تصدع تحالف العدوان على اليمن * الغزو البري بين الخوف والرفض!
صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
لم يعد التحالف العدواني الاقليمي الذي يقوده نظام آل سعود متماسكا، والشركاء الكبار فيه خائفون، ولم يحسموا موقفهم بعد من الغزو البري لليمن، وأسباب ذلك كثيرة، فلجأوا الى المماطلة، والبحث عن سلالم النزول” فتركيا تعيد قراءتها للاوضاع ، بعد تطورات هامة شهدتها المنطقة، والباكستان تدرس الطلب السعودي ومصر تقف في المنطقة الرمادية، وساحات الدول الثلاث تعيش مشاكل داخلية صعبة، سوف تدرسها الانظمة القائمة خشية الانزلاق والتورط ، والسعودية نفسها تخشى الزج بابنائها الى الاراضي اليمنية.
هذه المواقف، كلها دلائل واضحة تؤكد اقتراب انفراط عقد هذا التحالف الذي أقيم على عجل على يد النظام السعودي وهو أبعد ما يكون عن الحكمة، ودراسة التاريخ واستخلاص العبر، معتقدة أن التلويح بالمال سيجلب ويحقق لها كل ما تتمناه وترغب به.
تقول دوائر دبلوماسبة لـ (المنــار) أن كل ساحة في هذا التحالف العدواني تعاني من مشاكل داخلية، ومصالحها تفرض عليها اعادة التفكير والحسابات خوفا من التورط في المستنقع اليمني، والانظمة الحاكمة في دول التحالف المذكور تخشى تحركات جماهيرية وانتفاضات شعبية في حال انساقت وراء حكام آل سعود، الذين يعتقدون بأن خزائن المال ستدفع بعدد من الدول الأعضاء في التحالف الى ارسال أبنائها لحرب برية، مجهولة النتائج، وقد تحمل معها العديد من المفاجآت.
ويلاحظ، أن الدول الرئيسة في التحالف السعودي لم تعد متحمسة للمشاركة في المخطط السعودي، والتورط في هجوم بري على اليمن، يعيد جنودها الى أوطانهم قتلى في صناديق خشبية. وهنا، ماذا يمنع مواطنو هذه الدول من الخروج الى الشوارع في ثورة غاضبة تطيح بالانظمة الحاكمة.
انه بداية التصدع في التحالف العدواني الذي لم يعد متماسكا وأكبر دليل على ذلك، تحركات ومواقف بعض الدول كمصر وتركيا والباكستان، فمصر ما تزال في المنطقة الرمادية، التصريحات والاقوال مطمئنة للنظام السعودي، لكن، خطوات على الأرض تترجم هذه الأقوال لم تتخذ بعد. في حين بدأت تركيا تحركا سياسيا بدأته بزيارة أردوغان لطهران للبحث عن حل للتدهور الحطير في اليمن جراء مواصلة نظام آل سعود عدوانه البربري على أبناء الشعب اليمني، وهو نظام يخشى ارسال جنوده لقتال بري على ارض اليمن، ويطلب من غيره التورط في المستنقع اليمني. أما الباكستان، فما يزال موضوع مشاركتها الفعلية وتحديدا في الغزو البري يتأرجح بالرفض والقبول، والامر أمام المؤسسات الدستورية لتحسم الموقف، وحجم تأثير ذلك سلبا على الوضع الداخلي الصعب في الباكستان.
انه التصدع الذي اتضح مبكرا، كما تقول الدوائر الدبلوماسية.