تصاعد خطاب العنصرية والكراهية ضد السوريين في تركيا.. ماذا يفعل الائتلاف؟
وكالة أنباء آسيا-
رزان الحاج:
أثار ما تعرضت له المسنة السورية ليلى محمد بالركل على وجهها من قبل رجل تركي عنصري في مدينة غازي عنتاب. استياء وغضب شديدين بين أوساط السوريين.
وتصاعد خطاب العنصرية والكراهية ضد السوريين في تركيا مؤخرا بشكل كبير ، لتكشف حادثة المسنة عن أقبح وجوه الكراهية المتزايدة على ما يبدو بين الأتراك تجاه اللاجئين بفعل الاستخدام السياسي لملف اللاجئين السوريين من أجل الانتخابات العامة في تركيا الصيف المقبل.
المشهد الموجع الذي تداوله سوريون وعرب وغيرهم من النشطاء يضاف إلى قائمة طويلة من “الاعتداءات العنصرية” التي يتعرض لها السوريون في تركيا.
ويرى حقوقيون ان ظاهرة العنصرية ضد السوريين تنامت في الفترة الأخيرة بالتزامن مع اقتراب الانتخابات التركية المقبلة منتصف العام المقبل، وهو وضع أصبح نموذجيا يبدو مع كل حالة انتخابية في تركيا، سواء كانت انتخابات محلية على مستوى البلديات أو على المستوى الرئاسي.مشيرين الى أن هذه الظاهرة تعتمد على ثلاثة عناصر أساسية؛ الأولى أن الشخصيات والتيارات في تحالف المعارضة التركية كانت ولا تزال تحرض على خطاب الكراهية والتمييز العنصري ضد اللاجئين في تركيا.
أما العنصر الثاني وفق الحقوقيين، هو غياب دور الحكومة التركية في استجواب ومعاقبة ومحاكمة كل من يسيء إلى اللاجئين السوريين ويحرض عليهم، حيث تعاملت الحكومة التركية في السنوات الماضية باللامبالاة تجاه السوريين هناك، وهذا هو الدور الأبرز الذي لعب في تنامي ظاهرة العنصرية ضد اللاجئين السوريين. أما العنصر الثالث فيتمثل بغياب دور مؤسسات وهيئات ولجان المعارضة السورية المتواجدة في تركيا، بالإضافة إلى غياب دور المنظمات المدنية السورية العاملة في تركيا، بمعنى أنها بعيدة ومنفصلة عن واقع اللاجئ السوري.
من جانبهم، كتب عدة شخصيات معارضة سورية رأيهم حول الحادثة، فشن عليهم السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة انتقادات واسعة على كلامهم، انطلاقا من اعتبارها حفلات تملق ونفاق للأتراك على حساب العنصرية المتزايدة والظلم الذي يتعرض له السوريون في تركيا.
فكتب رئيس “الائتلاف الوطني” المعارض الذي تدعمه أنقرة، سالم المسلط، عبر حسابه الشخصي على منصة “تويتر” يوم أمس، “تواصلنا مع عائلة السيدة ليلى محمد التي تعرضت للاعتداء في غازي عنتاب أمس، للاطمئنان على وضعها الصحي، ما حصل يمسنا جميعا ولا يمكن القبول به، ونحذر من الشخصيات التي تستغل مواقع التواصل الاجتماعي للإساءة للعلاقة بين الشعبين الشقيقين”.
وانتقد الناشطون السوريون حديثه، بالقول: “من يسيء للشعبين هو من يرتكب مثل هذه الأفعال التي أدانها كل تركي محترم”.
من جانبه، استنكر عضو الهيئة العامة لـ”الائتلاف”، فراس مصري، تعاطف السوريين مع السيدة ليلى محمد فصب عليه متابعون سوريون جام غضبهم بتعليقات انتقادية على مواقع التواصل الاجتماعي. ليقوم بعد ذلك عضو الائتلاف بحذف منشوره من منصة “فيسبوك”.
كما وأصدر “المجلس الإسلامي السوري” بيانا حول “الاعتداء العنصري على المرأة السورية في مدينة غازي عنتاب التركية”، حيث انتقد سوريون البيان الصادر من المجلس واعتبروه خطابا غير كاف وغير مبرر ولا يحمل أي دفاع حقيقي عن اللاجئين السوريين في تركيا.