تدهور الأزمة السورية يُرعب الأسواق
صحيفة الجمهورية اللبنانية ـ
طوني رزق:
أصبحت التطورات اليومية في سوريا الشغل الشاغل لوكالات الانباء العالمية. وانتقلت المخاوف من الأمن والسياسة الى الاقتصاد والمال ايضا.
باتت الأزمة السورية والضربة العسكرية التي تتجه الولايات المتحدة الاميركية الى تسديدها على خلفية استعمال النظام السوري للأسلحة الكيميائية الشبح المرعب الذي يُقلق الاسواق العالمية والاقليمية والمحلية. فالوضع في الشرق الاوسط سيئ للغاية قبل الحديث عن الضربة العسكرية. لكنه ازداد سوءاً مع اعلان الرئيس السوري انه سوف يقف الى جانب سوريا اذا ما تعرضت لأي ضربة عسكرية. غير ان الاقتصاد العالمي يتخوّف من التداعيات الاقتصادية التي سوف تلي الضربة العسكرية. هذه التداعيات السلبية سوف تؤثر اكثر في المناطق والدول التي تعاني من المشاكل الاقتصادية والمالية.
التأثير الاكبر سوف يسجل على مستوى اسعار النفط التي اتجهت في الولايات المتحدة الاميركية حاليا نحو الـ110 دولارات للبرميل. ويتوقع ان تبلغ مستوى 145 دولارا للبرميل لتعود وتختبر هذا المستوى المرتفع للمرة الثانية بعد العام 2008. وهذا ما قد يؤثر على نسبة التضخم في مختلف اقتصاديات العالم ويضعف قدرة البنوك المركزية على استمالة النمو الاقتصادي من خلال السياسات النقدية المعتمدة في السنوات الاخيرة وعنوانها المال الرخيص الذي تضخه في الاسواق. ويعرف المحللون الكبار جيدا انه قبل تصاعد الأزمة حول سوريا كان الجميع يترقب خريفاً قاسياً على المستوى الاقتصادي والمالي. وفي حين تحضر السعودية لملء اي فراغ في إمداد الغرب بالنفط من خلال زيادتها لحجم انتاجها اليومي فان المخاوف الحقيقية تبقى ومستوى التضخم.
اما في لبنان فحدّث ولا حرج. فالاقتصاد بات غير قادر على الاستمرار واي تصعيد عسكري وامني سوف يترك اثاره الدراماتيكية على اوضاع الكثير من المؤسسات الاقتصادية في البلاد.
السوق اللبنانية
تابعت اسهم شركة سوليدير انخفاضها امس مع تراجع اسهمها من الفئة (أ) بنسبة 0,36 في المئة الى 10,90 دولار، وانخفاض الفئة (ب) بنسبة 0,64 في المئة الى 10,82 دولار. وتراجعت ايضا اسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 0,67 في المئة الى 1,47 دولار، واسهم بنك بلوم العادية بنسبة 0,12 في المئة الى 8,26 دولار. واستقرت اسهم بنك بيروت المدرجة على 19 دولارا، واسهم بنك عودة العادية على 6,10 دولار، واسهم بنك بلوم فئة GDR على 8,50 دولار. كما استقرت اسهم بنك بيبلوس فئة العام 2008 على 100 دولار. وكان حجم التداولات الاجمالية في البورصة قد بلغ امس 173627 سهما قيمتها 1,12 مليون دولار اميركي. وسجل تبادل 34 عملية بيع وشراء تناولت ثمانية اسهم مختلفة.
في ختام التداولات الرسمية، تراجعت القيمة السوقية للبورصة بنسبة 0,16 في المئة الى 10,368 مليار دولار اميركي. وفي سوق القطع الاجنبي، استقرت اسعار تداول الدولار على 1514 ليرة لبنانية مع استمرار الاجواء الحذرة في اوساط المستثمرين في بيروت.
اسواق الصرف العالمية
تحول الدولار الاميركي للتراجع امس بعد ان جاءت تقارير الوظائف في الولايات المتحدة الاميركية دون التوقعات. وجاء تراجعه الاعلى في سبعة اسابيع حيث لم يضخ الاقتصاد الاميركي سوق القليل من الوظائف الجديدة خلال الشهر الماضي. ودفع ذلك الاسواق لتغيير اعتقادها بأن يقلّص الاحتياطي الفدرالي هذا الشهر حجم سياسات التحفيز الاقتصادي. وتراجع الدولار بنسبة 1,31 في المئة الى 98,79 يناً. كما تقدم اليورو بنسبة 0,29 في المئة الى 1,3158 دولار. وزاد الجنيه الاسترليني بدوره بنسبة 0,25 في المئة الى 1,5629 دولار. وجاءت نسبة البطالة في الولايات المتحدة 7,3 في المئة. وانخفض الدولار امس مقابل 15 عملة من اجمالي الستة عشرة عملة الاكثر تداولاً في الاسواق. وانخفض مؤشر قياس اداء الدولار الاميركي ماقبل سلة من عشرة عملات رئيسية بنسبة 0,5 في المئة الى 1033,16 نقطة. اما في كندا، ومع تحسّن مستوى الوظائف، ارتفع الدولار الكندي بشكل ملحوظ امس.
الاسهم العالمية
انخفضت اسعار الاسهم الاميركية امس في بورصة وول ستريت بعد تحذيرات الرئيس الروسي بشأن الضربة المحتملة على سوريا. وتراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0,66 في المئة الى 14839,10 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,56 في المئة الى 1645,79 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0,49 في المئة الى 3640,97 نقطة. وانخفضت الاسهم في البورصات الاوروبية بعد اعلان الرئيس الروسي بأن بلاده سوف تقف الى جانب سوريا وتدعمها في اي حرب عسكرية تشن ضدها. وتراجع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,27 في المئة الى 6514,53 نقطة. وهبط مؤشر داكس الألماني بنسبة 0,44 في المئة الى 8198,44 نقطة. وفي اليابان اقفل مؤشر نيكي في بورصة طوكيو منخفضا بنسبة 1,45 في المئة الى 13860,88 نقطة. اما مؤشر هانغ في بورصة هونغ كونغ فكان مرتفعا عند الاغلاق بنسبة 0,10 في المئة الى 22621,20 نقطة.
الذهب
في حين تراجعت الاسعار في بورصة الاسهم العالمية امس خوفا من تداعيات تصريحات الرئيس الروسي بقراره التدخل الى جانب سوريا اذا ما تعرضت لأي ضربة عسكرية. وكان ذلك دافعا لارتفاع الذهب والفضة اللذان لقيا دعما ايضا من ضعف ارقام الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة الاميركية. وعليه، ارتفع الذهب امس بنسبة 1,03 في المئة الى 1387,10 دولارا للاونصة. وزادت اسعار الفضة بنسبة 2,71 في المئة الى 23,885 دولارا للاونصة.
النفط
ارتفعت اسعار النفط العالمية في بورصة نيويورك ايضا امس مع تزايد التوتر العسكري بعد الموقف التصعيدي الذي اتخذته روسيا. وارتفعت بنسبة 1,41 في المئة الى 109,90 دولار للبرميل. كما زادت اسعار مزيج نفط برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,39 في المئة الى 115,71 دولارا للبرميل.