تصريح بإستباحة لبنان ونفطه وغازه وثرواته
جريدة البناء اللبنانية-
شوقي عواضة:
لم تحرّك خروقات العدوّ للسّيادة اللّبنانيّة برّاً وجوّاً وبحراً حفيظة الرّئيس نجيب ميقاتي وحرصه الشّديد على السّيادة اللّبنانيّة، ولم تستنفر أمنيات السّفير بوحبيب في وجه العدوّ واعتداءاته، بل انتهجا سياسة الوهن والضّعف وإعطاء العدوّ فرصةً أكبر للانقضاض على لبنان وثروته النّفطيّة، وانتهجا نفس المسار الذي اتبعه رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، فرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجيّة اللّبنانيّ السّفير عبد الله بو حبيب اتخذا مواقفَ منفردة صدرت عنهما دون استشارة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون المنزعج من الموقف الواضح لميقاتي وبوحبيب ضدّ المقاومة، وهو نفس الموقف الذي اتخذه السنيورة حين قرّر بشخصه ودون الرّجوع لرئيس الجمهوريّة آنذاك الرّئيس العماد إميل لحود ودون دعوة مجلس الوزراء حينها للانعقاد والتّشاور حول ترسيم الحدود متخذاً القرار منفرداً في العام 2007 ليوفد مدير عام النّقل البريّ والبحريّ عبد الحفيظ القيسي إلى قبرص مفاوضاً حول الحدود البحريّة اللّبنانيّة القبرصيّة التي انتهت بتحديد (النّقطة 1) كأساسٍ لحدود لبنان البحريّة القبرصيّة وتفويض قبرص بالتّفاوض مع الكيان الصّهيوني على حدود لبنان البحريّة دون تكليفٍ رسميٍّ وقانونيٍّ من السّلطات اللّبنانيّة.
وعلى نفس النّهج تتجه حكومة الرّئيس ميقاتي ووزارة الخارجيّة التي يبدو أنّها أذعنت لحملة التّهويل الأميركيّة “الإسرائيليّة” التي تشنّها السّفيرة الأميركيّة في بيروت دوروثي شيا لتلاقيها تهديدات قيادات العدوّ الصّهيوني وفي مقدّمتهم رئيس الحكومة المؤقت يائير لابيد الذي يحاول تجيير معركة النّفط مع لبنان لاستثمارها سياسيّاً في داخل الكيان. بعد عمليّة سلاح الجوّ للمقاومة التي نفّذتها ثلاث مُسيّرات مختلفة فوق حقل كاريش المتنازع عليه.
مواقف الرّجلين توحي بما يُحاك حول الكواليس في ظلّ زيارة الرّئيس جو بايدن إلى المنطقة حاملاً أولويّاته وهي التّطبيع مع الكيان الصّهيوني والطّاقة في العالم في ظلّ الحرب الرّوسيّة الأوكرانيّة، وفي هذا السّياق لا بدّ من استحضار الدّور الخليجي وتحديداً السّعودي الإماراتي الذي تخطّى مهمّة تذليل العقبات على السّاحة العربيّة والتّسريع في عمليّة التّطبيع ليوكل إليها مهمّات جديدة وفقاً لما يلي:
1 ـ استهداف المقاومة وسلاحها وخلق بيئةٍ لبنانيّةٍ مناهضةٍ لها والتّحريض عليها.
2 ـ إضعاف موقف لبنان أمام العدوّ من خلال ما يمارسه النّظام السّعودي بتوجيهاتٍ أميركيّةٍ “إسرائيليّةٍ” وخلق مجموعات ضغطٍ سياسيٍّ في مراكز القرار.
3 ـ إبقاء لبنان رهينة العقوبات الأميركيّة لابتزازه وإخضاعه لمعسكر صفقة القرن وحرمانه من حقوقه النّفطيّة.
رغم كلّ ذلك ووسط كلّ الإحباط السّياسي والضّغط الاجتماعيّ كشفت عملية استطلاع طائرات المقاومة المُسيّرة وهن قوّة العدوّ الصّهيوني رغم كلّ ما اتخذه من إجراءاتٍ دفاعيّةٍ عجزت عن منع وصول الطّائرات المُسيّرة إلى حقل كاريش وباعتراف إعلام العدوّ وقياداته فتحت عنوان تداعيات هجوم المقاومة الإسلاميّة الأخير بالطّائرات المُسيّرة فوق حقل كاريش نشرت صحيفة “معاريف” الصّهيونية خلاصة استنتاجات قيادة العدوّ التي اعترفت بعجز طائرات f35 من اعتراض مُسيّرات المقاومة وإصابتها، وهذا يعني أنّ المقاومة قادرةٌ على الوصول لأيّ هدف تحدّده وتستهدفه، وأمّا العقيد في الاحتياط يوسي لانجوتسكي فأعلن أنّه بعد محاولة حزب الله الهجوم بالطّائرات المُسيّرة الثّلاث بدون طيّار واعتراض الجيش “الإسرائيلي” لها ثمّة احتمال قائم بنجاح إصابة منصّة كاريش في المرّة المقبلة وهذا أمرٌ خطيرٌ، وقال لجولان يوكفاز وعنات دافيدوف: “لو أصيبت منصة (كاريش)، لكان من الممكن أن تكون خطيرةً للغاية. وهذا يعني اعترافاً واضحاً بقدرات حزب الله والمقاومة التي لم ولن تتخلّى عن حقوق لبنان وأنّ الرّسائل التي حملتها الطّائرات المُسيّرة أصابت أهدافها في عمق القيادة العسكريّة والسياسيّة للكيان الصّهيوني المؤقّت…
لكن للأسف لم يقرأها جيّداً الرّئيس ميقاتي ولا وزير خارجيّته رغم ما حملته تلك الرّسائل السّياديّة من رعب باعتراف العدوّ يصرّ بعض الدّاخل اللّبناني على سياسة الرّضوخ والانهزام لأميركا والكيان الصهيوني، وما يؤكد ذلك ما أعلن من مواقف لا تخدم لبنان ولا تساهم إلّا بإضعافه وإعطاء المزيد من المبرّرات للعدوّ “الإسرائيلي” لاستباحة لبنان ونفطه، وهذا ما لن يتحقّق بوجود المقاومة التي لن يثنيها عن استعادة الحقوق اللّبنانيّة سياسة الانصياع والخنوع والآتي من الأيّام سيثبت أنّ حقوق لبنان لا تصان إلا بالقاعدة الذّهبية التي أرساها الرّئيس العماد إميل لحود وهي الجيش والشّعب والمقاومة…