ترامب ومقبرة جنوده الجديدة
صحيفة كيهان العربي ـ
مهدي منصوري:
تتأكد يوما بعد آخر ما يشاع من ان ترامب يعيش ازمة نفسية حادة بحيث وصل فيها الى حالة من الهوس والجنون خاصة وان الاخبار المتواترة من الداخل الاميركي تشير الى ان بعض اعضاء الكونغرس وخاصة من حزب ترامب يتدارسون تقديم لائحة لاقالته وابعاده عن منصب الرئاسة، لانه وخلال فترة تسنمه للحكم ولهذا اليوم قد الت الاوضاع في الداخل الاميركي الى حالة من الفوضى والارباك خاصة عندما اظهر عنصريته الحاقدة اخيرا والتي ووجهت بالتظاهرات الاحتجاجية التي عمت الشارع الاميركي لهذا التصرف الاهوج، وعلى نفس المنوال فانه أربك السياسة الاميركية مع الحلفاء وبقية الدول من خلال التصريحات المتناقضة التي تخرج من البيت الابيض والخارجية والبنتاغون وغيرها من دوائر القرار في البيت الاميركي وكان أهمها تبديل اكثر من 11 مستشارا خلال فترة حكمه وهي ظاهرة غريبة على الادارات الاميركية السابقة.
وبالامس اعلن ترامب وبصورة غير مسبوقة وبخطوة غير مدروسة من انه سيزيد تعداد قواته في افغانستان وكأنه ليذهب بهم الى نزهة او سفرة سياحية في هذا البلد. خاصة وان الذريعة الواهية التي استند عليها ترامب هو محاربة “داعش”، رغم ان الجميع يدرك ان هذا التنظيم الارهابي ليس له اي وجود فاعل وحقيقي في هذا البلد هذا من جانب، ومن جانب آخر فان القوات الاميركية المتواجدة في افغانستان والتي لم تتجاوز المائة الف، لان اغلب الدول المتحالفة قد سحبت قواتها او قللت من اعدادهم لانهم لايقومون باي دور فاعل، بل انهم مسجونون في المعسكرات بحيث تفشت بينهم الامراض النفسية وحالات الكابة القاتلة، بالاضافة الى مااكدته التقارير ان الذين يذهبون في اجازة الى ولاياتهم لايعودون الى افغانستان.
واللافت في الامر ان ترامب سواء كان يعلم ام لايعلم من ان شعوب المنطقة لاتستطيع ولاترغب بتواجد قوات أجنبية على اراضيها، لانها تعتبر تواجدهم نوعا من الاحتلال غير المعلن، ولذلك فان هذا الامر سيقود هذه الشعوب الاستعداد لمواجهتها وطردها، وهو ماحدث في العراق.
لذلك فان الشعب الافغاني الذي تمكن ان يخرج العسكريين الروس رغم كل قدرتهم، فانه قادر اليوم ان يخرج الجنود الاميركان لانه يرفض اي نوع من انواع الاحتلال او الاستعباد وان لم يخرجوا فان افغانستان ستصبح مقبرة لهؤلاء الجنود، وما العمليات الانتحارية التي تطال الاميركان في معسكراتهم او خارجها الا دليل قاطع على هذا الرفض الشعبي الافغاني.
ولذا فعلى ترامب ان يتريث قليلا و يدرس الامر بدقة ويتعايش مع الواقع قبل ان يتهور ويرسل قواته الى محرقة تجعل من افغانستان مقبرة لجنوده.