تظاهرتان في الرياض والقصيم والسلطات تعتقل العشرات
تظاهر مئات السعوديين في القصيم والرياض، امس، احتجاجا على عدم إفراج السلطات عن معتقلين، فيما ردت قوات الأمن باعتقال عشرات الرجال بعد تنظيم احتجاج قرب سجن في القصيم وسط البلاد، للمطالبة بالإفراج عن أقاربهم.
وقال متظاهرون ونشطاء في الدفاع عن حقوق الإنسان إن قوات الأمن السعودية اعتقلت عشرات الرجال بعدما نظموا احتجاجا قرب سجن في منطقة القصيم وسط البلاد للمطالبة بالإفراج عن أقاربهم. وأضافوا أن الاعتقالات تمت بعدما طوقت الشرطة المحتجين، ومن بينهم نساء وأطفال، في منطقة صحراوية خارج السجن وأبقتهم من دون طعام أو ماء قرابة يوم.
ويقع سجن «الطرفية» في الصحراء على بعد 15 كيلومترا من أقرب القرى، و400 كيلومتر شمال الرياض. ولم تشهد السعودية اضطرابات كالتي شهدتها دول «الربيع العربي» في العام الماضي بعد أن أنفقت بسخاء على الرعاية الاجتماعية وأصدرت فتوى بمنع التظاهرات، كما أصدرت أحكاما بسجن نشطاء.
وتقول السلطات السعودية إن أقارب المحتجين محتجزون جميعا لأسباب أمنية، لكن الأقارب يقولون إن بعضهم محتجزون بسبب أنشطتهم السياسية، ولم توجه إليهم أي اتهامات. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن المتهمين بجرائم «مرتبطة بالإرهاب» يلقون محاكمات نزيهة. وأضاف «في ما يتعلق بتجمهر عدد محدود من أقارب المعتقلين عند أحد السجون فقد تم احتجازهم وفقا للإجراءات القانونية، وسيتم التعامل معهم إذا ثبت انتهاكهم للقوانين».
وقال نشطاء إن الشرطة المسلحة بالدروع والهراوات أقنعت المحتجين عند السجن بالعودة إلى منازلهم، وقالت لهم إن رسالتهم وصلت، وسيُنظر في مطالبهم. وقالت ريما
الجريش، وهي محتجة زوجها في السجن، «عندما غادرنا تبعت قوات الطوارئ سياراتنا وطاردتنا وأوقفتنا واعتقلت الرجال». وأضافت «شاهدتهم يقبضون على خمسة، وعندما حاولت التدخل دفعوني وضربوني بعصا». وأشارت إلى أن عشرات الرجال اعتقلوا وأخذوا إلى مكان غير معلوم.
وأشارت الجريش إلى وجود «ما لا يقل عن 30 ألف معتقل» في السعودية حيث تؤكد السلطات عدم وجود معتقلين سياسيين في سجونها. وأضافت انهم «يحتفلون باليوم الوطني وأزواجنا في السجون يخضعون للتعذيب من دون توجيه أي تهم أو محاكمات». واحتفل السعوديون أمس الأول باليوم الوطني الثاني والثمانين.
وانتهى الاعتصام بعد أن وصلت إلى المكان أربع حافلات تقل قوات أمن معها دروع وهراوات. وقالت الجريش، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، «جاء عناصر قوات الأمن قائلين وصلت رسالتكم والآن تفرقوا، فغادرنا المكان». وأضافت «لكننا فوجئنا بحاجز لقوات الطوارئ على مسافة كيلومتر أو أكثر عند النقطة الخارجية لسجن الطرفية (400 كيلومتر شمال الرياض) وتعرض عناصره لنا بالضرب بالعصي الكهربائية كما اعتقلوا خمسة شبان».
وفي الرياض، تظاهر عشرات المحتجين أمام هيئة حقوق الإنسان السعودية، المرتبطة بالحكومة، مطالبين بالإفراج عن أقاربهم المسجونين. وقال محتج «نحن أهالي المعتقلين ونطالب بحقوق الإنسان المنتهكة بالكامل». وأضاف «هناك معتقلون معذبون وآخرون انتهت محكومياتهم وآخرون لم يحاكموا، وأناس لديهم أحكام براءة ولم يفرج عنهم».
إلى ذلك، وصل الملك السعودي عبد الله الى المدينة المنورة آتياً من المغرب. وسيضع الملك الحجر الأساس لتوسعة المسجد النبوي في المدينة المنورة.
وكان الملك السعودي قد غادر إلى الدار البيضاء في زيارة خاصة في 27 آب الماضي. وتعود آخر زيارة قام بها إلى المغرب إلى مطلع العام 2011، حين أمضى فترة نقاهة بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين في الظهر في نيويورك. وقبل مغادرته السعودية، أوكل الملك لولي العهد الأمير سلمان إدارة شؤون البلاد في غيابه.