تركيا وسورية …واحتمالات الحرب
صحيفة الديار الأردنية ـ
المحامي محمود الخرابشة:
تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان باستعداد بلاده لكل الاحتمالات مع سورية وبذات الوقت تطمينات امين عام “الناتو ” راسموسن بتوفير الحماية له ودعوته الى عدم التصعيد وضبط النفس واستمرار القصف المدفعي المحدود بين الدولتين يؤشر على ان الازمة السورية مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها الحرب الاقليمية والتي قد تتدحرج الى حرب عالمية ثالثة .
اردغاون تركيا لديه حسابات خاصة قبل اشعال الحرب فهو يريد ضمانات من واشنطن بالتدخل لصالحه ولا يرى كثيرآ في تصريحات امين عام الناتو بانها كافية خاصة وان الحلف متورط بحرب افغانستان ولدى قياداته حسابات داخلية واخرى دولية مرتبطة بالموقف الروسي ويخشى من المجازفة بالحرب ويبقى لوحده مما يعني مواجهة اوسع قد تدخل فيها ايران والاخطر عليه داخليا هو المعارضة واستغلال الاكراد تورطه لتكثيف العمليات ضد جيشه مما يعني احتمالات مواجهته لانقسام البلاد الذي تخطط له دوائر “اسرائيلية – امريكية ” منذ زمن .
“النظام السوري ” غير راغب باشغال الحرب لكنه ضاق ذعرآ من تصرفات الحكومة التركية باستمرارها في دعم المسلحين بالاسلحة الثقيلة وهو لن يبدأ الحرب نهائيآ رغم ان قواته تواصل بين الحين والاخر قصف المناطق الحدودية ولديه مشكلة داخلية لا يرغب في تصديرها الى الجوار فالورقة الكردية هي الحاضر الاقوى في اذهان الطرفين حال اشتعال الحرب , ولكل حساباته الداخلية والاقليمية والدولية .
واشنطن التي تتزعم حلف الناتو لم تتفوه باي عبارة حتى اللحظة عن تبادل القصف المدفعي السوري التركي , كما انها مستمرة بالصمت لتشجيع الطرفين على التصعيد ,فاللوبي الذي خطط لاشعال الحرب العراقية – الايرانية هو ذاته يدرس خيارات اشعال الحرب السورية – التركية و استفادته منها , ذلك الحسابات الامريكية – الاسرائيلية لا تتوافق بالضرورةمع المصالح الاوروبية ولا تتلاقى واهداف تركيا وبالتالي فان واضعي القرار النهائي لطريقة التصعيد واشعال النار يمررون تصريحاتهم لمعرفة المواقف الروسية والصينية والايرانية والعراقية , ذلك ان اقدام تركيا على دخول الاراضي السورية سيعجل باشعال الحرب بين الدولتين .
تركيا لن تتراجع عن دعم المعارضة وستواصل الرد بالقصف المدفعي وسورية لن تتراجع عن ملاحقة المسلحين وستواصل ضرب قواعدهم على الحدود ولن تبادر الى اشعال الحرب وتبقى المواقف الاقليمية والدولية وما تخطط له الادارة الامريكية بالتنسيق مع اسرائيل للاستفادة من نتائج حرب اقليمية يجري الترتيب لها لانهاك الطرفين واعادة تقسيم الخارطة الجغرافية لهما بما يعطي الاكراد ربما دولة لهم .