تحليل “الأنباء”: غازي العريضي استقال من الحكومة… والسياسة
اخترق الوزير غازي العريضي “الرتابة السياسية” بمفاجأة غير مدوية عندما أعلن استقالته من الحكومة المستقيلة وتوقفه عن تصريف الأعمال مع أخذ إجازة سياسية.
الاستقالة من حكومة تصريف أعمال خطوة غير مألوفة، لأن الوزير ملزم معنويا متابعة مهماته إلا في ظروف طارئة تمنعه عن ذلك، إضافة الى النص الدستوري الذي يلزمه تصريف الأعمال، لكن هذه الخطوة لها عند العريضي ما يبررها:
٭ فهو لم يتحمل خطوة مثوله أمام المدعي العام المالي لاطلاعه على ما لديه من وثائق ومعلومات بشأن الفضائح التي كشفها وطالت زميله وزير المال محمد الصفدي. وكان العريضي أبلغ الرئيس سليمان قبل أيام بعد اطلاعه على ما لديه أنه بعد مثوله أمام المدعي العام سيتوقف عن تصريف الأعمال مباشرة.
٭ وهو لم يتحمل التشهير المعنوي والشخصي به خصوصا بعد انكشاف وضعه سياسيا وحزبيا بعد تدهور علاقته مع النائب وليد جنبلاط الذي رفع الغطاء عنه جزئيا ولم يعد العريضي رجل المهمات الصعبة والمستشار الأقرب إليه، وظهر ذلك في مجالين وقرارين أخذهما جنبلاط: الأول هو تكليف الوزير وائل أبو فاعور مهمة متابعة ملف وشؤون العلاقة مع المملكة السعودية بدلا من العريضي، والثاني عدم ترشيح غازي العريضي ضمن لائحة مرشحي الحزب الاشتراكي الذي كان أعلن لائحته دون سائر الأحزاب قبل أن تطير الانتخابات ويتم التمديد للمجلس النيابي. وتردد أن جنبلاط قرر ترشيح شخصية درزية من آل الزهيري بدلا من العريضي في وقت كانت مصادر في “المستقبل” تلمح الى إمكان نقل ترشيح مروان حمادة من الشوف الى بيروت.
بعد الاستقالة… العريضي إلى أين؟
٭ خرج غازي العريضي من وزارة الأشغال ليشغلها بالوكالة وزير الدولة أحمد كرامي.
٭ خرج غازي العريضي من الحزب الاشتراكي بعدما خرج لأول مرة عن انضباطه وتقيده بالأصول الحزبية التي تفرض عليه التنسيق في هذا القرار مع قيادة الحزب قبل اتخاذه وإعلامها به على الأقل قبل إعلانه، مع أن هناك من يقول ان العريضي وضع جنبلاط في أجواء ما ينوي القيام به، لكن جنبلاط لم يثنه عن قراره بل ترك له حرية القرار وتقدير النتائج.
٭ غازي العريضي عندما قرر أخذ إجازة سياسية هو يدرك أنه أخذ إجازة سياسية مفتوحة، وأنه وضع حدا لحياته السياسية الحافلة مسدلا الستارة ومغادرا المسرح الذي لعب عليه لثلاثة عقود (1983 ـ 2013) مع رعيل الكبار في الحزب الاشتراكي من “جيل الحرب” مثل أكرم شهيب وشريف فياض، أما مروان حمادة فإنه ليس حزبيا وإنما صديق وحليف لجنبلاط، وأما وائل أبو فاعور فإنه من “جيل ما بعد الحرب”.