من عقوبته، الأمر الذي أثار اتهام الحكومة التركية وانتقاداتها ضد الحكومة الصينية. لكن أحدث الفيديوهات أظهرت أن الموسيقار لم يعش فقط، بل يعيش بصحة جيدة جدا، وحتى هو نفسه يشعر بارتباك إزاء أخبار مزيفة عن موته. وقال عدنان عرفات (Adnan Akfirat) ممثل أحزاب المعارضة التركية إن الخبر هو ضمن الأكاذيب التي تنتجها وكالات الاستخبارات الغربية، ويعكس فقدان الاستقلال لوسائل الإعلام التركية خلال اتباع نظيراتها الغربية.
الحقيقة هي هدف وسائل الإعلام. إذا كانت قصة المخرج تُنشر كاخبار، فما مصداقيتها؟ لماذا ارتكب الاعلاميون الغربيون مثل هذا الخطأ الجسيم وأصبحوا شركاء الصراع والحرب والقتل؟ هل لأنهم جهلاء ومتكبرون، أو بسبب أيديولوجي؟
كانت هناك وسائل الإعلام تكشف 11 كذبة نشرت كحقيقة عشية حرب العراق، وترى أن القوى الغربية “صادقة في أشياء صغيرة وكاذبة في حدث كبير”. أما وسائل الإعلام الغربية فتلعب دور التظاهر بالجنون والبلاهة! سواء أكانت التقارير المتعلقة بسوريا، وليبيا، أو فنزويلا وأزمة اليمن وما إلى ذلك في السنوات الاخيرة.. قليل منها شككت في عقلانية تدخل بلادها في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى.
حاليا، سيطرت وسائل الإعلام الرئيسية الغربية على الاتصالات الدولية مما يؤثر ميلانها في الرأي العام الدولي في كثير من الأحيان. من الواضح أن الناس ليسوا متفائلين إذا كانوا يريدون الحصول على معلومات متوازنة وموضوعية وعادلة. لا عجب أن إيغور كوناشنكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية تحدث عن تحقيق منتج بي بي سي ريام دالاتي ان هذا الامر “لم يفاجئ” موسكو. وقال ان الآن يجب أن يكون هناك الكثير من السياسيين الأمريكيين والأوروبيين يحاولون نسيان شن ضربة صاروخية على سوريا في ذلك الوقت بسبب “حماية الشعب السوري من أي هجوم بالأسلحة الكيميائية” لانه لا يمكنهم الهروب من المسؤوليات الجنائية والسياسية والأخلاقية وراء الضربة الصاروخية إلا بهذه الطريقة. ولكن التنفيذيون في هيئة الإذاعة البريطانية يصفون قول دالاتي بانه “رأي شخصي”. واختارت وسائل الإعلام الرئيسية الغربية مرة أخرى الصمت الجماعي ازاء تحقيق دالاتي.
يبدو أن وسائل الإعلام الغربية قد اعتادت على لعب “بينوكيو” الذي يكذب من اجل الحكومة! وانظر كيف تواصل صنع القصص.