تصعيد إسرائيلي خطير
صحيفة البيان الإماراتية ـ
رأي البيان:
يبدو جلياً أن التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة عبر عدوان جديد، يندرج في إطار تصعيد شامل ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وهو يطال ليس فقط قطاع غزة أو الضفة أو القدس، بل أيضا الكل الفلسطيني.
وهذا التصعيد ليس بمعزل عن الجبهات الأخرى، فتهويد الأقصى تزايدت وتيرته في الفترة الأخيرة، وكأن دولة الاحتلال في سباق مع الزمن لفرض الأمر الواقع، قبل أن يحدث ما يمكن أن ينصف الفلسطينيين ولو قليلا، فشددت حصارها على المسجد الأقصى، وسمحت لمتطرفين بأداء طقوس لهم داخل الحرم القدسي، ناهيك عن اقتحام قوات الاحتلال المتكرر لباحات المسجد والاعتداء على المصلين فيه، في خطوات يبدو أنها تمهد لتقسيمه. وهذا ما استوقف الفلسطينيين ودفع رئيس السلطة محمود عباس للتقدم بطلب رسمي من العاهل المغربي، لعقد اجتماع للجنة القدس لمناقشة الإجراءات الكفيلة بحماية الأماكن الإسلامية المقدسة في المدينة، وعلى رأسها المسجد الأقصى والمرافق التابعة له.
وحملة التصعيد الإسرائيلية هذه، تشمل الإعلان بشكل شبه يومي عن مخططات جديدة للاستيطان في الأراضي المحتلة، ومواصلة توسيع المخططات الاستيطانية السابقة، ناهيك عن حملة التحريض الإسرائيلية السافرة ضد القيادة الفلسطينية وضد الرئيس محمود عباس شخصيا.
لقد حان الوقت كي يتحرك العالم بأسرة ويفهم إسرائيل أن الشعب الفلسطيني لا يمكن إلا أن يتمسك بحقه في العيش بحرية وكرامة، ولا يقبل أن تتحكم إسرائيل أو غيرها بمستقبله ومصيره، ولا أن يواصل المستوطنون غطرستهم، ويجب أن يفهم الجميع أن هذه الممارسات الإسرائيلية سوف تدفع المنطقة كلها نحو الانفجار، الذي لن يكون أحد بمنأى عن تداعياته الخطيرة.
لقد بات واضحا للعالم أجمع أن ما يسمى عملية السلام، لم تصل فقط إلى طريق مسدود، بل إن مواقف وممارسات إسرائيل أثبتت مجددا عدم مصداقيتها في السعي للسلام، في الوقت الذي تطلق فيه العنان لمدفعيتها وطائراتها الحربية لقتل الفلسطينيين وإرهابهم في قطاع غزة، ولاعتداءات مستوطنيها في الضفة الغربية ضد المدنيين العزل وابتلاع أراضيهم بمصادرتها وتقطيع أوصالها وبناء المستوطنات عليها.