تدخل أميركي بالإنتخابات العراقية من بوابة “المجتمع المدني”
موقع الخنادق:
طالما تحاول الإدارات الأميركية المتعاقبة التدخل في شؤون دول المنطقة ومن بينها العراق، فبالتوازي مع الاحتلال الاميركي لبلاد الرافدين عملت الولايات المتحدة على نسج شبكة علاقات مع جهات عديدة داخل البلاد منها سياسية واعلامية واجتماعية وغيرها.
وقد عملت الولايات المتحدة الاميركية خلال السنوات الاخيرة داخل العراق كما في غيرها من ساحات المنطقة على ركوب “موجة” الجمعيات او ما يسمى منظمات المجتمع المدني بهدف خرق المجتمعات من الداخل وبصورة ناعمة بعيدًا عن الشعارات السياسية الواضحة والوجوه المعروفة.
وبالسياق، قالت مصادر عراقية متابعة إن “الاجهزة الاميركية المعنية تعمل عبر منظمات المجتمع المدني التابعة لها والمدعومة من قبل سفارتها في العراق، وذلك بهدف التأثير على شريحة من المجتمع العراقي لا سيما الشباب”، ولفتت الى ان “هذا الآداء الاميركي ترافق مع مخطط يقوم على الترويج الاعلامي للافكار المنوي اعتمادها لتحريض الناس وتجييشها”، وتابعت “أيضا استفادت الادارة الاميركية من الفساد المستشري في العراق خاصة خلال فترة الاحتلال، كما سهل المخططات الاميركية نشاط أتباع واشنطن لا سيما داخل إدارات الدولة ما ادى الى ازدياد مستوى البطالة والفساد الاداري والمالي وسوء الخدمات ومنع المشاريع والاستثمار وصولا لتعميم حالة الاحباط لدى فئة الشباب لدفعهم للمس بالاستقرار ومحاولة بث الفوضى في البلاد ليكون المحتل الاميركي هو المستفيد منها”.
ولفتت المصادر الى ان “اميركا تعمل جاهدة لربط العراق بالدول التابعة لها في المنطقة لابعاده عن محور المقاومة”، وذكرت ان “الاميركيين سعوا للوصول الى انتخابات مبكرة للاستفادة من الفوضى التي أحدثت في الشارع العراقي او ما عرف لاحقا بتظاهرات تشرين، في محاولة لركوب الموجة والسيطرة على القرار في البلاد”.
واعتبرت المصادر ان “الاداء الاميركي لن يصل الى مبتغاه على الرغم من الاموال الطائلة التي تصرف”، وذكرت ان “هناك العديد من الاسباب التي أفشلت المخطط الاميركي بالسيطرة على القرار العراقي منها: وعي غالبية القيادات والاحزاب وعامة الشعب العراقي للنوايا الاميركية وتمييزها العدو من الصديق، تمسك العراق بخيار المقاومة وثباته كجزء أساسي في محورها، عدم قدرة الاميركيين على تشكيل نواة صلبة وموثوقة تواجه القوى المقاومة والحية في الساحة العراقية لا سيما ان دماء الشهداء وخاصة أبناء الحشد الشعبي لم تبرد في مواجهة الجماعات الارهابية التي صنعتها واشنطن”، واشارت الى ان “حلفاء اميركا في الداخل العراقي أصيبوا بالخيبة لا سيما بعد الانسحاب بهذه الطريقة من افغانستان وظهور الصورة الحقيقية انه لا يمكن الاعتماد نهائيا على الاميركيين الذين يبيعوا العملاء عندما تتطلب مصلحتهم ذلك”.
ورأت المصادر ان “اميركا اليوم تحاول لملمة ما تستطيع ونحن على مقربة من موعد الانتخابات العراقية، ولذلك تحاول ان تستفيد من بعض السياسيين عبر تقديم الدعم لهم اعلاميا وماليا لايصالهم الى مقاعد البرلمان”، وأشارت الى ان “السفارة الاميركية في بغداد نظمت عدة دورات لشباب من مناطق مختلفة تحت عنوان ضرورة مراقبة الانتخابات المقبلة كتمهيد للتشكيك بنتائجها التي لا يرجى ان تكون لمصلحة اميركا وحلفائها”، وتابعت “كما تحاول الولايات المتحدة ان تضغط عبر ممثلي الامم المتحدة بالعراق لزيادة عددهم وعلى منظمات الاتحاد الاوروبي بدعوى مراقبة الانتخابات”.