تشييع الفنان الشهيد ياسين بقوش.. زملاؤه: ظاهرة وصاحب مسيرة إبداعية
وكالة الأنباء السورية ـ سانا:
شيعت الأوساط الفنية والشعبية اليوم من مستشفى المجتهد بدمشق الفنان ياسين بقوش الذي استشهد مساء يوم الأحد الماضي إثر سقوط قذيفة أطلقتها مجموعة إرهابية مسلحة على سيارته أمام منزله في مخيم اليرموك بدمشق.
وبعد أن صلى على جثمانه الطاهر في جامع الشيخ محي الدين بن عربي جال موكب التشييع في شوارع دمشق وتوقف أمام مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المكان الذي عمل فيه الفنان الراحل سنوات طويلة حيث قرأ لفيف من زملائه الفنانين والعاملين في الهيئة الفاتحة على روحه قبل أن يتوجه الموكب إلى مقبرة التغابني حيث ووري جثمانه الثرى.
وعبر عدد من زملاء الفنان الشهيد عن حزنهم لفقدان هذا الفنان الكبير صاحب الكركتر الخاص الذي ظل حاضرا لسنوات في وجدان وعقول الجمهور السوري والعربي.
وقال الفنان محسن غازي في تصريح لوكالة سانا: “شيعنا اليوم صاحب المسيرة الإبداعية المتميزة المرحوم الزميل ياسين بقوش الذي ترك برحيله فراغا لا يستطيع أحد ملأه لأن التميز والخصوصية كانتا أهم سماته خلال هذه المسيرة التي لا يستطيع أحد ملامستها”.
وأضاف: إن الراحل المبدع سيطر على وجدان المشاهد العربي عامة والسوري خاصة وسيبقى ساكنا هذا الوجدان معتبرا أن الفنان الراحل ظاهرة وحالة مستمرة وقد كان بمثابة المدرسة التي كان من ضمن ملامحها المشهد التربوي والاجتماعي وبالتالي كان مربيا بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى فالحزن شديد برحيله جسدا لكن روحه تتصف بالخلود واسمه سيبقى محفورا على مر الأيام.
أما المخرج والفنان مازن لطفي فقد تحدث عن التاريخ الفني للفنان بقوش قائلا إنه “من رعيل الخمسينيات في الحركة الفنية السورية بدأ مع المسرح الحر وفرقة الراحل عبد اللطيف فتحي قبل أن يتم تعيينه في مسرح العرائس التابع لوزارة الثقافة… اكتشفه القصاص الشعبي حكمت محسن وأشركه معه في سلسلة إذاعية كانت بعنوان متعب أفندي حيث كانت المحطة الإذاعية الأولى له وبعد هذه الفترة انتقل إلى المسرح القومي”.
وأضاف أن الفنان الراحل كان الصديق والإنسان الذي صمد في وجه الفقر ولم يطلب لقمة عيش من أحد فهو ذلك الفنان المعطاء الذي أهمله المنتجون والمخرجون في العشرين عاما الأخيرة من حياته ما دفع به ليعمل ممثلا للأدوار الثانية والثالثة في الإذاعة وأنا كمخرج وفنان لي عتب على هؤلاء الذين أإهملوا هذا الكركتر الفريد من نوعه شكلا ومضمونا.
وتابع أن ياسين بقوش على بساطته في أدواره الفنية كان فنانا مثقفا يقرأ كثيرا وكثيرون لا يعرفون ذلك عنه وعندما كنا نجلس مع ياسين كنا نكتشف بأنه مثقف عتيق وفنان عتيق عاصر الكثيرين وأعطى الكثير.
وأضاف لطفي: لقد عمل معي الفنان ياسين بقوش في أعمال إذاعية كثيرة من أهمها المسلسل الاذاعي الكوميدي أهل وجيران وقد شارك فيه بشخصية متفردة إلى جانب مجموعة من الفنانين الكبار كاللبنانيين أحمد الزين وسميرة بارودي ومن سورية ناجي جبر وفنانين آخرين.
وخاطب لطفي صديقه الراحل قائل: “لن ننسى أعمالك التي تركت من خلالها محطات هامة في سجل الدراما السورية الكوميدية فأنت واحد من أولئك العمالقة الذين أرسوا الكوميديا السورية سينمائيا ومسرحيا وتلفزيونيا أما في الإذاعة فانت لم تأخذ حقك كما يجب وقد حاولت أنا كمخرج أن تكون معي كما حاول زملائي أيضا محمد الغزاوي وحسن حناوي لكننا مهما فعلنا لك فنحن مقصرون بحقك فأنت فنان أصيل.
بدوره لفت البير مخول أمين سر فرع نقابة الفنانين بدمشق إلى أن الفنان الراحل هو أحد الأركان الهامة في الدراما السورية حيث تخصص بشخصية مستقلة تماما استطاعت أن تدخل قلوب الجماهير العربية والجماهير السورية ..عاش فقيرا ومات فقيرا لكنه كان غنيا بفنه وحبه للآخرين وحب الآخرين له وكان ممتهنا لصناعة المحبة.
أما الفنان عبد الرحمن أبو القاسم فقال “إن الفنان بقوش ذاكرة فنية لهذا الزمن الذي نعيشه ومحطة من محطات الدراما السورية فقد غادرنا بجسده إلا أن روحه ما زالت تعيش بين ظهرانينا “.
وأكد أن الفنان بقوش كان واحدا من أعلام الدراما السورية ترك مجموعة من الأبناء المميزين المهتمين بالحراك الثقافي والسياسي والمعرفي.
يذكر أن الفنان الراحل اشتهر بأعماله الكوميدية بدور شخصية ياسين وهي شخصية الإنسان البسيط الساذج و ينتمي بقوش إلى جيل مؤسس الكوميديا السورية، الذي انطلق في بداية ستينيات القرن الماضي مع أقطاب الكوميديا السورية دريد لحام ورفيق سبيعي وناجي جبر ونهاد قلعي وغيرهم.
قدم عشرات الأعمال التلفزيونية السينمائية الكوميدية،مثل صح النوم ملح وسكر وفي السنوات الأخيرة شارك في عدد من الأعمال الكوميدية والتاريخية ومنها ما اعتمد عليه كممثل رئيسي مثل ياسين تورز وياسين في المطبخ وشارك بدور حاخام يهودي في المسلسل التاريخي سيف بن ذي يزن كما شارك في بطولة مسرحيات كوميدية قدمت على مسارح العاصمة السورية دمشق .. متزوج ولديه 11 ولدا.