تسوية الغوطة في خواتيمها.. والمعارضة تنشر تفاصيل الاتفاق
وصلت التسوية إلى الجيب الجنوبي من الغوطة في عربين، ووافق «فيلق الرحمن» على التسليم بشروط التسوية، متخلياً عن مطالبه التي شملت الإجلاء نحو المنطقة الجنوبية.
وخلال الساعات الأخيرة من أمس الجمعة، دخل الجيش إلى حرستا، بعد استكمال خروج المسلحين من المدينة. 80 حافلة أقلّت على مدى يومين نحو 4386 شخصاً، بينهم 1403 مسلحين، إلى منطقة إدلب ومحيطها، عبر معبر قلعة المضيق، ليقفل بذلك ملف واحدة من أهم المدن التي سيطر عليها المسلحون في طوق العاصمة، والتي أغلقت الطريق الدولي بين دمشق وحمص لسنوات.
وجاء إعلان التوصل إلى تفاهم مع «فيلق الرحمن» بعدما كان الجيش قد سيطر على أكثر من نصف بلدة عين ترما. وشهدت الساعات الأولى لإعلان الاتفاق انسحاب مسلحي «الفيلق» و«هيئة تحرير الشام» من حي جوبر الدمشقي، نحو عربين. ومن المنتظر أن يبدأ اليوم السبت خروج نحو 7000 شخص، بمن فيهم المسلحون، بالتوازي مع تحرير عدد من المختطفين لديهم، وتسليم السلاح الثقيل وخرائط الألغام المزروعة في المنطقة.
ورغم بقاء دوما خارج قوسي التسويات الشاملة حالياً، فهي كانت البلدة الأنشط بالتعاون مع الجانب الروسي خلال الشهر الماضي، إذ خرج آلاف من المدنيين عبر معبر مخيم الوافدين، كما أجليت حالات طبية طارئة منها، وأخيراً وافق «جيش الإسلام» على عملية تبادل للمختطفين لديه، والمقدرين بنحو 3500 مختطف، مقابل إجلاء نحو 3 آلاف من المدنيين من أصحاب الحالات الصحية الحرجة.
وكان قد خرج من المدينة، بين يومي الجمعة والخميس، نحو 6550 شخصاً، ليصل العدد الإجمالي للخارجين عبر معبر مخيم الوافدين منذ آخر شهر شباط الماضي إلى أكثر من 21 ألف شخص، وفق الأرقام الرسمية التي أعلنها الجانب الروسي، فيما وصل إجمالي المغادرين من الغوطة وفق المصدر نفسه إلى نحو 103 آلاف شخص.
من جانبها، نشرت مصادر مقربة من لجنة التفاوض التي قابلت مندوبين روس، بنود الاتفاق بين روسيا وفصيل “فيلق الرحمن”، الذي جرى على جبهة جوبر قرب محطة عين ترما للوقود.
وتم الاتفاق بين اللجنة الممثلة لـ “فيلق الرحمن”، وهي منبثقة عن فعاليات مدنية وعسكرية، والجانب الروسي الممثل بالجنرال ألكسندر زورين.
وتنص على التزام جميع أطراف النزاع المسلح في الغوطة بوقف جميع الأعمال العدائية من تاريخ اليوم، 23 من آذار 2018، بضمانة روسيا الاتحادية.
ويضمن الجانب الروسي البدء بإخراج الجرحى والمرضى بشكل فوري إلى مشافي دمشق، عن طريق منظمة “الهلال الأحمر”، حسب رغبتهم، وضمان سلامتهم وعدم ملاحقتهم من قبل الحكومة السورية، وبعد تماثلهم للشفاء يتم تخييرهم بين العودة إلى الغوطة أو الخروج إلى الشمال السوري.
كما تضمن روسيا اتخاذ كل التدابير اللازمة لتحسين الحالة الإنسانية فورًا، وتسهيل دخول القوافل الإنسانية إلى المنطقة، وخروج من يرغب من العسكريين وعوائلهم بأسلحتهم الخفيفة بشكل آمن، ومرافقتهم من قبل الشرطة العسكرية الروسية حصرًا، على أن تكون نقطة الانطلاق من مدينة عربين، ونقطة الوصول قلعة المضيق في الشمال السوري.
ويحق للخارجين أن يصطحبوا معهم أمتعتهم الخفيفة ووثائقهم الشخصية وأجهزتهم الشخصية (لابتوب، موبايل، كاميرا)، إضافة إلى مدخراتهم المالية دون تعرضهم للتفتيش الشخصي.
وتضمن روسيا عدم ملاحقة أي من المواطنين المدنيين الراغبين بالبقاء في الغوطة من قبل أجهزة الحكومة السورية.
بالإضافة إلى نشر نقاط شرطة عسكرية روسية في البلدات التي تقع تحت سيطرة “فيلق الرحمن” حاليًا، والتي يشملها الاتفاق، وهي عربين، زملكا، عين ترما، جوبر.