تضامن يمني مع لبنان.. عبثية الحرب أخرجت الإستكبار السعودي عن العقلانية
موقع العهد الإخباري-
سراء جمال الشهاري:
في زمن الإستعباد الإمبريالي بات قول الحقيقة جريمةً كبرى قائلها يُجرّم ويحاسب، ومتبنيها يُخاصم ويُعاقب. لم يتجاوز تصريح وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي عبارة “أن الحرب على اليمن عبثيةٌ ويجب أن تتوقف”، فهاجت عليه السعودية وعلى لبنان بحرب عبثية لا مبرر لها ولا طائل منها.
يرى وكيل وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ الوطني ورئيس المركز الإعلامي لأنصار الله الأستاذ نصر الدين عامر في تصريحٍ خاصٍ لموقع “العهد” الإخباري أن “موقف السعودية المتشنج أثبت أنها دولة مستكبرة ومتعالية وأيضًا غبية في اختلاق الذرائع بشكل مكشوف، كما فعلت في ذريعتها للعدوان على اليمن تحت عنوان الشرعية، ومع قطر تحت عنوان خبر نشر في وكالة الأنباء القطرية، والآن مع لبنان تحت عنوان تصريح وزير الاعلام قرداحي، ولكن ما كشفه هذا التصريح هو أن السعودية تعاني من فقدانٍ للتوازن بسبب هزائمها المتكررة في اليمن”.
لقد أبرق النظام السعودي وأرعد، وسارع إلى اتهام الجمهورية اللبنانية بأكاذيب وأباطيل، وربط الحابل بالنابل، كي يخلق أعذاره الكسيحة لمواقفه العوجاء تجاه لبنان. فما الذي جعل النظام السعودي يتجاوز المنطق ويتخذ كل تلك الإجراءات والسلوكيات؟
هذه الهيستيريا السعودية السياسية والديبلوماسية وحتى الاقتصادية المتشنجة تجاه لبنان كانت لها مآرب أخرى. في هذا الاطار يقول عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ عبد الوهاب المحبشي لـ”العهد” إن “تصرفات السعودية ليست ردة فعل على كلام قرداحي أبدًا. لقد كشفت موقف النظام السعودي ونزعته لإفشال أي حكومة لبنانية، وسعيه لتلغيم الوضع الداخلي في لبنان”.
تضامن يمني مع لبنان.. عبثية الحرب أخرجت الاستكبار السعودي عن العقلانية
عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ عبد الوهاب المحبشي
* الحرب العبثية على اليمن توصيف دولي معروف
يؤكد الأستاذ نصر الدين عامر أن “توصيف قرداحي للحرب بأنها عبثية هو توصيف دولي معروف ولكن النظام السعودي لم يعد يستطيع التحكم بقراراته وانفعالاته، أما توصيفنا لهذه الحرب فهو أنها حرب اجرامية خبيثة، ودفاعنا أمامها هو دفاع مقدس”.
تداعت المواقف الخليجية للاصطفاف مع السعودية، ولا يبدو أن هذا الاصطفاف كان عن قناعة بشرعية وأهداف استمرارها ضمن حرب التحالف. يُعلق المحبشي على هذا التضامن الخليجي بالقول “للأسف هناك أنظمة في الخليج أصبحت مجرد أدوات ملحقة بالموقف الرسمي السعودي، وذلك نتيجة افتقارها للشرعية والدعم الشعبي الداخلي وارتهانها للخارج”.
تضامن يمني مع لبنان.. عبثية الحرب أخرجت الاستكبار السعودي عن العقلانية
وكيل وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ الوطني ورئيس المركز الإعلامي لأنصار الله الأستاذ نصر الدين عامر
لم تتحرك المنظمات الدولية الراعية والمدافعة عن حقوق الصحافة والإعلام أمام التسلط والتدخل السعودي، وكأن الأمر لا يعنيها وليس ضمن اختصاصاتها، وكما تركت المنظمات الحقوقية أطفال اليمن لنيران العدوان الأمريكي السعودي، تركت قرداحي وتركت لبنان والشعب اللبناني يواجه غطرسة السعودية كذلك.
يوضح وكيل وزارة الإعلام لحكومة الإنقاذ الوطني خلفيات هذا التجاهل والتواطؤ لدعاة الحقوق لموقع “العهد” الإخباري “كل المنظمات التي ترفع شعار الدفاع عن حرية الرأي لا تملك حرية الرأي أصلاً، بل هي مرهونة للمال السعودي وللنفوذ الأمريكي. ولذلك هي لن تُصنف تصريحات وزير الاعلام اللبناني ضمن حق حرية التعبير، لأنها لا تنسجم مع توجهات هذه المنظمات المشبوهة”.
تحرّك الإعلام العربي والدولي ضمن الحرب الإعلامية الشعواء التي قادها النظام السعودي ضد لبنان، والبعض التزم الصمت والخنوع، كي لا يزعج السعودية وأربابها. لذلك، يؤكد الأستاذ عبد الوهاب المحبشي لـ”العهد”أن “وسائل الإعلام والمؤسسات الإعلامية لم تقم بأي دور بمستوى الاستهداف السعودي للبنان عدا عددٍ ضئيل جدًا من المؤسسات الإعلامية الحرة”.
لقد واجه الإعلام المقاوم الحر الحملة الإعلامية الشرسة التي تحركت فيها المكينة الإعلامية الضخمة للنظام السعودي الصهيوني، ونشط بما استطاع لتبيين الحقيقة المحاربة.
وبعيدًا عن الجدل السياسي والفوضى الإعلامية والحقوقية الممنهجة من قوى الاستكبار في العالم، ناصر الشعب اليمني من ناصره، ورفع شعارات التأييد لجورج قرداحي في مختلف شوارع العاصمة، ونظّم برامج إعلامية مختلفة للدفاع عمن دافع عنهم بقول جزءٍ من حقيقة ما يجري في اليمن في مختلف وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء.
يؤكد الأستاذ نصر الدين عامر لموقع “العهد” الإخباري “الشعب اليمني دائمًا يقدر كل موقف يسانده، والوزير قرداحي تعرض لهجمة ظالمة”.
ويضيف وكيل وزارة الإعلام بحكومة الإنقاذ الوطني لموقع العهد الإخباري “سنتحرك دائمًا وأبدًا لزيادة التنسيق ورفع وتيرته بين أبناء هذه الأمة، وخاصةً أبناء محور الجهاد والمقاومة، وتطوير تلك العلاقات وتوحيد المواقف والصفوف، وهذا واجب ديني قبل أن يكون أهمية استراتيجية”.